تتمة شرح ما جاء في حديث عمرو بن العاص رضي الله عنهما : ( ... ولن يقبضه الله تعالى حتى يقيم به الملة العوجاء ) وذكر كيف أقام النبي صلى الله عليه وسلم للملة العوجاء. - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
تتمة شرح ما جاء في حديث عمرو بن العاص رضي الله عنهما : ( ... ولن يقبضه الله تعالى حتى يقيم به الملة العوجاء ) وذكر كيف أقام النبي صلى الله عليه وسلم للملة العوجاء.
A-
A=
A+
الشيخ : فالله - عز وجل - إذن بعث الرسول - عليه السلام - ليقيم الملة العوجاء فما مات إلا وقد قام بهذا الواجب مصداقًا لقول الله - تبارك وتعالى - : (( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )) فقد وفى الله له فعصمه من الناس حتى أقام الملة الحنيفية بعد أن أصابها العوج من كل ناحية ، لقد بين هذه الجملة كيف يكون إقامة الملة العوجاء فقال : " حتى يقيم به -أي بالرسول - عليه السلام -- الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله " في هذه الفقرة تنبيه عظيم جدًّا إلى أهمية هذه الشهادة شهادة التوحيد في الإسلام إنما يكون إقامة الملة التي انحرف فيها الناس عن الجادة إنما يكون ذلك أول ما يكون بأن يقولوا لا إله إلا الله ، ومن البدهي أنه ليس المقصود بأن يقولوا لا إله إلا الله أن يقولوها كلمة بألسنتهم ولما يدخل معناها في قلوبهم ، ليس هذا بالطبع المقصود ليس المقصود بأن يقول الإنسان لا إله إلا الله وهو لا يدري ما معنى لا إله إلا الله ، وإنما الغرض بأن يقول بلسانه هذه الجملة الطيبة وهو واع لمعناها المقصود منها ، فما هو معنى لا إله إلا الله ؟لقد ذكرت هذا المعنى في أكثر من درس مضى وأراني مضطرًا أن أعيد ذلك لأن الناس أكثر الناس هم في غفلة عن معنى هذه الجملة وهذه الكلمة الطيبة ، ولذلك فقد عادت الملة العوجاء في هذا الزمن وقبله بسنين سيرتها الأولى بسبب غفلة الناس عن معنى لا إله إلا الله ومقتضياتها ولوازمها .إن كثيرًا من الناس يتوهمون أن معنى لا إله إلا الله : لا رب إلا الله ، وهذا خطأ ليس معنى لا إله إلا الله لا رب إلى الله فقط ، لا شك أنه لا رب إلى الله ولكن الشيء المهم لفهم هذه الكلمة الطيبة لا إله إلا الله هو أن نفرق بين معنى الرب ومعنى الإله فمعنى الإله أعم وأشمل من معنى الرب ، ومعنى الرب أضيق من معنى الإله أضرب لكن مثلًا بسيطًا جدًّا : من اعتقد بأن محمدًا نبي الله هذا صحيح فمحمد نبي الله ولكن لا يتم إيمانه حتى يعتقد بأن محمدًا رسول الله ، ذلك لأن كل رسول نبي وليس كل نبي رسولًا ، أي معنى النبي أضيق من معنى الرسول ، أيضًا إذا قيل حيوان وقيل إنسان فمعنى الحيوان أوسع من معنى الإنسان كل إنسان حيوان ولكن ليس كل حيوان إنسان ، فإذا قلت حيوان إنسان خرج من ذلك أن يكون له حياة تشبه حياة الملائكة فهو إنسان وحيوان .فمحمد بن عبد الله هو نببي زائد رسول والفرق بين النبي والرسول ما أدري بتعرفوا شو الفرق بين النبي والرسول ؟ نحن نعرف أن في أنبياء وفي رسل فما هو الفرق بين الأنبياء والرسل ؟النبي هو رجل يوحى إليه من الله - تبارك وتعالى - لكن هذا الوحي ليس فيها تشريع ينزل من السماء إليه خاصة ، وإنما هو يحكم برسالة وبكتاب من قبله من الرسل هذا هو النبي ، أما الرسول فهو نبي زائد أرسل للناس بكتاب ، ولذلك فالرسل هم غير الأنبياء ، لكن يجب أن نتذكر جيدًا هذا المعنى وهو أن كل رسول نبي وليس كل نبي رسولًا .فإذا افترضنا أن إنسانًا آمن بأن محمد نبي فقط هذا الإيمان صحيح لكنه ناقص ، فلا يتم إيمانه بالرسول إيمانًا كاملًا حتى يضم إليه أنه رسول بالإضافة إلى أنه نبي هكذا معنى خاص ومعنى عام أو معنى أخص ومعنى أعم .

مواضيع متعلقة