بيان ما رآه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في صلاة الخسوف من الجنة والنار . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بيان ما رآه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في صلاة الخسوف من الجنة والنار .
A-
A=
A+
الشيخ : وفي أحاديث أخرى وصف لما رآه الرسول - عليه السلام - في صلاته للخسوف فقد جاء في " صحيح مسلم " وغيره " أنه لما كسفت الشمس في عهد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - خرج إلى المسجد وجمع الناس بعد أن أمر أحدهم أن ينادي الصلاة جامعة ، فاجتمع الناس ، فصلى بهم ركعتين طويلتين " ، طويلتين جدًّا لأنه - عليه الصلاة والسلام - قرأ في الركعة الأولى نحو سورة البقرة وليس هذا فقط بل إنه ( لما ركع كان ركوعه قريبًا من قيامه ) وليس هذا فقط بل ( لما رفع رأسه من الركوع كان قيامه هذا بعد الركوع قريبًا من ركوعه ) ، وليس هذا فقط ، بل عاد فركع مرة ثانية خلافًا لكل الصلوات المعروفة وهذه خصوصية في صلاة الكسوف ففي كل ركعة من الركعتين ركوعان مثل في كل ركعة من الصلوات المعروفة كلها في كل ركعة سجدتان صلاة الكسوف في كل ركعة ركوعان وفي كل ركعة سجدتان ففي القيام الأول قرأ نحو سورة البقرة في الركوع نحو سورة البقرة يعني قريب من قيامه في القيام الذي بعد الركوع قريب من ركوعه ركوعه الثاني قريب من قيامه الذي قبل الركوع قيامه بعد الركوع الثاني قريب من ركوعه الثاني تصوروا بقى السجدتان في كل ركعة بعد هذا التسلسل السجدة الأولى في الركعة الأولى كان الطلوع قريبا من قيامه الأخير أي بعد الركوع الثاني المهم صلى هذه الصلاة الطويلة الغريبة العجيبة التي لا يصبر عليها إلا أفذاذ أفراد قليلون من الناس والسبب أن الشرع أمر المسلمين بالصلاة لهذه الآية العظيمة فقد خطب - عليه الصلاة والسلام - في هذه المناسبة فقال : ( إنَّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتم ذلك فصلُّوا وادعُوا وتصدَّقُوا ) ، وفي رواية : ( فصلُّوا حتى تنجلي ) ، فإذا كان الكسوف كليا تتحمل الصلاة ساعات ويظهر أن هذا الكسوف الذي وقع في عهده - عليه الصلاة والسلام - ولم يتكرر في عهده أبدا كان كسوفًا كلِّيًّا أو قريبًا من الكلي هذا لذلك أطال الصلاة هذه الإطالة العجيبة حتى انجلت في هذه الصلاة المباركة كشف للرسول - عليه السلام - وظهرت له آيات عجيبة إنه وهو يصلي رآه أصحابه يتقدم كأنه يريد أن يحجز على شيء وعلى العكس من ذلك رأوه تقهقر إلى الخلف حتى تضعضعت وتقلقلت الصفوف من خلفه يعني هو لما بيجي وراء إنسان هالإنسان اللي يتأخر واللي وراه بده يتأخر فتقلقل نظام الصفوف لا شك أن هذا الأمر أمر طارئ وغريب جدًّا ولذلك بعد أن صلى الرسول - عليه السلام - هذه ... الصلاة الطويلة العجيبة " قالوا له : يا رسول الله ، رأيناك تقدَّمْتَ في الصلاة ومدَدْتَ يدك وتقهقرت . قال : ( الله أكبر ، لقد مثلت لي الجنة في حائطكم هذا ، ومثلت لي النار ، فرأيت الجنة ، ورأيت عناقيدها ، فهَمَمْتُ أن أقدم أو أن أختطف من عناقيدها عنقودًا ) هَمَّ ولم يفعل ؛ لأن الجنة محرمة على أهل الدنيا إلا بعد أن يدخلوها قال : ( ومثلت لي النار ، فرأيت فيها ذاك الرجل ) ايش ( ذاك الرجل ) نسيت اسمه في الجاهلية ابن لحي أو هكذا شيء كان يتظاهر بأنه حاج يمشي مع الحجيج ، ولم تكن يومئذ الوسائل الحديثة بطبيعة الحال فحجاج ذاك الزمان إما مشاة وإما ركبان على الإبل فهذا الرجل كان محتالا خبيثا كان يحج مع الحجاج ويضع على كتفه محجنًا أي عصاة لها رأس معكوف أشبه بعصاة بعض مشائخ الطرق إذا كنتوا شفتوها في يد أحدهم فيضعها على منكبه هكذا فيمشي في الطريق يحاول أن يتحسس إما بماشي غافل أو براكب كذلك فبيتعلق في ثوب في عباءة بالعكفة هذه فإذا انتبه صاحبها قال معذرة وإذا ما انتبه وذلك الذي يريده أخذ المتاع وانطلق فكان يسرق أمتعة الحجاج بهذه الوسيلة فرآه الرسول - عليه السلام - وهو يعذب في النار كذلك رأى رجلًا قديمًا قديم العهد في العرب ابن لحي عبدالله بن لحي إيه نعم كان أول من أدخل عبادة الأصنام في جزيرة العرب " فرآه - أيضًا - يُعذَّب في النار ، ورأى امرأة حبست هرَّة فلم تطلقها تأكل من خشاش الأرض ، ولم هي تطعمها ، رآها الرسول - عليه السلام - في النار وهي تركض ، والهرة تعضُّها من خلفها " ولا يكاد .

مواضيع متعلقة