حكم صلاة تحية المسجد في وقت الكراهة ــ وحكم صلاة تحية المسجد والخطيب يخطب ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
حكم صلاة تحية المسجد في وقت الكراهة ــ وحكم صلاة تحية المسجد والخطيب يخطب ؟
A-
A=
A+


الشيخ : أنا أقول للعلماء في ذلك قولان مشهوران وقول ثابت محدث أما القولان المشهوران فأحدهما أنه لا يجوز صلاة التحية بأوقات الكراهة وهو مذهب الحنفية والمذهب الآخر يجوز تحية المسجد في الأوقات المكروهة وكذلك كل النوافل التي هي لها سبب وهذا المذهب الثاني هو الصواب المطابق للسنة الصحيحة ولا يحسن الآن إطالة البحث في هذه المسألة وحسبنا أن نذكر بحديث عام وآخر خاص يلحق به موضوعنا بالخاص من باب أولى أما الحديث العام وهو قوله عليه الصلاة والسلام إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين وفي لفظ فليصلي ركعتين ثم ليجلس يعني روايتان إحداهما ينهاه عن الجلوس حتى يصلي والأخرى يأمره بالصلاة ثم .... له الجلوس وال... واحد .

فهذا الحديث بعمومه يشمل كل وقت لأنه إذا ظرفية ففي أي وقت دخلت المسجد فلا تجلس حتى تصلي ركعتين أما الدليل الخاص ويلحق به موضوعنا من باب أولى وهو قوله عليه الصلاة والسلام إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والإمام يخطب فقد لغوت ففي هذا الوقت الذي لا يجوز فيه الأمر بالمعروف والنهي عن منكر قال عليه السلام لمن دخل المسجد يوم الجمعة وهو عليه الصلاة والسلام على المنبر يخطب فلما دخل ذلك الرجل وجلس قال له أصليت ركعتين ؟ قال لا ـ قال قم فصل ركعتين ثم التفت إلى الناس الحاضرين جميعا فقال لهم إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليصلي ركعتين ثم ليجلس فهذا الحديث خاص بالتحية يوم الجمعة وفي أثناء خطبة الخطيب يوم الجمعة وإذا عرفتم أنه في هذا الوقت وقت خطبة الخطيب لا يصح لإنسان أن يأمر بمعروف وينهى عن المنكر مع ذلك أمر بالتحية فأولى أن يأمر بالتحية في وقت ليس فيه نهي خاص وإنما هناك نهي عام يعني لا صلاة مثلاً بعد العصر حتى تغرب الشمس لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس وهكذا .

فخلاصة القول أمره عليه السلام بالتحية والخطيب يخطب وهو وقت كراهة فإذًا ذلك أمر أيضا بالتحية في أي وقت كراهة هذا هو المذهب الثاني وهو الأرجح لما ذكرنا .

أما المذهب الثالث وهو ما أطلقت عليه بأنه محدث فهو ما ذهب إليه الإمام الشوكاني حيث لم يتمكن من التوفيق بين الأحاديث التي ظاهرها التعارض وقد تبين لكم وجه الجواز وذلك بحمل العام على الخاص وبعبارة أخرى باستثناء الخاص من العام وباستثناء الأقل من الأكثر فيقال لا صلاة بعد العصر لا صلاة بعد الفجر إلا تحية المسجد الدليل هو ما سمعتم لما لم يتمكن الشوكاني من التوفيق بين الأحاديث وحار في ذلك فقال إذا دخل المسجد ظل قائما حتى يخرج وقت الكراهة وبهذه الصورة لم يتعرض للمخالفة هذا صحيح ويمكن أن يقال لا تدخل المسجد يا أخي ليش لأنه هذا أبعد عن المشكلة ولكن الإنسان قد يدخل المسجد وقد يصعب عليه أن يظل قائمًا حتى يخرج وقت الكراهة لكن المخرج هو ما ذهب إليه الإمام الشافعي رحمه الله ومن تبعه من أهل الحديث وهو أن كل النوافل ذوات الأسباب هي مستثناة من النهي ومن الصلاة في الأوقات المكروهة هذا جواب السؤال السابق .

السائل: مافي وجوب صلاة وقت الكراهة ؟

الشيخ: لا الوجوب هذا ما أثبتناه ولا نفيناه لأنه لم يكن البحث في هذا أما قد يمكن أن تسأل هل تحية المسجد واجبة أم غير واجبة ؟ الجواب أنها واجبة وذلك لأمره عليه السلام اذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي أو فليصلي ركعتين ثم ليجلس ولأنه أمر بالتحية حيث نهى عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبة نعم

مواضيع متعلقة