تتمة شرح حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال: ( ... فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم ... ) . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
تتمة شرح حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال: ( ... فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم ... ) .
A-
A=
A+
الشيخ : ثم علمهم الرسول - عليه الصلاة والسلام - وهم في سفر خارجون من عند الرسول - عليه السلام - مودعين له قال لهم : ( فإذا حضرت الصلاة فليؤذِّن لكم أحدكم ) في هذه الفقرة حكم شرعي أخلّ به أيضًا جماهير الناس وهو وجوب الأذان للصلاة ( فإذا حضرت الصلاة فليؤذِّن لكم أحدكم ) فإذا كانوا اثنين وبدهم يصلوا لازم يؤذن أحدهما ولابد فليس الأذان في المسجد فقط هو الواجب أي بمعنى آخر ليس مشروعية الأذان فقط هو من أجل إعلام الناس بحضور وقت الصلاة لا ليس لهذا شرع الأذان فقط بل شرع لمقاصد أخرى منها العبادة والتقرُّب إلى الله - عز وجل - بهذا الأذان الذي فيه الشهادة لله بالوحدانية ولنبيِّه بالرسالة . أي ما هو المقصود من نفس الصلاة والخضوع لله والتعبد له كذلك من المقاصد المقصودة من الأذان - أيضًا - التعبد لله - عز وجل - والخضوع له ، لكن الأذان فيه مقصد آخر ألا وهو الإعلام هذا المقصد - أيضًا - يجب أن نعلم أنه لا يتحقق فقط بالنسبة للمساجد الإعلام قلت أكرِّر ما أقول ليس المقصود من الأذان الإعلام فقط بل المقصود به التعبد - أيضًا - بذكر الله وتوحيده . ثم ليس المقصود بالإعلام بالأذان هو إعلام الناس بهذا الأذان الذي يعلن من المساجد فقط بل يقصد به أيضًا إعلام ناسا وبعبارة أخرى خلقا قد لا نراهم نحن وقد أشار الرسول - عليه السلام - إلى هذه الحقيقة في حديث رواه عبدالرزاق في " مصنفه " عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال ما معناه : ( ما من رجلٍ يكون في أرض قي ) يكون في أرض قي : أي : أرض فلاة . ( تحضره الصلاة ، فيؤذن ويقيم ويصلِّي ؛ إلا صلَّى خلفه مِن خلق الله ما لا يُرى طرفاه ) ، هذا خلق الله ، مين هدول ؟ بقى إما ملائكة وإما من الجن المسلمين . فإذًا ينبغي ألا نتوهَّم أن الأذان مشروع فقط من أجل إعلام الناس الذين هم حول المسجد لا ، يشرع الأذان حتى في الصحراء حيث لا ترى بعينك إنسانا فقد يقول جاهل لمن يؤذن في هذه الصحراء يأتيك البيان في حديث الرسول - عليه السلام - حيث قال ما سبق أن الرجل إذا كان في الفلاة فحضرته الصلاة فأذن وأقام صلى خلفه من خلق الله ما لا يرى طرفاه ، إذًا الأذان هناك ناس يسمعونه ليسوا من جنسنا ليسوا بشرًا ، فقد يكونون من الملائكة ، وقد يكونون من الجنِّ المسلمين ، وقد يكونوا من ... إذن يجب أن نتذكَّر هذه الخلاصة وهي أن الأذان جزء من الصلاة هي مفروضة فكما أنه لا يجوز لنا أن نصلي ونترك الواجبات التي أمرنا بها في الصلاة كذلك لا ينبغي أن نصلي بدون أذان فكل صلاة لا بد لها من أذان .

السائلة : طيب إذا صلى الفرض يعني بيصلي السنة ... بيحقق ... لازم يرجع يأذن .

الشيخ : لا لا ، الأذان للفريضة بس .

السائلة : نعم للفريضة .

الشيخ : الأذان للفريضة إنما أريد الدندنة حول هذه النقطة إنه لا يقول المصلي هاللي بيصلي بالبيت خاصة النساء إنه والله أذنوا بالجامع وخلاص فنحن عم نصلي أنا أعرف الرجال يصلوا في البيوت ما بيؤذنوا وإنما يقتصرون على الإقامة فقط فالنساء من باب أولى هكذا يفعلن هذا وهذا خطأ ويروي بعض الناس خطأ عن بعض السلف " أنه حين صلى في بيته إمامًا صلى بدون أذان ، أو هَمَّ أن يصلي بدون أذان ، فقيل له : ألا تؤذِّن ؟ قال : أذان الحي يكفينا " يعني أذان المسجد الذي هو في الحي يكفينا عن أن نؤذن نحن في بيتنا ، هذا ليس صحيحًا ، بل الصحيح هو أنه لا بد لكل من يصلي الفرض أن يؤذن له كما أنه لا بد من أن يقيم له لهذا الفرض ؛ فإذًا قبل التكبير للصلاة لا بد من الأذان ولابد من الإقامة وهذا حكم عام لا يختص به الرجال دون النساء .

مواضيع متعلقة