هل كتابة الدستور وقوانين الدولة المخالفة للشريعة يعتبر من إنكار المعلوم من الدين بالضرورة ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل كتابة الدستور وقوانين الدولة المخالفة للشريعة يعتبر من إنكار المعلوم من الدين بالضرورة ؟
A-
A=
A+
السائل : هل من المعلوم من الدين بالضرورة كما أشيع عندنا في الكويت منذ فترة أن كتابة الدستور للحكم بين الناس .

الشيخ : كتاب الدكتور .

السائل : كتابة الدستور .

الشيخ : الدستور .

السائل : للحكم بين الناس دون أن تكون كل شرائع هذا الدستور مأخوذًا من الدين الإسلامي الحنيف قياسًا على الياسق هل هذا يعتبر من إنكار شيء معلوم من الدين بالضرورة قياسًا على الياسق الذي يوضع فيه بعض أحكام التشريع ...

الشيخ : مش واضح السؤال ، قبل القياس ما فهمت السؤال .

السائل : بتعبير آخر .

الشيخ : نعم .

السائل : إذا جاء حاكم وكتب دستور للحكم وتفصيل الأمور والتشريع بين الناس .

الشيخ : تقصد دستور وقانون إذن .

السائل : قانون .

الشيخ : ما دام فيه تفصيل فدستور وقانون .

السائل : وقانون .

الشيخ : طيب .

السائل : وأخذ بعض التشريعات الإسلامية في أقل القليل ثم زاد من التشريعات الوضعية الأوروبية الكثيرة .

الشيخ : نعم .

السائل : فهل هذا الدستور هو نفس وضع دستور الياسق الذي وضعه جنكيس خان .

الشيخ : هو نفس دستور إيش ؟

السائل : هل يقال في هذا الدستور كما قيل أو كما قال علماء الإسلام في زمان ابن تيمية عن الياسق .

الشيخ : إيش هو ؟

السائل : الياسق .

الشيخ : الياسق ، إي .

السائل : وهل تعتبر هذه الخطوة أو تأليف هذا الدستور وهذه القوانين كإنكار شيء معلوم من الدين بالضرورة ؟

الشيخ : يا أخي الإنكار قلت لك أمر يرجع أولًا إلى القلب ، وثانيًا إلى التعبير الصريح باللسان ، هذا عمل ، هذا عمل وهذا العمل بلا شك يدل على أن واضع هذا الدستور وشارح هذا الدستور بالقانون ويغلب على القانون أنه مخالف لشريعة الإسلام في كثير أو أكثر ما فيه ، هذا بلا شك مخالف عمليًا للإسلام ، فإذا كان في الدستور شيء يدل على أنه إنما صار إلى هذا القانون الذي أخذ من القوانين الأرضية الكافرة إنما صار إليها لأنه القانون الإسلامي لم يعد صالحًا حكمنا عليه بأنه كافر أما مجرد أن يرجع إلى مخالفة الشرع بكثير أو قليل أو أكثر من هذا القانون فيأتي البحث السابق إنه هل هو ينكر شريعة الله التي تخالف هذا القانون أم هو يقر ذلك لكن يقول لا حول ولا قوة إلا بالله واليوم نحن ما نستطيع أن نعمل إلا هذا وقد يكون يستطيع فعلًا لكن حبه للكرسي وحرصه على الولاية والحكم يحمله على أن لا يهتم بالأحكام الشرعية وأن يجعلها حكمًا ثابتًا في الدولة فهذا بلا شك أنه انحراف عن الشرع لكن إذا كنت تسأل أنه هذا يعتبر كفر اعتقادي هل وجد هناك ما يدل على أنه كفر اعتقادي ؟إن وجد فهو كفر اعتقادي إن لم يوجد فهو كفر عملي .يعود لنفس البحث السابق .فمجرد اتخاذ دستور أو قانون يخالف الإسلام مجرد هذا الاتخاذ فقط دون أن يكون هناك ما يشهد بأنه تبنى هذا لأنه خير من الإسلام هذا كفر عملي وإن وجد ما يدل على أنه اختاره على الإسلام وآثره عليه اعتقادًا ، أما عملًا بلا شك هو قدمه على الإسلام فإذا اختاراه اعتقادًا فحينئذٍ هو كافر كفر اعتقادي وليس كفر عملي فقط .

السائل : وهذا الكفر العملي يعتبر كفر بواح ؟

الشيخ : لا ، البواح هو الكفر الاعتقادي الذي صرح به عمله ، لأنه التفريق بين الكفر الاعتقادي والكفر العملي هو من أجل بيان مناط حكم التكفير ، مناط حكم التكفير هو الاعتقاد وليس العمل .

مثلًا أنت تسمع حديث ابن عباس : لما خطب الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - فقام رجل من الصحابة وقال له : ما شاء الله وشئت يا رسول الله . قال : ( أجعلتني لله ندًّا ؟ قُلْ ما شاء الله وحده ) .

فهذا الآن وقع في الكفر لأن الرسول - عليه السلام - قال له : ( أجعلتني لله ندًّا ) ، لكن هذا كفر عملي ولّا كفر اعتقادي ؟ هذا كفر عملي ، وفي مثل هذه الصورة له تعبير ثاني اسمه كفر لفظي ، كفر لفظي لأن هذا الرجل ما قصد بلفظه أن يجعل نبيه شريكًا لربه ولو قصد ذلك بقلبه كان كفره كفرًا اعتقاديًا ، لكن علم الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - بحكم كون القائل هو من أصحابه وعلم الرسول - عليه السلام - أنه ما كان من أصحابه إلا فرارًا من الشرك الذي عاش فيه مدة من الدهر ولذلك ما ألزمه بأحكام الردة قال له : ( أجعلتني لله ندًّا ؟! ) لكن مع ذلك ما قال له : أنت الآن جدد إيمانك وجدد عقد نكاحك على زوجتك ونحو ذلك لأنه هذه الأحكام إنما تترتب على الكفر الاعتقادي وليس على الكفر العملي أو اللفظي كما هو الشأن هنا ، فهو نبهه - عليه السلام - أنه كفر كفرًا لفظيًا ثم لم يرتب على ذلك أن يأمره بتجديد الإيمان وبتجديد عقد النكاح لأنه لم يكفر كفرًا اعتقاديًا وعلى ذلك فقس .

السائل : جزاك الله خير نعود الى .

الشيخ : وإياك .

مواضيع متعلقة