جاءني رجل فسألني أن أطلب له مساعدة مالية من جهة معيَّنة ، فنصحته أن يترفَّع عن هذا الأمر ، ورفضت أن أساعده ؛ فهل أنا على حقٍّ في ذلك ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
جاءني رجل فسألني أن أطلب له مساعدة مالية من جهة معيَّنة ، فنصحته أن يترفَّع عن هذا الأمر ، ورفضت أن أساعده ؛ فهل أنا على حقٍّ في ذلك ؟
A-
A=
A+
السائل : يعني - شيخنا - الآن جاءني رجل وقال لي : بدي أنا تساعدني يعني في جهات مختصَّة أنهم يساعدوني بشأن المال ، بدي تطلب لي ، فأنا نصحت يعني أنُّو لازم تترفَّع عن الشيء هذا وما تطلبه ، وتجتهد في عملك وكدك واجتهادك حتى تتزوَّج وتبني ... وأنا ما بساعدك بالشيء هذا ولا أسعى لك فيه ؛ فأنا على حق في هذا ؟

الشيخ : أنت بلا شك على حقٍّ في النصيحة ، لكن هذا لا ينافي أن تساعده إذا كان بإمكانك ، فقد جاء في الحديث الصحيح أن رجل قوي كان يأتي للرسول - عليه السلام - ويسأله شيئًا من المال ، فيعطيه إياه ، فإذا خرج من عنده قال - عليه السلام - : ( خرج وهو يتأبَّطها نارًا ) ، هنا لا بد من الوقوف عليه ، هذا سأل وهو قوي وليس بحاجة ؛ لذلك قال : ( يتأبَّطها نارًا ) ، إذا كان السَّائل ما احتاج ، لكن ربما يظهر المسؤول أنُّو رجل كسلان رجل وكذا إلى آخره لا يهتم بالعمل ليكسب قوت يومه وقوت عياله ، فنصحه بهذه النصيحة التي قلتها آنفًا ، ثم بعد ذلك ولو بطريقة غير مباشرة أرسل إليه المساعدة ، فيكون جَمَعَ بين الخيرين ، الرسول - عليه السلام - لما كان يأتيه الرجل القوي فيسأله ويعطيه ، فإذا خرج من عنده يقول : ( خرج يتأبَّطها نارًا ) . يقولون له : يا رسول الله ، فلِمَ تعطيه ؟ هذا سؤال وارد ، يقول .

السائل : إنَّ شرَّ الناس .

الشيخ : نعم ؟

السائل : إنَّ مِن شرِّ الناس .

سائل آخر : ... .

الشيخ : شو عم تقول ؟

السائل : إن من شرِّ الناس مَن أُعطِيَ .

الشيخ : لا ، إنما هو أن الرسول - عليه السلام - كان يقول : ( إنِّي أكره أن يتحدَّثَ الناس فيقولوا : إنَّ محمدًا بخيل ) ؛ كأنه - عليه السلام - يعني أن مقام النبوة يجب أن يُرفع عن أن ... فلذلك هو يعطيه ، في رواية يقول : ( أعطيهم ، ويكره الله لي البخل ) ؛ فلذلك هنا نجد الرسول - عليه السلام - كما يقال في أصول الفقه جمع بين دفع المفسدة وجلب المصلحة ، المصلحة هو إعطاء هذا المال ، درء المفسدة إنما كلامهم أنُّو يقول : سألنا الرسول ما أعطانا ، وهو رجل بخيل وعنده استطاعة وما أعطى ، هذا ما يليق طبعًا ولو أن هذا الكلام إذا قيل بيكون جَورًا وظلمًا ، لكن هو - عليه السلام - يضع السدود والعثرات أن يقال في حقِّه - عليه السلام - ما لا يليق .

مواضيع متعلقة