بيان مسألة استواء الله سبحانه وتعالى على العرش، والرد على الصوفية القائلين بوحدة الوجود. - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بيان مسألة استواء الله سبحانه وتعالى على العرش، والرد على الصوفية القائلين بوحدة الوجود.
A-
A=
A+
الشيخ : ما سكنه ولا اتخذه وطنا له وإنما على العكس من ذلك تفيدنا الآية السابقة (( اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ )) علمًا بأن العرش أكبر من كل المخلوقات وهو سقف الفردوس عرش الرحمن سقف الفردوس كما جاء في " صحيح البخاري " : ( إذا سألتم الله الجنة فسألوه الفردوس ؛ فإنها أعلى الجنان ، وفوقها عرش الرحمن ) . فإذًا إذا عرفنا أن المكان مشتق من الكون والكون مخلوق والكون لم يكن من قبل مخلوقًا على العكس الله كان ولا شيء معه إذن هو من هذه الحيثية هو الآن كما عليه كان وأرجو الانتباه إلى هذا القيد الذي قلته آنفًا هو من هذه الحيثية أي من حيث أنه لم يكن في مكان كما كان قبل أن يخلق السماوات والأرض فهو الآن من حيث هذه الحيثية كما كان قديمًا أزليا قبل أن يخلق المخلوقات لم يكن في مكان فهو الآن كما كان . لكننا لا نقول كما يقول غلاة الصوفية الذين يتزيَّدون على الأحاديث النبوية فيضيفون إلى حديث عمران بن حصين السابق الذكر بلفظ كان الله ولا شيء معه زاد الغزالي في الإحياء وغيره في غيره زيادة مفسدة لهذا الحديث الصحيح فقال " كان الله ولا شيء معه وهو الآن على ما عليه كان " أنا قلت هذه الجملة المضافة إلى الحديث الصحيح لكن لا وصلا لها بالحديث الصحيح فإن هذا الوصل يجعل الحديث مبطلا لعقائد المسلمين الصحيحة ومؤيدا لوحدة الوجود الباطلة التي يقول بها بعض الغلاة من الصوفية . انتبهن كان الله ولا شيء معه لا شيء معه وهو الآن على ما عليه كان أي لا شيء معه أصحيح أنه لا شيء معه بداهة هناك أشياء يجمعها كلمة الخلق المخلوقات على أنواعها الإنسان والحيوان والجماد والجماد منفصلة إلى فصائل كثيرة السماوات والأراضين والجبال وو والأنهار هذه ليست أشياء فيقال لا شيء معه .كان الله ولا شيء معه وهو الآن على ما عليه كان طلع يلزم محظور من محظورين وأحلاهما مر كما يقال المحظور الأول أن نعتبر أن الله - عز وجل - ما خلق شيئًا المحظور الثاني لا يمكننا أن ننكر أن الله خلق كل شيء (( خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ )) هذا نص القرآن الكريم (( خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ )) كيف هو مع كونه خالقا لكل شيء هو الآن على ما عليه كان كان ولا شيء معه الآن أوجد هذه المخلوقات التأويل عند غلاة الصوفية " لا هو إلا هو " أي هذه المخلوقات هي الله فحينئذٍ يصح هذه الجملة الباطلة على هذا التأويل الصوفي الغالي أي هذه المخلوقات التي نراها نحن في تعبير الصوفية هذه مظاهر لله - سبحانه وتعالى - فهي منه ولذلك يقولون " كل ما تراه بعينك فهو الله " إذن هو الآن على ما عليه كان معناه ليس ثمة خالق ولا مخلوق وإنما هو شيئًا واحد لذلك يقولون في توحيدهم " لا هو إلا هو " بل يفصحون فيبطلون التوحيد الذي جاءت به الرسل كلهم لا إله إلا الله هذا توحيد العامة ليس توحيد الخاصة توحيد الخاصة " لا هو إلا هو " وخاصة الخاصة " هو هو " يعني مافي خالق ومخلوق خلاصة الأمر إذن هذه . نعم .

السائلة : بس ما كان ... ؟

الشيخ : العرش كان ليس أزليًّا هو من أول المخلوقات

السائلة : أول مخلوق قبل العرش ؟

الشيخ : لا شيء معه كان الله ولا شيء معه

السائلة : ... مستولي على العرش ؟

الشيخ : هون جاء الخطأ وأنت ذكرتيني الآن أنا كنت أردت أن أقول أنه هذول فسروا استوى بمعنى استولى يطلع منها هالكلمة اللي تكلمت بها أم العبد وهي لا تريدها بطبيعة الحال هي كانت إذا ما كان مستولي الله - عز وجل - قبل أن يخلق أي مخلوق هو مستولي عليه ولذلك فهن قلت أنا وما يعني قدمت المبتدأ وما جئت بالخبر قلت هن ليش فسروا استوى بمعنى استولى فكرهم إنهم ما يحصروا الله في مكان فنحن أثبتنا الآن أن الله من حيث المكان هو كما كان فكان ولا شيء معه فلم يكن هناك مكان وكذلك لما خلق المخلوقات ووجد المكان فهو ما تغير - سبحانه وتعالى - ولا حل هذا المكان هذا رد الشبهة التي اضطرتهم إلى تأويل استوى بمعنى استولى .لكن يا ترى ما الذي استفادوه من هذا التأويل لا شيء أبدا وهاكم البيان قيل لهم الآيات الواردة في إثبات استواء الرحمن على عرشه كثيرة منها (( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ [ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ] ثُمَّ اسْتَوَى )) ، ثم استوى ثم تفيد التراخي يعني بالمرتبة الثانية يعني بعد أن خلق السماوات والأرض في يومين بعدين استوى على العرش الآن ورد عليهم سؤال طيب قبل أن يستوي على العرش بنص القرآن الكريم أليس كان مستويًا عليه .

السائلة : كان موجود بالعرش .

الشيخ : نعم .

السائلة : كان موجود العرش قبل الخلق .

الشيخ : خلق السماوات والأرض العرش موجود قبل السماوات والأرض يعني خلق السماوات والأرض بعد العرش .

الشيخ : العرش أقدم حتى قال بعض العلماء جوابا عن سؤال ماهو أول مخلوق لله - عز وجل - قولان منهم من يقول العرش ومنهم من يقول القلم وأنا أذهب إلى هذا المذهب لأنه هناك نص ( أوَّل ما خلق الله القلم ) ، ( أوَّل ما خلق الله القلم ) هذا نص صريح إنه أول مخلوق هو القلم لكن بعض العلماء الذين بدا لهم أن العرش مخلوق قبل القلم يقولون لا القلم خلق بعد العرش المهم لا يوجد شيء أزلي إلا الله - عز وجل - عرفتي شلون وهذا يعني عقيدة إسلامية من لا يؤمن بها فهو كافر . لكن فيه خلاف أول مخلوق كان يا ترى العرش وإلا القلم فلو تيجي للآية : "" خلق السماوات والأرض في يومين ثم استوى على العرش "" معناه أن العرش كان موجودا قبل خلق السماوات الأرض فنحن لو فرضنا إنه خلق السماوات والأرض خلقهما الله أو خلقها الله في لمحة البصر مع أنه يقول لحكمة بالغة في يومين طيب بعد اليومين استوى على العرش أي استولى يا ترى قبل يومين ما كان مستولي ؟ إذا قالوا كان مو مستولي عجّزوه وكيف يعقل أن ينسب الله خالق كل شيء ومدبر كل شيء إلى العجز لا يقول هذا مسلم . لما ورد عليهم هذا السؤال من العلماء السلفيين كيف أنتم تقولون ثم استولى هلا نسبتم الله إلى العجز وإلى أنه كان غير مستولٍ على هذا الخلق العظيم وهو العرش الكريم فبيقولوا لا نحن بدنا نقول استيلاؤه هم يقولون ليس كاستيلاء البشر إي ... رجعوا الى التفسير السلفي استوى استعلى لكن استعلاء الله على عرشه ليس كاستعلاء الملوك على عروشهم انتهى الأمر وهكذا يجب أن يقال في كل الصفات الإلهية وهذا أثبته ربنا - عز وجل - في غير ما آية كريمة فهو يقول مثلًا في السورة التي تساوي .

مواضيع متعلقة