الكلام على إسناد حديث عائشة رضي الله عنها : ( استأذن رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس بن العشيرة فلما دخل هش له وانبسط إليه ... ) - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الكلام على إسناد حديث عائشة رضي الله عنها : ( استأذن رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس بن العشيرة فلما دخل هش له وانبسط إليه ... )
A-
A=
A+
الشيخ : نستأنف في الحديث الآتي روى بإسناده ولا أقول الصحيح لأن فيه رجل فيه كلام لكن الحديث من الأحاديث التي تحتاج إلى دقة في التخريج وأنا وإن كنت أشعر أنه ليس من الفائدة الكبرى ن أتحدث بهذا التخريج لكني أشعر بأنه قد يكون هناك بعض الحافظات ممن يهمها هذا الأمر .هذا الحديث الذي قد تسمعونه يتضمن قصتين : القصة الأولى ذم الرسول لرجل استأذن عليه والقصة الأخرى : مدح الرسول لرجل آخر استأذن عليه . القصة الأولى وردت في " صحيح البخاري ومسلم " القصة الأخرى لم ترد في " صحيح البخاري ومسلم " ، وإنما وردت في هذا الكتاب " الأدب المفرد " للبخاري وبإسناد فيه محمد بن فُليح قال حدثنا أبي عن عبد الله بن عبد الرحمن ، هؤلاء الثلاثة : محمد بن فُليح عن أبيه عن عبد الله بن عبد الرحمن ثلاثتهم متكلّم فيه من قبل حفظه فأحدهم زاد في هذا الحديث ما ليس منه ، الحديث الصحيح هو كما سأقرؤه : أن عائشة قالت : " استأذن رجل على رسول الله - صلى الله عليه وآله سلم - ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله سلم - : بئسَ ابنُ العشيرة ، فلما دخل هشَّ له وانبسط إليه " ، إلى هنا الحديث صحيح ، تمامه : " فلما خرج الرجل استأذن آخر ، هذا ضعيف " قال : " نعم ابن العشيرة ، فلما دخل لم ينبسط إليه كما انبسط إلى الآخر ، ولم يهش إليه كما هش للآخر " ، ( فلما خرج قلت : يا رسول الله ، قلت لفلان ثم هششت إليه ، وبسطت وقلت لفلان يعني الرجل الصالح الطيب قال فيه نعم الرجل فلان فلم أرك صنعت معه مثله يعني ما هششت غليه ولا انبسطت إليه يعني ما انتقدته ، فقال - عليه الصلاة والسلام - : ( يا عائشة ، إنَّ من شرِّ الناس مَن اتُّقِيَ لِفُحشه ) هذا سياق الحديث بهذا الكتاب أما في الصحيحين فليس في هذا السياق إلا قصة الرجل الأول وقول عائشة للرسول - عليه السلام - : ( لما استأذن قلت : ( بئسَ أخو العشيرة هو ) ، ولما دخل هشَشْتَ إليه وانبسَطْتَ ! وقول الرسول - عليه السلام - لعائشة : ( إنَّ من شرِّ الناس مَن اتُّقِيَ لِفُحشِه ) ؛ إذًا هذا الحديث لا نستطيع أن نقول صحيح كله ولا نستطيع أن نقول ضعيف كله ، وإنما نصفه الأول صحيح ونصفه الآخر غير صحيح لكن هذا التنصيص ليس بدقة لن لأن الجملة الأخيرة : ( إنَّ من شرِّ الناس مَن اتُّقِيَ لِفُحشِه ) له علاقة بقصة الرجل الأول .إذن الآن ألخّص الحديث الصحيح : إذا كان أحد منكن يكتب فالحديث الصحيح الآن هو كما سيأتي : ( استأذن رجل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : بئس ابن العشيرة ، فلما دخل هشَّ له وانبسط إليه ، فلما خرج قلت : القائلة هو عائشة : قلت يا رسول الله : قلت له كذا وكذا ، ثم هششت إليه فقال : ( يا عائشة ، إنَّ من شرِّ الناس من اتُّقِيَ لِفُحشِه ) هذا المقدار المقروء صحيح . الآن انظروا الخلط والخبط التخريج ، كتابي هذا أو نسختي أو طبعتي بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي يقول : حقق نصوصه ورتب أبوابه وأحاديثه وعلق عليه محمد فؤاد عبد الباقي ، المعلق قال تخت الحديث : أخرجه البخاري في 78 كتاب الأدب وباب 38 لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - فاحشًا ولا متفحِّشًا ، وأخرجه مسلم في كتاب 45 وهو كتاب البر والصلة والآداب رقم الحديث 48 ، لما يرجع الباحث إلى هذين الكتابين " صحيح البخاري " و " صحيح مسلم " يجد قصة الرجل الأول فقط ولا يجد عندهما قصة الرجل الآخ بل ولا عند غيرهما من أصحاب الكتب الستة ، هذا يأتي من عدم التحقيق في التحقيق والإسراع في عزو الأحاديث إلى بعض مخرّجيه هذا ما يتعلق في تفصيل القول في حقيقة ها الحديث من حيث ما صح منه وما لم يصح . وفي الدرس الآتي إن شاء الله سنتكلم عن شيء مما يتعلق بفقه الحديث .

مواضيع متعلقة