رأي الشيخ الألباني في الاستدلال بآية (( إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنا بِكُمْ وَبَدا بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَالْبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ )) في عدم جواز دخول البرلمانات. - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
رأي الشيخ الألباني في الاستدلال بآية (( إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنا بِكُمْ وَبَدا بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَالْبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ )) في عدم جواز دخول البرلمانات.
A-
A=
A+
السائل : حفظك الله يعني في التعقيب الذي كنت عقبت فيه في المؤتمر ذكرت لهذه المسألة قول الله جل وعلا (( إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنا بِكُمْ وَبَدا بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَالْبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ )) فجعل العداوة والبغضاء حاصلة وغايتها يعني غاية زوالها حصول الإيمان فإذا حصل الإيمان بالله وحده دون الشركاء سواء في التشريع أو في العبادة فهنا يحصل الإلف والمودة. فهذه الآية دليل ظاهر على عدم جواز الدخول في هذه البرلمانات أو حصول مثل هذا التساهل وهو أنه يجلس مع الشيوعي بجنبه أو مع الملحد أو مع الذي يدين بغير دين الإسلام إما مشرك قبوري أو نحو ذلك وكأنهما أخوان. فهل يستقيم هذا الاستدلال؟
الشيخ : لا أعتقد هذا, لا شك أن الآية كما تعلم هي صريحة في مجالسة المسلم للمشركين ونحن لا نستطيع اليوم أن نحكم على البرلمانات القائمة اليوم في البلاد الإسلامية أنهم مشركون. وأظنك تعلم أو على الأقل تعتقد لأنه ما يعلمه الإنسان يعتقده تعتقد بالتفصيل العلمي الذي يدندن حوله ابن تيمية وابن قيم الجوزية بأن الكفر نوعان كفر اعتقادي وكفر عملي فمن وقع في الكفر العملي لا يجوز أن يعامل معاملة من وقع في الكفر الاعتقادي. ما أدري هل ترى هذا التفصيل؟
السائل : هذا التفصيل من حيث الأفراد الفرد بنفسه هذا لا شك في جريانه لكن الآن واقع الدول واقعها أنها تؤيد الشرك بالله وتحميه بل تضاد وتعادي من أنكر الشرك.
الشيخ : هذا أيضا في وجهة نظري لأنك حينما تقول بارك الله فيك الدول أو الحكومات فأنت لا يخفاك أن هذه الحكومات مؤلفة من أفراد ما هي شخصية يعني متميزة عن كل فرد فهي مجموعة أفراد فنحن حينما ننظر إلى هذه المجموعة من الأفراد ننظر إلى الغالبية فيها هل هم في حكم الإسلام الظاهر الذي لا يشق القلوب هل هم عندنا مسلمون أم هم عندنا كفار مشركون؟ إن غلبت الأولى عن الأخرى قلنا إنهم مسلمون ويجب أن نعاملهم معاملة المسلمين وإلا كانت الأخرى. ولذلك فالتفريق بارك الله فيك بين الأفراد والحكومات هذا التفريق نظري ما هو واقعي لأن الحكومات أو الدول هي مؤلفة من الملك الفلاني والوزير الفلاني والوزير الفلاني ووو إلى آخره والنائب الفلاني والنائب الفلاني هذه المجموعة إما أن نحكم عليها بأنها مسلمة على عجرها وبجرها وإما أن نحكم عليها بأنها كافرة يعني نحن الآن بصورة واضحة جدا ما نستطيع أن نحكم على أي برلمان من البرلمانات التي ملكها مثلا يصلي ويصوم وكذلك بعض الوزراء إن لم نقل كلهم وكثير من النواب إلى آخره أن نقول هؤلاء مثلهم كمثل قوم إبراهيم الذين تبرأ منهم إبراهيم عليه السلام في تلك الآية الصريحة ولذلك فالبراءة من الشرك وأهله هذا أمر لا يختلف فيه اثنان ولا ينتطح فيه عنزان كما كان يقال في قديم الزمان ولكن المهم في الموضوع أن نحدد هل البراءة من هؤلاء محلها هنا لأنهم مشركون أم ليسوا بمشركين إنما هم منحرفون عن الإسلام قليلا أو كثيرا هذا شيء آخر. لذلك هذا البحث يجرنا إلى معالجة واقع آخر تجاه هذا الانحراف السياسي الذي أصيب به بعض إخواننا السلفيين أيضا هناك انحراف ... سيف التكفير على كل الأفراد الذين يعني ينضمون إلى دولة ليس عنوانها كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, لا شك أنك تعيش معنا وتعرف واقع بعض الجماعات الإسلامية في مصر وفي القاهرة بالذات وأنه كان هناك جماعة عرفوا بجماعة الهجرة والتكفير وأن قسما منهم يعني مع الأسف قتلوا منهم كان منهم اسم إيش اسمه شكري مصطفى, وكان من هؤلاء الأفراد أرسلوا إلى العالم الإسلامي لبث فكر التكفير ليس فقط هؤلاء الحكام بل وكل الموظفين عندهم حتى أئمة المساجد ومؤذني المساجد والمصلين وراء الأئمة ما أدري بلغك شيء من هذا أو لا؟
السائل : نعم
الشيخ : حسنا وقد جاء بعضهم إلى دمشق وجرت بيني وبينهم مناقشات كثيرة ومنهم رجل عملاق صعيدي اسمه إسماعيل نسيت نسبته فيما بعد لقيته في جدة ويعرفه الشيخ محمد عبد الوهاب البنا إي نعم يعرفه جيدا ما أدري أنت لقيت هذا الإنسان؟
سائل آخر : أسمر هيك؟
الشيخ : لا يزال ... .
سائل آخر : ... .
الشيخ : رجع إلى مصر؟
سائل آخر : لا, في جدة
الشيخ : في جدة لا يزال.
سائل آخر : ... .
الشيخ : أنا عارف بدي أصل إلى هذا الموضوع لقيته في بعض أسفاري وإذا به يشكرني على مجادلاتي إياه هناك في دمشق لأنه فارقني وهو حرذ يعني غضبان وإذا بعد ذلك أرسل إلي خطابا يعني من أعجب الخطابات التي جاءتني بالاعتراف بأننا كنا ضالين وكنا كذا ووو إلى آخره وهنا جماعةكانوا منتسبين إلى هؤلاء إخواننا الحاضرون الآن يعرفون أفرادا منهم قبل أن نهاجر إلى عمان من دمشق إلى هنا كنت أتردد في سبيل الدعوة فقيل لي بأن هناك جماعة يتبنون هذه الدعوة بالتكفير والهجرة إيش رأيك تلتقي معهم؟ قلت لهم ما عندي مانع خلاصة تواعدنا اجتمعنا في أول ليلة من المغرب إلى العشاء فعرفنا منهم أشياء كنا نسمع عن بعضها وهي خطيرة جدا وهذه خلاصتها تكفير المسلمين جميعا لا فرق بين حاكم ومحكوم. الأمر الذي كان يذكرني بنكتة كنت سمعتها من بعض مشايخي الأعاجم الألبان وأمثالهم أنه أحد المشايخ زار قوما في دارهم فلما خرج خرج وهو يكفر الجماعة كلهم لماذا؟ قال لأن العادة في تلك البلاد من إكرامهم لشيوخهم وعلمائهم أن الرجل مثلا الزائر يدخل الدار وينزع النعلين لازم بقى صاحب الدار يوجه النعلين للعالم بحيث ما يتكلف ويلف هيك أو يمد يده ويهيئ النعل باتجاه أين يمشي لا, لا بد رب البيت من إكرام الضيف أنه يوجه له النعل فهو لم يلاحظ هذا الشيء فكفرهم !لم؟ قال لأن هذا يدل على عدم إكرام العالم ومن لم يكرم العالم لا يكرم العلم ومن لا يكرم العلم ما يكرم الرسول الذي جاء به ما يكرم رب العالمين فإذن هو كافر على هذه الطريقة ذكرني هؤلاء فهم يكفرون كل المسلمين دون استثناء لا فرق بين حاكم ومحكوم ولذلك تركوا صلاة الجمعة والجماعة وانطووا على أنفسهم وكنتيجة طبيعية لهذا الرأي منهم في هذه الليلة الأولى التي التقينا فيها. قلت لصاحب الدار وهو صهري أذن للصلاة أذن فانسحب الجماعة طلبوا الإذن تفضلوا صلوا معنا نحن نعرف أنهم ما يصلون فانسحبوا على موعد ثاني ليلة كان اللقاء في الليلة الثانية في دار لأحدهم واستمر النقاش إلى الساعة الحادية عشر تماما قريب لنصف الليل لكن تباشير النقاش ظهرت بدليل أنهم صلوا خلفنا ثم تواعدنا لإتمام البحث في الليلة الثالثة فاستمر البحث بارك الله فيك إلى أذان الفجر من بعد صلاة المغرب إلى أذان الفجر لكن كانت القاضية والحمد لله وهم إلى الآن على الخط السلفي معنا, الشاهد أن هذا الاتجاه لا يزال له أثر في بعض أو كثير من البلاد الإسلامية وبخاصة عقر دار هذه الدعوة هي مصر وهو تكفير حكام المسلمين كما يقال عندنا في الشام على أبو جنب يعني على طول الخط ثم تكفير من لا يكفرهم على التسلسل تكفير من لا يكفرهم. فنحن بارك الله فيك يجب الآن أن نحارب في الحقيقة في الجبهتين الجبهة التي تأخذ بالدعوة السلفية نحو الدعوة الحزبية السياسية والجبهة الأخرى التي تحاول أن تغالي بالدعوة السلفية وتصل بها إلى ما كان عليه الخوارج من قبل وهو تكفير المسلمين لذنوب ارتكبوها وهم متعمقون أشد التعمق في تقصي ما يتوهمون أن فيه أدلة على ما يذهبون إليه من التكفير حتى مثل آية قوله تعالى (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) كانوا قد هيؤوا بعض الأجوبة والتأويلات, الشاهد أنا أخشى ما أخشى بارك الله فيك ولا تؤاخذني لأني أنا عشت هذا السن وأنا صريح مع الناس كلهم وبخاصة مع إخواننا الذين هم في الخط معنا وأنا أخشى من تطبيق هذه الآية هذا التطبيق العام أن يأخذ بنا إلى ذاك الخط المنحرف من المبالغة في تكفير المسلمين لوقوعهم في الكفر العملي, فالكفر العملي لا يجوز نحن أن نكفر المسلمين ونخرجهم من ساحة الإسلام ونعاملهم معاملة الكفار هذا خلاصة جوابي عن الاستدلال بالآية السابقة.
الحلبي : جزاكم الله خيرا, شيخنا قضية التي تفضل فيها أخونا الشيخ بها قضية الحكومة الآن لو غيرنا لفظ الحكومة إلى لفظ النظام يعني نظام الحكم مش أفراد الحكومة نظام الحكم كافر والقوانين كذا لكن لا يستلزم تكفير نظام الحكم تكفير أفراده هذا الشيء الذي أردت أن أقوله مذكرا بكلمة يعني سمعناها منكم أستاذي وهي قضية وإن كان فيها بعد لكن يلتقيان في وجه مثلا الحزب الشيوعي كحزب نكفره لا شك ولا ريب لكن ليس كل من انتسب لهذا الحزب يكون كافرا يجوز الشخص انتمى من أجل راتب آخر الشهر أو كذا فهذا لا نستطيع أن نكفره وإن قلنا أحيانا تجرأنا وقلنا هذا كفر عملي وكلن ليس كفرا اعتقاديا فإن كان على هذه الشاكلة ألا يكون لكلام أخونا الشيخ صالح له وجه؟
الشيخ : صحيح, لكن هذه أخشى منها لأنه أخي قضية الشيوعيين, الشيوعيون أعلنوا دعوتهم أن الإسلام لا يصلح فكل من يعلن هذا فهو كافر مرتد عن دينه لأنه كفر اعتقادي لكن أقل ما نقول إذا كان حاكم من الحكام وأنا لا أستثني أحدا أبدا من هذه الحيثية لا من قريب ولا من بعيد, وإن استثنينا فإنما نستثني بنسبة الانحراف عن الإسلام كثيرا أو قليلا فهؤلاء الحكام جميعا من كان منحرفا عن الإسلام كثيرا أو قليلا إذا ظهر منهم كلام يشعرنا بأن هناك حكما في الإسلام لا يصلح تطبيقه في هذا الزمان فهي ردة صريحة ومن تبنى هذا في قليل أو كثير فهم مرتدون عن دينهم أما لمجرد تبني قوانين ليست هي في أصلها أو في كلها ليست إسلامية هذا كفر عملي فلا بد أن يقترن معها شيء حتى نقتنع بأنه كفر اعتقادي لذلك أنا أفرق بين حزب البعث أو الحزب الشيوعي فهؤلاء أعلنوا في رسائلهم أن الإسلام جاء للعرب ومضى وانقضى إلى آخره لكن كثير من الحكام ولا أقول كل الحكام كثير من الحكام ما يظهر منهم إلا تمسكهم بالكرسي وهذا مصيبة بلا شك وحرصهم على التسلط على الناس لكن هذا أنا لا أعتبره كفرا اعتقاديا فإذا أحد يرى هذا فأرجو أن يبين لنا حتى نتقارب ونتفاهم إن شاء الله.

مواضيع متعلقة