ما هي حقيقة الدعوة السلفية وما أهدافها، وهل التمذهب له حقيقة. - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما هي حقيقة الدعوة السلفية وما أهدافها، وهل التمذهب له حقيقة.
A-
A=
A+
الشيخ : خلاصة ما أريد أن أقول : إن الدعوة السلفية حريصة كل الحرص وتسعى بما أوتيت من قوة بالوسائل المحمودة لاستئناف الحياة الإسلامية استئنافًا كاملًا شاملًا لجميع الأفراد ليس عندها طبقية لكن : (( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ )) : فالذين يُدعون جميعًا إلى اتباع الكتاب والسنة كل في منزلته ، العالم في منزلته وغير العالم في منزلته ، هذه هي دعوتنا ، وكي لا أطيل : ليس لأحد أن يتكلم بجهل إطلاقًا ، فهذا لا يجوز كما قال - تعالى - : (( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا )) ، والذي يخشاه صاحب المذهبية ونحوها هو وهم على وهم ، لأنه باعتراف الأئمة المقلدين أن العامة لا مذهب لهم ، مذهب العامي مذهب مفتيه ، وهذا هو جواب سؤالك .

هذا العامي سأل مقلدًا فهذا هو مذهبه ، جواب مفتيه ، سأل متبعًا فهذا جوابه هذا مذهبه ، سأل مجتهدًا فهذا مذهبه ، العامي لا مذهب له ، مذهبه مذهب مفتيه ، فإن بلاه الله - عز وجل - برجل جاهل مقلد فهو مقلد ، دابة يقودها دابة - هذا ليس كلامي كلام الإمام الطحاوي - ، وإن الله - عز وجل - أفسح له شوية مجال للتنور ، وبلي بإنسان عند شيء من التبصر في الدين فأفتاه فهذا مذهبه ، وإن التقى - أيضًا - بإنسان عنده وسائل معرفة الكتاب والسنة والفهم عليهما فهذا واجبه .

إذًا لا تخشى من رهبة الموضوع أننا سوف نقضي على المذهبية لأن المذهبية مقضي عليها بكلام المذهبية نفسها : " العامي لا مذهب له " ، وإذا كان العامي لا مذهب له فالعالم له مذهب ؟ لا مذهب له ، إذًا لا مذهبية ، وهذا آخر ما عندي في هذه المسألة وموعدنا في الدرس الآتي - إن شاء الله - رجوعًا إلى أحاديث الترغيب والترهيب .

مواضيع متعلقة