أهمية منهج " التصفية والتربية " وحاجة الأمَّة إليه . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
أهمية منهج " التصفية والتربية " وحاجة الأمَّة إليه .
A-
A=
A+
الشيخ : أنا أذكر لك مثال بسيط جدًّا لأنه وقع أمس البارح : سلَّم مُسلِّم بالهاتف على " أبي مالك " كنت في زيارته أمس ، ففَهِمَ من أبي مالك أنُّو أنا موجود ، قال : والله أنا أسأل عنه ما عم أحصِّله ، فاتَّصل معي شو قال ؟ السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، تعالى وبركاته ، فأنا عملت له محاضرة قال : شو فيها ؟ قلت له : ما فيها شيء ؛ سوى أنه مخالفة تعليم الرسول - عليه السلام - ، هذا التعليم الذي تلقَّاه أصحابه مِن بعده ، ثم نقلوا لنا ذلك إلينا ، وذكرت له الحديث المعروف في السنن : " أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان في مجلس لما دخل رجل قال : السلام عليكم . قال : ( عشر ) - عليه السلام - ، دخل ثان قال : السلام عليكم ورحمة الله . قال : ( عشرون ) . دخل ثالث قال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . قال : ( ثلاثون ) . قالوا : يا رسول الله ، دخل فلان قلت : كذا ، وفلان كذا ، قال : ( نعم ؛ الأول قال : السلام عليكم ؛ فكُتِب له عشر حسنات ، الثاني : عشرون ، الثالث : ثلاثون ) ؛ تُرى لو قال قائل : السلام عليكم ورحمة الله عز وجل أكثر من وتعالى كلمة ، عز وجل ؛ هذا أفضل ولَّا اللي قلته أنت يا فلان أفضل ؟ لا ، لا هذا ولا هذا ، لماذا ؟

الآن هنا قد ينشأ خلاف كبير بيننا نحن الحريصين كلَّ الحرص على اتباع الرسول - عليه السلام - اتِّباعًا صحيحًا ، ما فعله من العبادات فَعَلْنا ، ولا نستطيع أن نفعل ما فعله هو ، لأنه أتقى لله وأخشى لله ، وما تركه من العبادات فكلُّ ذلك نحن تركناه ، الآن نحن لبيان خطورة هالزيادة هَيْ مع أنُّو هَيْ بسيطة جدًّا ، نقول : هل من الخير زيادتها أم لا ؟ الجواب أحد أمرين ، إما أن يقول : خير هذه الزيادة أو لا ، إذا كانت من الخير ؛ ولذلك زادها زائد هل عَلِمَ الرسول ذلك ؟ الجواب أحد أمرين ؛ إما أنه عَلِمَ ذلك أو لم يعلم ذلك ، طيب إذا كان افترضنا أنه عَلِمَ أنه خير أتركه ؟ أوَّلًا : لم يفعله بنفسه ، ثانيًا : لم يبلِّغه للناس ، هذا ما يقوله مسلم ، لكن هذا العلم وهذا التسلسل المنطقي أكثر الناس عنه غافلون في كلِّ عباداتهم التي يقومون بها من طهارة من صلاة من صيام من حج إلى آخره ، فأصبح الأمر اليوم يا أبا أحمد كما قال - عليه السلام - : ( إنَّ الإسلام بدأ غريبًا ، وسيعود غريبًا ؛ فطوبى للغرباء ) . قالوا : مَن هم يا رسول الله ؟ قال : ( هم ناس قليلون صالحون بين ناس كثيرين ؛ مَن يعصيهم أكثر ممَّن يطيعهم ) . في حديث آخر : ( الغرباء هم الذين يُصلحون ما أفسد الناس من سنَّتي من بعدي ) ، أنا أعتقد أنني حينما نبَّهت هذا الأخ المسلم علينا أنني دَلَلْتُه على السنة ، ( يُصلحون ما أفسد الناس من سنَّتي من بعدي ) ، فسنة الرسول المتواترة عنه - عليه السلام - ما في زيادة : " تعالى " ؛ مع أنها تبجيل لله ، ولا فيها - أيضًا - " عز وجل " ولا نحو ذلك .

السائل : حديث السلام - يا شيخ - متواتر اللي ذكرتموه ؟

الشيخ : لا ، مش متواتر ، لكن ماذا وراء هذا السؤال الغريب العجيب ؟

السائل : لأنك ذكرت التواتر ؛ فكَّرت أنه متواتر .

الشيخ : لا لا ، أنا أقول الآن ... لما ذكرت الحديث قلت : ورد في بعض السنن ، أما الآن المتواتر عن الرسول - عليه السلام - : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، مش هداك الحديث السلام ؛ يعني من الناحية العملية ، أيوا ، آ .

فغرضي الآن هذا التواتر الذي ورثناه عن سلفنا الصالح وعلى رأسهم أصحاب الرسول - عليه السلام - ، حينما يأتي إنسان بحزبيَّة بغفلة عن العلم الصحيح ويزيد في عبادة ما زيادة ونيَّته طيِّبة ، لكن عمله ما هو طيب ، وذكرت لهذا الأخ القصة التالية ، وهي في " سنن الترمذي " و " مستدرك الحاكم " بإسناد قوي عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنه - : " أن رجلًا عطس في مجلسه فقال : الحمد لله ، والصلاة على رسول الله - أو والسلام على رسول الله - " ، كان ابن عمر الحقيقة حكيمًا في التعليم ، وكنت أقول - وأنا في سوريا في دمشق - : نحن يجب أن نأخذ عبرة في حسن الأسلوب في الإنكار على عامة الناس اللي ما في عندهم مبادئ علمية فقهية وبخاصَّة على المنهج السلفي ، مثلًا : كان يقع كثيرًا من بعض الناس المتحمِّسين للسنة يسمع المؤذِّن يزيد الصلاة على الرسول - عليه السلام - بعد الأذان ، وهي لا شك عندنا مثل هديك " تعالى " زيادة ، لكن المتحمِّس اللي ما عنده علم ما عنده أسلوب بيصيح على المؤذِّن : يا أخي ، لا تصل على الرسول ؛ هَيْ بدعة ، هداك بقى بيستهجنها وبيصير بقى فتن ومشاكل ، ابن عمر علَّمنا بقى أسلوب الحكيم في الإنكار ، لما سمع العاطس يقول : " الحمد لله والصلاة على رسول الله ، قال : وأنا أقول معك : الحمد لله والصلاة على رسول الله " ، ما يقول له : أنت وهابي ، يقول له : مثل الوهابية ما إجت !! " ولكن ما هكذا علَّمَنا رسول الله ، قل : الحمد لله " ، هذا هو الاتباع ، مِن أجل هذا قال - عليه السلام - : ( ما أنا عليه وأصحابي ) ، مش ما عليه الخَلَف ؛ لا ، الخلف كما قال - تعالى - : "" وخلف "" (( مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ )) .

الطالب : (( فَخَلَفَ )) .

الشيخ : نعم ؟

الطالب : (( فَخَلَفَ )) .

الشيخ : (( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ )) ، إيش بعدين ؟

الطالب : (( فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ )) .

الشيخ : (( فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا )) .

المهم هكذا السلف نحن نتلقَّى السنة من طريقهم ونطبِّقها كتطبيقهم . هذا الفقه يا أستاذ المستنبط من الآية ومن هذا الحديث العالم الإسلامي الآن عنه غافل تمامًا إلا أفراد قليلين مبعثرين هنا وهناك ، فيوم تجتمع الأمة على هذا الفقه الإسلامي الصحيح يأتي بقى الدور الثاني التربية .

التربية معناها : (( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ )) ، وعزم أن يشملنا وعيد : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ )) ، الآن أنت - بارك الله فيك - ، إذا عرفت معنى التربية وهذا ... التربية تربية أنفسنا قبل كل شيء على العبادات التي جاءت كما قلنا عن الرسول دون وَكْس ولا شطط ، ثم تربية أنفسنا على ... في كل شيء في أخلاقنا في سلوكنا في تعاملنا بعضنا مع بعض إلى آخره ، تربية أولادنا ، تربية أزواجنا ، بناتنا إلى آخره ، والبقية ممكن كل واحد منَّا يتوسَّع فيها ما يشاء الله له من علم ، وكما قيل : " الحر تكفيه الإشارة " .

الآن هل أنت تعتقد أن العالم الإسلامي ، ولو نظرت إليه نظرة هيك مقطَّعة - مثلًا - إقليمًا إقليمًا ، بلدًا بلدًا ، محلَّةً محلَّةً ، هل تعتقد أن الأكثرية أكثرية المسلمين في العالم الإسلامي ، في الدولة الفلانية ، في الدولة الفلانية ، في البلدة الفلانية ، في المحلة الفلانية ؛ هُمْ على هذا التصفية والتربية ؟ هل تعتقد ذلك ؟

السائل : لا .

الشيخ : ها ؟

السائل : لا أعتقد .

مواضيع متعلقة