بيان حكم المعانقة عند كلِّ لقاء . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بيان حكم المعانقة عند كلِّ لقاء .
A-
A=
A+
الشيخ : أقول بعد الحمد لله : كنت قديمًا أتحرَّج من التعانق ؛ الأخ مع أخيه في كلِّ لقاء يلقى أحدهما الآخر ، وكنتُ مع ذلك أستثني التعانق بعد سفر ؛ لأن هذا السفر ثبت عن أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : " أنهم كانوا إذا تلاقوا بعد سفر تعانقوا " .

-- ... --

ثم تفضَّل الله - عز وجل - عليَّ فأوقفني على حديث زيارة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لأبي التَّيِّهان في نخله ، ولكنه - عليه السلام - حينما استأذن في الدخول استقبلته زوجته ، فسأل عن زوجها فقالت : إنه ذهب يستقي وقريبًا يعود ، فلما عاد استقبل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وعانَقَه ، فتوسَّعنا بسبب هذا الحديث في التسامح بالمعانقة ولو لم يكن بعد سفر ، لكن مع ذلك لا أزال أرى أن الأصل هو المصافحة فقط عند التلاقي ؛ لأنه ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - التعانق كلَّما لَقِيَ أصحابه من جهة ، والحض عفوًا .

الطالب : المصافحة .

الشيخ : ثبتت المصافحة كلَّما لَقِيَ - عليه السلام - أحدًا من أصحابه كما قال - أشك الآن هو أبو ذر أو أمامة - : " ما لَقِيَنا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلا وصافَحَنا " . ما لَقِيَنا إلا وصافَحَنا ، نستطيع أن نقول بناءً على هذا التعبير الجامع : " ما لَقِيَنا إلا وصافَحَنا " . نستطيع أن نقول أن المصافحة سنة مؤكدة لأنه استمرَّ عليها ، ما لقينا إلا وصافحنا ؛ هذا فعلُه ، وهناك قوله - عليه الصلاة والسلام - المعلوم - إن شاء الله - لديكم : ( ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا تحاتَّت عنهما ذنوبهما كما يتحاتُّ الورق عن الشجر في الخريف ) .

إذًا فالأصل عند تلاقي المسلمين أن يُصافح بعضهم بعضًا ، وليس أن يعانق بعضهم بعضًا ، لكن على سبيل الندرة لا بأس من المعانقة استنباطًا لها من حديث أبي التَّيِّهان .

هذا ما توصَّلَ إليه عملي ، ونسأل الله - عز وجل - أن يزيدنا وإياكم علمًا .

السائل : إيش معنى المعانقة ؟ التزام يعني ولَّا كيف المعانقة ؟

الشيخ : هو هذا .

مواضيع متعلقة