سؤال عن الحرب الإيرانية العراقية وكلام الشيخ عن الخميني عن كتابه " الحكومة الإسلامية " ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
سؤال عن الحرب الإيرانية العراقية وكلام الشيخ عن الخميني عن كتابه " الحكومة الإسلامية " ؟
A-
A=
A+
الشيخ : ... الآن ندخل في الإجابة عن سؤالك .

الخميني هو بلا شك فقيه كبير من فقهاء الشيعة ، والشيعة يخالفون أهل السنة في كثير من الأحكام الشرعية ، بل ومن العقائد الإسلامية الصحيحة ، وحسبنا دليلًا على ذلك أن نطَّلع على كتاب له كان سمَّاه " الحكومة الإسلامية " ، ومَن قرأ هذا الكتاب يتبيَّن له أنه كتاب دعاية ، كتاب سياسة شيعية طَبَعَه بألوف مؤلَّفة من النسخ وتكرَّرت الطبعات ؛ لأنها تُوزَّع مجانًا في العالم الإسلامي كله في سبيل الدعاية لهذه الحكومة الإسلامية المزعومة التي أقامَها الخميني ، ومع ذلك - أي : مع كون الكتاب هو كتاب دعاية ، والمفروض أنَّ كل داعٍ حينما يكون لا يريد أن يكشفَ القناع عن عقيدته ؛ لأنه يعلم أنه إن فعل لم تُفِدِ الدعوة التي يدعو الناس إليها بواسطة كتاب له أو نشرة له ؛ هذا أسلوب الدِّعايات كلها - مع ذلك لم يخلُ كتيبه الصغير هذا من بعض العقائد التي تكفي المسلم الذي يريد أن يكون على بصيرة من دينه أن يفهم أن عقيدة الخميني بعيدة كلَّ البعد عن الإسلام الذي جاء في القرآن وفي الأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي - عليه الصلاة والسلام - ، فهو - مثلًا - ذكر بأن أئمة أهل البيت هم بمنزلةٍ عند الله - تبارك وتعالى - دونَها منزلة الملائكة والأنبياء والرُّسل ، أئمة أهل البيت هم عند هذا الإمام المزعوم فضلُهم فوق فضل الملائكة والرسل والأنبياء جميعًا ، وهذا فيه تكذيب للقرآن والسنة ، (( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ )) مش فضَّل أئمة أهل البيت ، والرسول يقول في الحديث الصحيح : ( أنا سيِّد آدم ولا فخر ) ، آدم فمَن هو دونه تحت لوائه يوم القيامة ، فلا شك أن أئمة أهل البيت الصادقين طبعًا منهم والمخلصين فهم تحت لواء الرسول - عليه السلام - ؛ فكيف يقول هذا الرجل في كتاب دعاية أنُّو أئمة أهل البيت منزلتهم عند الله دونَها منزلة كل المخلوقات بما فيها الملائكة والأنبياء والرسل ؟!

كذلك ذكر في هذا الكتيب بأن أئمة أهل البيت يعلمون كلَّ ذرَّةٍ تتحرك في هذا الكون ، وهذا صدم لنصوص مقطوعة من القرآن الكريم ؛ لأنه لا يعلم الغيب إلا الله - تبارك وتعالى - . أعتقد مثل هذه العقائد المخالفة لصريح الكتاب والسنة لا يكون بلا شك على هدًى من ربه - تبارك وتعالى - ؛ ولذلك فمن الجهل والغباوة أن يُسارع كثير من الدعاة الإسلاميين حينما أعلَنَ الخميني أنه يُقيم دولة إسلامية أن سارَعوا إليه ، وربما بعضهم بايعه ؛ وذلك لأنه لا يعلم ما في كتب الشيعة من تكفير للأئمة ، للسلف الصالح ، لكبار الصحابة ؛ فإنك لو رجعت إلى كتبهم لا تجد عندهم من الألوف المؤلفة من الصحابة الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه لا تجد عند الشيعة عدد الصحابة الذين هم رضوا عنهم مع المبالغة مئة صحابي من بين الألوف المؤلفة ؛ فلذلك فنحن نعتقد أنه لا يمكن التقاء المسلم السُّنِّي العارف بعقيدته وشريعته الحقِّ مع المسلم الشيعي لشدَّة الاختلاف القائم بين الاتجاهين .

بعد هذا والبحث بلا شك يتحمَّل التطويل جدًّا نجيب أن الحقَّ مع مَن ؟ نحن نقول ليس مع أحد الفريقين شيء من الحق ؛ لأن كلًّا من الفريقين لا يقاتل في سبيل الله ، ونحن نعتقد أن الشيعة لو انتصروا على العراق لَجاء دور غير العراق ، وهكذا ربما ينتشر المذهب الشيعي حتى يشمل البلاد الإسلامية كلها ، ولذلك فنحن في الوقت الذي لا نُسَرُّ أن تنتصر الشيعة على العراق ليس بأننا مع المذهب البعثي العراقي الذي تتبنَّاه الدولة ، ولكن هنا ناحيتان يجب التفريق بينهما ، وكثير ممن سمعنا كلامه في هذا المجال بمناسبة أو بأخرى لا يتنبَّه لهذا الفارق ، هناك قتال بين شعب وشعب ، الشعب الإيراني والشعب العراقي ، لكن هناك فرق كبير جدًّا بين الحكومة الإيرانية والحكومة العراقية ، أو بعبارة أصح هناك فرق بين الشعب الإيراني والشعب العراقي ، الشعب العراقي غير حكومته ، الشعب العراقي مسلم غير بعثي ، أما الحكومة العراقية فهي بعثيَّة مع الأسف ، أما الشعب الإيراني كلُّه شيعي ، وعلى رأسه حكومة شيعية ، ولذلك هذا الفرق الجوهري بين الشعبين يجعلنا نحن أن لا نتمنَّى أرجحيَّة كفة الإيرانيين على العراقيين ؛ لأنُّو أصبح هنا الأرجحية من شعب شيعي على شعب سنِّي ، وهنا يكمن الخطر ، أما أنُّو الحكومة العراقية بعثية فهذا في الحقيقة مما يؤسفنا ، لكن ليس من الأمر المقطوع به أن هذا الحكم سيظلُّ قائمًا في العراق وباقيًا ما بقي الشعب العراقي المسلم ؛ هذا غير متصوَّر ؛ لأن الأمر كما قال - تعالى - : (( وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ )) .

أما الشيعة فقد مضى عليهم قرابة ثلاثة عشر قرن ، وكلما مضى قرن كلما تعمَّقوا في التعصُّب للمذهب الشيعي وعدم الحيدة عنه قيد شعر ، بل كلما مرَّ الزمن كلما ازدادوا ابتعادًا عن الكتاب والسنة ومعاداةً لأهل السنة ؛ لذلك نحن لا نقول الحق مع هؤلاء أو مع هؤلاء ؛ لأن كلًّا من الفريقين لا يقاتل في سبيل الله ، وهذا في الواقع أمر يذكِّرنا بالقتال الذي كان في عهد الرسول - عليه السلام - بين فارس والروم ، فكلٌّ الفريقين لا يقاتل في سبيل الله ، ولكن - من باب ما يُقال : " حنانيك بعض الشَّرِّ أهون من بعض " - كان المسلمون يومئذٍ كانت عاطفتهم مع النصارى مع الروم على فارس ؛ لأن فارس وثنيون والروم نصارى ، وفي ذلك نزل قوله - تعالى - : (( الم * غُلِبَتِ الرُّومُ )) (( وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ )) .

سائل آخر : (( فِي بِضْعِ سِنِينَ )) .

الشيخ : نعم . أما الآن فنرى إلا أن نتمنَّى يعني أن تكون الكفَّة للشعب العراقي السنِّي على الشعب الإيراني الشيعي ، أما الدولة فالدولة نحن طبعًا لا نرها لأنها بعثية ، وعسى الله - عز وجل - أن يهديهم ولو بعد تجارب مريرة أن يعودوا إلى الله ، إلى كتاب الله ، وإلى حديث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - .

تفضل .

السائل : جزاك الله خير .

سائل آخر : بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله .

أستاذي الفاضل ، أوَّلًا : دعائي لله للمولى - عز وجل - أن يسدِّد كل خطاك ، ويوفِّق للخير مسعاك .

الشيخ : الله يبارك فيك .

سائل آخر : أما سؤالي فهو : هل بما نحن عليه الآن كشباب إذا جاز لنا أن نقول ملتزم يؤدي الصلاة ويصوم و ... ويقرأ القرآن ويحج .

مواضيع متعلقة