ذكرتم أن عثمان رضي الله عنه فعل الأذان الثاني من باب المصلحة المرسلة؛ ألا يمكن أن يوجد شيء يغني عن الأذان بصيغته المعهودة كأمر الناس أو تنبيههم؟ فلم أحدث الأذان خاصة ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ذكرتم أن عثمان رضي الله عنه فعل الأذان الثاني من باب المصلحة المرسلة؛ ألا يمكن أن يوجد شيء يغني عن الأذان بصيغته المعهودة كأمر الناس أو تنبيههم؟ فلم أحدث الأذان خاصة ؟
A-
A=
A+
الشيخ : نعم .

السائل : لو سمحت يا شيخ ، تحتملني وتوسّع صدرك لي لأني سأعيد نقطة في سؤال كنت أثرته أمامكم في مكة وهو عن صنيع عثمان - رضي الله عنه - في الأذان الأول يوم الجمعة ، وأجبتم بإجابة والحمد لله كانت شافية إلى حد كبير ، لكن بقي أمامي إشكال واحد ، وهو : إذا كان الأمر كما ذكرتم أن عثمان - رضي الله عنه - فعل ذلك من باب المصلحة المرسلة المتحتمة في ذلك الوقت نتيجة التوسّع الذي حصل .

الشيخ : أي نعم .

السائل : ألا يمكن أن يكون هذا دون أن يكون هناك أذان بهذه الصيغة الموجودة مثل التنبيه أو أمر الناس وحثهم على الذهاب إلى الجُمعة دون أن يكون أذان بهذه الصيغة المعروفة ؟

الشيخ : طبعًا يُمكن لكن ما يقال عن هذا يقال عن ذاك فما هو الإشكال ؟ الجواب : يمكن .

السائل : إي الإشكال لماذا عثمان - رضي الله عنه - يجعله أذانًا هكذا لأن هذا سيكون أو سيفتح بابًا للمبتدعة في احتجاجهم بهذا الصنيع ؟

الشيخ : هذا جوابه معروف عندنا إذا كان هو الإشكال فالجواب معروف ، لكن أنت بارك الله فيك كأنك تريد أن تفرق بين الأذان العثماني وبين البديل الذي تسأل عنه يمكن أو لا يمكن فأجبنا بأنه يمكن ، لكن وكان كذلك أليس يكون أيضًا فتح باب للمبتدعة ؟ ما الفرق بين هذا وهذا ؟

السائل : أن هذا يكون من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

الشيخ : سبحان الله ! وذلك كذلك أيضًا ، وبألفاظ مشروعة فيها تعظيم الله وتوحيده وشهادة لرسوله - صلى الله عليه وسلم - بالرسالة .

السائل : ما كان في شيء يدعو لسرد هذا الأذان بكامله ؟

الشيخ : نعم ؟

السائل : ما كان في شيء يدعو لسرد هذا الأذان بكامله ؟

الشيخ : يدعو لتحقيق المصلحة التي أشرنا إليها .

السائل : المصلحة مادام أنها تتحقق بأدنى ما يمكن فهذا يعني الحقيقة وجه الإشكال في ذهني ما يزال قائمًا .

الشيخ : هذا الإشكال أرجو أن يطيح من بالك لأنه ستكون النتيجة أن عثمان بن عفان ابتدع .

السائل : حاشاه إن شاء الله من ذلك .

الشيخ : هذا هو .

السائل : لكن الذي نسعى إليه وجود توجيه سليم لمثل هذا الصنيع من عثمان .

الشيخ : التوجيه هو أنه وجد المصلحة بسبب - هذا جاء صريحًا في صحيح البخاري - اتساع البنيان في المدينة وعدم بلوغ صوت المؤذن في المسجد النبوي إلى ذاك المكان الذي كان يجتمع إليه التجار يوم الجمعة والمعروف بالزوراء ، فرأى من المصلحة إعلام الناس بالإعلام الشرعي ألا وهو الأذان بأن الوقت قد دخل فيتركون التجارة كما هو نص القرآن الكريم ، فالدندنة لماذا اختار هذا اللفظ دون لفظ الصلاة لا يترتب عليه كبير شيء ، لأن الزيادة وُجدت سواء كانت بهذه الألفاظ التي اختارها عثمان أو بلفظ قد يخترعه بعض الناس ، الزيادة وجدت وهذه الزيادة في الأصل غير مشروعة ، لكن لما كان مقصد عثمان - رضي الله عنه - هو تحقيق مصلحة شرعية اقتضتها الظروف في زمنه رأى ذلك ، ويكفي أنه أٌقر على هذا من الصحابة بدون إنكار وكان ذلك سنة في عهد الخلفاء الراشدين .أما لماذا لم يتخذ وسيلة أخرى فأعتقد أن هذا من التثقيف الذي لا طائل تحته .

مواضيع متعلقة