دخول الرجال في حكم النمص والوشم المذكور في الحديث : ( لعن الله النامصات والمتنمصات والواشمات والمستوشمات ... ) ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
دخول الرجال في حكم النمص والوشم المذكور في الحديث : ( لعن الله النامصات والمتنمصات والواشمات والمستوشمات ... ) ؟
A-
A=
A+
الشيخ : قلت والرجال أولى من النساء بهذا الحكم أعني بهذا اللعن لأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لحكمة ما تكلم في النامصات والمتنمصات إلى آخر الحديث ولم يتعرض للرجال بذكر ذلك لأن هذا الحديث يجري مع القواعد الشرعية التي تقول بالقياس الأولوي ، القياس الأولوي في مثل قوله - تعالى - للولد : (( فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا )) ، فلم يقل لا تضربهما - مثلًا - لأنه إذا أنكر على الولد أن يقول لأحد أبويه أف فلأن ينكر عليه أن يضربهما بكف أولى وأحرى كذلك إذا كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حرم على النساء التزين والتحسن بمثل هذا التغيير وهن خلقن للتجمُّل ... أباح لهن أشياء لم يبحها على الرجال كالحرير - مثلًا - والذهب على التفصيل المعروف في كتب السنة والذي كنت جمعته في كتابي آداب الزفاف في السنة المطهرة فهو - عليه السلام - قال - مثلًا - كمبدأ عام في الذهب والحرير : ( هذان حرامان على ذكور أمَّتي حلٌّ لإناثها ) ، فأباح الذهب والحرير للإناث لأجل أن يتزيَّنَّ للرجال ، مع هذا نجد الرسول - عليه السلام - لم يبح لهن النمص فأولى أن يحرم ذلك على الرجال فما يفعله بعض الرجال حتى ممن هداه الله - عز وجل - واتبع طريقة الكتاب والسنة والعمل بهما نجده إما أن يحلق خديه وهو ذو لحية مباركة ، إما أن يحلق خديه الشعر الذي ينبت على الخد أو أن ينتفهما بالخيط فهذا لا يجوز لأنه - أيضًا - تغيير لخلق الله وإذا كان النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قد حرم على المرأة وقد عرفنا أنها خلقت للرجل للزينة حرم عليها أن تنتف شيئًا من حاجبها تدققه أو تفلج ما بينهما فتكون بذلك العمل ملعونة فأولى أن الرجل إذا نتف الشعر النابت على الخدين أن يشمله هذا الحكم ثم أخيرًا أولى وأولى وأولى الرجال الذين يحلقون لحاهم فيغيرون خلق الله تغييرًا جذريًا وهم لا يتنبهون مطلقًا إلى أن مثل هذه اللعن المذكور في الحديث وإن جاء في حق النساء فقد ذكرنا أنه علل ذلك بعلة شرعية فقال : ( المغيِّرات لخلق الله للحُسْن ) فإذا الرجل غير من شكله ومن خلقته التي خلقه الله - تبارك وتعالى - عليها من أجل الزينة فهو أحق بهذا الحكم الشديد الذي فرضه الله - عز وجل - على المسلمين والمسلمات لكي يحافظوا على طاعة الله - عز وجل - ويبتعدوا عن طاعة الشيطان .

مواضيع متعلقة