توحيد الصفات - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
توحيد الصفات
A-
A=
A+
الشيخ البديل :

يؤسفنا ان لا يحضر شيخنا حفظه الله معنا في هذه الجلسة ولكن هذا بقضاء الله وقدره فنحن

نرضى بما كتب الله سبحانه وتعالى وعَهِد إلي حفظه الله أن نتابع حديثنا الذي بدأناه في الصباح

حول التوحيد وأن نتكلم في النقطة الثالثة وهي توحيد الصفات ولا بد لي قبل أن أبدأ بتوحيد

الصفاة من الكلام على طريقة القرآن أولاً ، تعلمون ان الله سبحانه وتعالى ارسل الرسل بالهدى

ودين الحق وارسلهم ليبلغوا الناس ويأمروا الناس بعبادة الله تبارك وتعالى وقد عرفنا الله تبارك

وتعالى نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وأصلاً الواجب على

المؤمن أول واجب على الإنسان هو أن يصدق لما جاء به رسول الله فأول ما يطلب من الانسان

هو التصديق بالرسالات والتصديق بكتب الله تبارك وتعالى فليس المطلوب من الانسان النظر

أولًا ليتبين له وجود الله تبارك وتعالى وبعد ذلك يكون التصديق كما يظن كثير من بعض علماء

الكلام وإنما المأمور به أن يصدق بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل كل شيء ذلك

لان وجود الله تبارك وتعالى مركوز في الفطر والله عز وجل في الآيات الكثيرة وفي السور

الكثيرة لم يبين لنا تبارك وتعالى انه من الواجب علينا أن ننظر أولا لنتوصل إلى وجود الله

عزوجل لا وإنما يسوق الآيات ويخاطب فيها فطرة الانسان لأن هذه من المسلمات عند جميع

البشر حتى عند العرب الجاهليين كما تفضل شيخنا وتكلم في ذلك في الصباح حتى عند

النصارى واليهود وعند جميع الأمم كلهم يعترفون بوجود الله تبارك وتعالى والذي أنكر وجود

الصانع وجود الله تبارك وتعالى وهو فرعون عليه لعنة الله مع ذلك هو مستيقن بها في نفسه

( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا ) إذا فإثبات الصانع مركوز في الفطر ولا حاجة

بنا لأن نستعرض أدلة كثيرة لنتوصل بها بعد ذلك إلى وجود الله تبارك وتعالى فطريقة القرآن

هي التذكير أولاً التذكير بخلق الله عز وجل بآيات الله تبارك وتعالى الكثيرة المنتشرة في هذا

الكون وتبدأ طبعًا في أنفسنا الله سبحانه وتعالى يقول في خلق اللإنسان آيات كثيرة وكثيرة جدا

( خلق الانسان من ماء مهين ) وأيضا يقول ـ ( نحن خلقناكم فلولا تصدقون أفرأيتم ما تمنون

أئمنتم تخلقونه أم نحن الخالقون ) هذا لفت نظر يخاطب فيه الفطرة ويخاطب فيه العقل يتنبأ من

غفلته وليشعر وهو لا بد أن يستسلم قطعا أمام هذه الحقيقة أفرأيتم ما تمنون أئنتم تخلقونه أم نحن

الخالقون فلا يستطيع انسان مهما كان ظالما ومهما كان مغرقا في الكفر لا يستطيع أن يقول بأنه

هو الذي يخلق هذا الماء وبأنه هو الذي يكونه لا لا يجرؤ ولا يستطيع أن يدعي ذلك مطلقا

وأيضا بالتالي لا بدد أن يستسلم إلى أن الذي خلق هذا الماء وقدَّره وكوَّنه هو عليم حكيم قادر ألا

وهو الله تبارك وتعالى ، إذا فوحدانية الله تبارك وتعالى من حيث الخلق او من حيث وجود

الذات المقدسة هذه مركوز في الفطر ولسنا بحاجة إلى المقدمات التي يلجأ إليها علماء الكلام

وإنما نحن بحاجة إلى أن نتبع طريقة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وطريقة كتاب الله تبارك

وتعالى في الكلام حول وجود الله تبارك وتعالى واية واحدة كما نقول حين نقف عندها يمكن ان

توقظ الفطرة ويمكن أن توقظ وتنبه العقل وهي كما قال سبحانه وتعالى ( أم خلقوا من غير شيء

أم هم الخالقون ) هذا تحدٍ من الله سبحانه وتعالى لهؤلاء البشر الطغاة ليتنبهوا وليفكروا في أصل

نشأتهم وفي أصل خلقهم وأن الله تبارك وتعالى يبين لهم في هذه الآية أنهم خلقوا من شيء

وليسوا مخلوقين من لا شيء وإنما هناك قوة خلقتهم وأوجدتهم ( أم خلقوا من غير شيء ام هم

الخالقون ) فلا يستطيعون أن يقولوا بأنهم هم الخالقون وإنما لا بد أن يستسلموا لأن هناك قوة

خلقتهم وفطرتهم وأبدعتهم هذه القوة هي قوة الله تبارك وتعالى وهكذا إذا تمضي طريقة القرآن

في معالجة هذا الموضوع وكذلك الشيء الآخر هو أن الرسل دعوا الناس إلى عبادة الله تبارك

وتعالى فما من رسول بعثه الله عز وجل إلا ليأمر قومه لعبادة الله وأنه لا إله إلا الله ، مالكم من

إله غيره كل الرسل جاءوا بهذه الكلمة يأمرون الناس بعبادة الله عز وجل ( يا أيها الناس اعبدوا

ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم ) وهذه نقطة أيضاً ثانية ذلك لأن الله عز وجل اعتمد على ما

في فطر الناس من الإقرار بوجوده تبارك وتعالى فدعاهم إلى عبادته وإذا توحيد الألوهية

يتضمن توحيد الربوبية ولاعكس توحيد الربوبية لا يتضمن توحيد الألوهية وإنما توحيد الألوهية

يشمل توحيد الربوبية فلا يكون عبداً لله عز وجل بمعنى عبدًا طائعًا مختارًا إلا أن يكون معترفا

بالله تبارك وتعالى بربوبيته عز وجل وبأنه هو خالق هذا الكون ولذلك ربنا عز وجل يبين لنا

في كتابه ويخاطبنا في آيات كثيرة أن نتوجه إليه سبحانه وتعالى بالعبادة وأن نخصه بالعبادة لأنه

هو الخالق أفمن يخلق كمن لا يخلق فالخالق هو الذي يستحق أن يعبد وأما غير الخالق فلا

يستحق أن نتوجه إليه بالعبادة ولذلك نجد الآيات الكثير في كتاب الله عز وجل تتحدث عن توحيد

الألوهية أكثر مما تتحدث عن توحيد الربوبية لماذا ؟ لأن توحيد الربوبية كما قلنا مركوز في

الفطر والذين أنكروه حتى أنكروه وهم مستيقنون وموسى عليه السلام لما قال لفرعون الذي

أنكر وجود الله تعالى ( قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض بصائر ) أنزل

هذه الآيات رب السموات والأرض بصائر للناس هدى ونورا فإذا هذا فرعون المنكر مع ذلك

فموسى كيف يخاطبه لا يأتيه بمقدمات وبراهين وإنما يخاطبه ويبين له انه هو يكذب وأن الذي

يستيقنه بنفسه والذي يعلمه حقيقة العلم هو أن الله تبارك وتعالى هو الذي أنزل هذه الآيات

البينات وأيضا حينما سأل فرعون وما رب العالمين أيضا ماذا أجابه موسى عليه السلام ( رب

السموات والأرض إن كنتم موقنين ) إذا ما أتاهم ببراهين كثيرة لا وإنما خاطب فطرته وخاطب

ما استقر في نفسه رب السموات والأرض إن كنتم موقنين فماذا ادعى حينئذ فرعون ؟ قال إن

صاحبكم لمجنون ادعى أنه مجنون فحين إذ أيضًا رد عليه موسى قال ( ربكم ورب آباءكم

الأولين ) إذا هذا يبين لنا إصرار موسى على المبدأ وعلى هذه الطريقة التي تخاطب الفطرة

والعقل معا وليست على طريقة علماء الكلام الذين يخوضون في كلام كثير ومع ذلك هو قليل

البركة وليس فيه الفائدة المرجوة هذه لا بد أن نفهمها لنتميز بها طريقة كتاب الله تعالى في إثبات

توحيد الربوبية وفي إثبات توحيد الألوهية وبعد ذلك في اثبات توحيد الصفاة لله سبحانه وتعالى

إذا كل شيء الذي يجب علينا هو أن نستسلم وأن نصدق ما جاء به الرسول عليه السلام والعقل

مهمته هو فهم ما جاء عن الله تبارك وتعالى وما جاء عن رسول الله صلى الله عليه الله وسلم

ليس وظيفة العقل هي التحكم في آيات الله تبارك وتعالى وصرف هذه الآيات عن معانيها لا

وإنما وظيفة العقل هو التدبر والفهم بآيات الله عز وجل فتوحيد الصفات ربنا تبارك وتعالى

وصف نفسه بصفات في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فالواجب على المسلم أن

يؤمن بما وصف الله تعالى به نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله دون تأويل دون تعطيل ودون

تشبيه والميزان في ذلك قول الله تبارك وتعالى ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) ففي هذه

الآية نفي وإثبات في هذه الآية نفي الشبيه والمثيل عن الله تبارك وتعالى ليس كمثله شيء فلا

يشبه الله تبارك وتعالى شيء من مخلوقاته البته فهناك وجودان وجود الخالق ووجود المخلوق

فكل ما سوى الله عز وجل فهو كائن محدث بعد أن لم يكن والله تبارك وتعالى هو الأزلي وهو

واجد الوجود سبحانه وتعالى وكل ما سواه هو مخلوق فإذًا المسلم يجب عليه أن يثبت لله تبارك

وتعالى ما أثبت لنفسه ولا يشبه ربه تبارك وتعالى بمخلوقاته ولا يؤول كلام الله عز وجل

ويعطل صفات الله سبحانه وتعالى خشية من التشبيه والتجسيم كما يزعم بعض الناس وخاصة

من المعطلة وكما قلنا المقياس والميزان قوله تبارك وتعالى ( ليس كمثله شيء وهو السميع

البصير ) فأثبت في هذه الآية لنفسه سمعًا وبصرًا ونفى عنه تبارك وتعالى المماثلة والمشابهة

للمخلوقات والحوادث فالمعطل الذي يعطل صفاة الله تبارك وتعالى هو لا شك يؤمن بأن لله

تبارك وتعالى بعضهم هؤلاء يؤمنون بأن لله سمعا ولله تبارك وتعالى بصرا يؤمن بذلك ولكنه لا

يؤمن بصفاة الله تبارك وتعالى الأخرى فيجب أن نقيم على هذا الانسان الحجة من هذه الآية

ومن إيمانه بسمع الله تبارك وتعالى وبصره وكذلك في كل صفة من الصفاة التي يصف الله

سبحانه وتعالى بها نفسه ، فالله سبحانه وتعالى موجود وهو ذاك وكذلك هذه المخلوقات موجودة

فالذين يريدون أن يؤولوا وأن ينفوا صفاة الله عز وجل فرارا من التشبيه وفرارا من التجسيم فإذا

يلزمهم من ذلك نفي الله تبارك وتعالى كليا والواقع كأنهم هذا الذي وقعوا فيه لماذا لأنهم طبعا

أخذوا يصفون الله سبحانه وتعالى بصفاة السلوب ، كل كلامهم سلب ليس فيه صفاة إيجابية أبدا

وإنما صفاة سلوب وانما وكأنهم بذلك جعلوا الله تعالى معدوما ولذلك ابن القيم رحمه الله يقول

عن المعطلة من عطل فهو يعبد عدماً ومن جسم فهو يعبد صنماً فالمؤولة يعبدون عدما

والمجسمون يعبدون صنما والمؤمن الحق والمسلم الحق هو الذي يؤمن بما جاء عن الله تبارك

وتعالى فيثبت ما أثبته وتعالى لنفسه وينفي ما نفاه الله تبارك وتعالى عن نفسه فالله تبارك وتعالى

موجود وكذلك نحن موجودون فالذي يريد أن ينفي اليد والعين وما أشبه ذلك مما وصف الله

سبحانه وتعالى به نفسه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم يلزمه من ذلك ! أو يقال له فهل

أنت تثبت وجودا لله تبارك وتعالى فلا بد أن يقول بلا انه يثبت لله عز وجل وجودا والانسان

موجود فهل يفهم من ذلك المشابهة والمماثلة تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا كذلك يسئل هل يثبت

لله عز وجل سمعا وبصرا هل يثبت لله علما ام لا يثبت فهو لا شك يثبت لله تبارك وتعالى مثل

هذه الصفات ويثبت ، هذه أسماء الله الحسنى عليم قدير حكيم حليم خبير سميع بصير والله عز

وجل وصف عباده بذلك ( إنا خلقنا الانسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا )

وكذلك وصف الانسان بأنه عليم ( فبشرناه بغلام عليم ) ووصف الانسان بانه حليم وبانه رحيم

( بالمؤمنين رؤوف رحيم ) فهذه صفاة وصف الله تعالى بها عباده ووصف الله عزوجل نفسه

أطلق هذه الكلمات هناك اشتراط لفظي في هذه الصفاة ، فالله رحيم والانسان رحيم الله عليم

والانسان عليم الله قدير الانسان قدير لكن هذه القدرة ليست كتلك القدرة وهذا السمع ليس كذاك

السمع وهذا البصر ليس كذاك البصر وهذه الإرادة ليست كتلك الإرادة فإرادة الله تبارك وتعالى

ليس كمثلها إرادة وكذلك علمه ليس كمثله علم وسمعه ليس كمثله سمع وقل كذلك في كل صفاة

الله تبارك وتعالى ويد الله عز وجل ليست كالأيدي وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم يقول

المقسطون على منابر من نور يوم القيامة عن يمين الرحمن ويقول وكلتا يديه يمين يثبت لله

تبارك وتعالى يدين وليست يدا واحدة وإنما كما قال ربنا عزوجل ( بل يداه مبسوطتان ) بل يداه

يثني بل يداه مبسوطتان إذا فلا بد أن نثبت لله عز وجل ما أثبت لنفسه فنقول إن لله عز وجل يدا

ليست كالأيدي ولا نؤول فنقول إن يد الله عز وجل هنا تعني النعمة لا أو تعني القدرة لا وإنما

نجعلها على القاعدة فنقول إن يد الله تبارك وتعالى ليست كالأيدي كما أن وجوده ليس كوجود

سائر المخلوقات وكما أن علمه ليس كسائر العلم هذا ، طبعا بشكل موجز كذلك في التشبيه أيضا

يقال للمشبه الذي يشبه ! الذي يجسم ربنا تبارك وتعالى يشبهه بمخلوقاته هذا طبعاً ليس لديه

برهان وليس لديه دليل بل كتاب الله تبارك وتعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ترد

عليه ، فربنا عز وجل يقول ليس كمله شيء هذا نفي مجمل بأن الله تبارك وتعالى لا يشبهه

شيء من مخلوقاته ولا حاجة لنا أن نتدخل في الجزئيات وإنما فقط أن نؤمن بأن الله تبارك

وتعالى لا يشبهه شيء في أي صفة من صفاته تبارك وتعالى فننفي حين إذ عن الله تبارك

وتعالى التجسيم وننفي عن الله سبحانه وتعالى المماثلة ولكن لا يفهمن أحد من ذلك أنا إذا نفينا

المماثلة ونفينا التشبيه وكذلك تركنا التأويل وتركنا التعطيل اننا نقع في حيرة من أمرنا أو أن

ذلك يخالف الحق لا وإنما هذه هي الطريقة المحمودة وهذه هي طريقة كتاب الله تبارك وتعالى

وطريقة رسول الله عليه السلام ونفهم في ذلك أن لله عزوجل وجوداً حقيقيا وذاتا حقيقية لها

وجود حقيقي خارج هذا الكون لا نقول بأن الخالق والمخلوق شيء واحد كما يقول الذين يؤمنون

بوحدة الوجود وبأن هذه المخلوقات هي عين الخالق وأن هذه الموجودات هي عين الله تبارك

وتعالى وأن هذا الكون بكل ما فيه هو الذات بل نثبت لله عز وجل ذاتا مستقلة منفصلة عن هذا

الكون متصفة بجميع صفاة الكمال منزهة من جميع صفاة النقصان كما اثبت الله تبارك وتعالى

لنفسة على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم والشيء الذي أريد أن أقول ! أو أبينه هو ما لجأ

إليه علماء الكلام من النفي المفصل على عكس طريقة كتاب الله تبارك وتعالى كما قلنا بالنفي

المجمل الله عز وجل نفى نفياً مجملاً ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ولكن علماء الكلام

لجأوا إلى النفي المفصل وسترون الآن ما هو الفرق بين آيات الله عز وجل وبين هذا العلم الذي

ادعوا أنه علم وهو علم الكلام وكيف تجد سوء الأدب مع الله تبارك وتعالى في تعبيراتهم وفي

قولهم ، فيقول علماء الكلام لأن الله عز وجل ليس بجسم ولا شبح ولا جثة ولا صورة ولا لحم

ولا دم ولا شخص ولا جوهر ولا عرض ولا بذي لون ولا رائحة ولا طعم ولامجسة ولا بذي

حرارة ولا برودة ولا رطوبة ولا يبوسة ولا طول ولا عرض ولا عمق ولا اجتماع ولا افتراق

ولا يتحرك ولا يسكن لا يتحرك مع أن الله تعالى يقول ( وجاء ربك والملك صفًا صفًا )

والرسول عليه السلام يقول ان الله ينزل إلى السماء الدنيا في كل ليلة فيقول هل من مستغفر

فأغفر له فهم يقولون بأن الله عزوجل لا ينزل .

الطالب :

هل يستفاد من هذا الحركة ... ؟

المحاضر :

لا نقول نزول و مجيئ ليس كمثل نزول وليس كمثله مجيئ لا نقول نحن حركة كحركتنا وإنما

نزول يليق بجلاله تبارك وتعالى وأفعاله عز وجل تليق به سبحانه وتعالى ليست كما نحن نتوهم

وكما نحن نتخيل ونظن حينما نقول من النزل أنه يلزم من ذلك حركة ، أي حركة كحركتنا يعني

حينما ينزل أحدنا فهو يتحرك حركة نزول الله تعالى يليق به بجلاله وكماله وإذا قلنا نحن لا

نريد أن ندخل في هذه التفاصيل لأن التعبير عن الحق يجب أن يكون بالألفاظ الشرعية النبوية

نتقيد بالفظ الذي جاء عن الله تبارك وتعالى وجاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن لا

نجرؤ أن نأتي بلفظ لم يأتي به الشرع في كتاب أو سنة فالله تبارك وتعالى أثبت لنفسه نزولًا

فنحن نثبت له النزول واثبت لنفسه المجيء فنحن نثبت له المجيء ( وجاء ربك والملك صفا

صفًا ) إذا فالله تبارك وتعالى يجيئ وأيضا في الحديث إذا جاءني مشيًا أتيته هرولة إذا يمشي

أتيته هرولة إذا فالله تبارك وتعالى هنا أثبت لنفسه هرولة فهل نحن ننفي عن الله تعالى ما أثبت

لنفسه لا تعالى الله عز وجل عن ذلك علوا كبيرا فطالما أن الله عز وجل وصف أن له هرولة

فحن لا نستطيع إلا أن نثبت أن لله تبارك تعالى هذه الصفة ولكن هرولة ليست كهرولتنا ومجيء

ليس كمجيئنا ونزول ليس كنزولنا واستعلاء ليس كاستعلائنا وهكذا في كل صفة من صفاة الله

تبارك وتعالى لكن هنا هؤلاء حينما يقولون بأن الله عز وجل ليس بجسم ولا شبح ولا جثة ولا

صورة ولا لحم ولا دم ولا شخص ولا جوهر ولا عرض ولا بذي لون ولا رائحة ولا طعم ولا

مجسة ولا بذي حرارة ولا برودة ولا رطوبة ولا يبوسة ولا طول وعرض ولا عمق ولا

اجتماع ولا افتراق ولا يتحرك ولا يسكن ولا يتبعض وليس بذي أبعاض وأجزاء وجوارح

وأعضاء وليس بذي جهات ولا بذي يمين ولا شمال ولا أمام ولا خلف ولا فوق ولا تحت ولا

إذ بمكان ولا يجري عليه الزمان ولا يجوز عليه المماسة ولا العزلة ولا الحلول في الأماكن ولا

يصاب من صفات الخلق الدالة على حدوثهم ولا يصف بأنه متناهن ولا يصاب في المساحة ولا

الذهاب في الجهات وليس بمحدود ولا والد ولا مولود هذه طبعًا ولا تحيط به الأقدار يعني لا

والد ولا مولود هذه لفظة من كتاب الله تبارك وتعالى ! ولا تحيط به الأقدار ولا تحجبه الأستار

إلى آخر ما نقله أبو الحسن نحن لا حاجة لنا أن نجعل أنفسنا في جحر الضب وأن نسلك هذا

السبيل في النفي وأن نقول بأن الله عزوجل لا فوق ولا تحت لا يمين ولا يسار ولا خلف لا

داخل العالم ولا خارجه .

مواضيع متعلقة