كيف يتم النبي صلى الله عليه الصلاة والسلام الصلاة مع علمه بالجنابة لما تذكر الجنابة وخرج واغتسل وعاد ولم يستأنف الصلاة بل أتمها، وهل الحديث صحيح ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كيف يتم النبي صلى الله عليه الصلاة والسلام الصلاة مع علمه بالجنابة لما تذكر الجنابة وخرج واغتسل وعاد ولم يستأنف الصلاة بل أتمها، وهل الحديث صحيح ؟
A-
A=
A+
الشيخ : كيف حالكم ؟

السائل : الحمد لله بخير .

الشيخ : طيبين ؟

السائل : الحمد لله .

الشيخ : أهلًا مرحبًا ، ما عندكم ؟

السائل : سمعت منك حديث قديمًا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان جُنبًا في صلاة الفجر وتذكر في الصلاة وأشار بيديه ثم ذهب واغتسل ورجع وأتم الصلاة ، يعني ما بدأها .

الشيخ : ما استأنف الصلاة .

السائل : أيوا .

الشيخ : وإنما أتمها . ايوا .

السائل : إذا كان جنبًا كيف يتم الصلاة مع علمه بالجنابة ؟

الشيخ : السؤال طبعًا واضح لكن صيغة السؤال عندي مستنكرة .

السائل : أريد بس شوية معلومات أن ترجع بس هذا هو .

الشيخ : أنا أعرف ماذا تريد ، ولذلك قلت لك : السؤال واضح ، لكن صيغة السؤال ما هو جميل ، يعني لو لم يكن عندك علمٌ بأنه يشترط للصلاة الطهارة من الجنابة وحتى من الحدث الأصغر كنت تقول : كيف الرسول صلى بدون طهارة ! طبعًا لا .

السائل : نعن .

الشيخ : إذن نحن شرعنا نأخذه من طريق الرسول على مبدأ : ويسلموا تسليمًا ، فلا يقال في هذه الصورة كيف ، هنا كان محط استغرابي للسؤال أنه كيف فعل كذا لا يقال هذا ، لكن أنا أعرف شو قصدك ، فبدل أن تقول كيف صلى وهو جنب ؟نقول : أولًا : هل الحديث صحيح أم لا !ثانيًا : إن كان صحيحًا فما الوجه ، نحن نعرف أنه يُشترط للصلاة الطهارة ، وهنا يصلي على جنابة حينئذٍ يأتي الجواب .جوابًا عن السؤال الأول : هذا الحديث مختلف فيه عند علماء الحديث ، منهم من يصححه ومنهم من يضعفه ، أنا انتهيت إلى تصحيحه ، والذين يُضعفونه أقوى حُجة عندهم أنه على خلاف حديث آخر في صحيح البخاري والحديث الذي أنت ذكرته هو في سنن أبي داود بإسناده الصحيح عن أبي بكرة الثقفي ، أما حديث البخاري فهو بطبيعة الحال بالسند الصحيح عن أبي هريرة ، يختلف سياق أبي هريرة للحديث عن سياق أبي بكرة سياق أبي هريرة يقول : أُقيمت الصلاة ، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فلما قام في مصلَّاه قال لهم : ( مكانكم ) ، ثم رجع وجاء وقد اغتسل ، ثم كبَّر .

فأنت تلاحظ معي هنا إنه التذكر للجنابة كان قبل تكبيرة الإحرام هذا السياق للحديث في البخاري عن أبي هريرة أما الحديث في " سنن أبي داود " فكما ذكرتَ أنت مع فوارق أخرى تؤكد لنا أن قصة أبي بكرة هي قصة أخرى غير قصة أبي هريرة ، أول فارقة أنه في قصة أبي هريرة التصريح بأنه تذكر قبل أن يُكبر ، في حديث أبي بكرة أنه كبر ثم تذكر فارقة ثانية : في حديث أبي هريرة قال لهم : ( مكانكم ) في حديث أبي بكرة : " أشار إليهم أن مكانكم " ؛ يعني أنه اعتبر في القصة الثانية نفسه في الصلاة فلا يجوز له أن يعمل عملًا ينافي الصلاة ، ومن ذلك الكلام ، بينما في القصة الأولى ليس في صلاة فقال لهم : ( مكانكم ) ، أما في القصة الأخرى : " أشار إليهم أن مكانكم ، فصلى بهم " .

مواضيع متعلقة