بيان الشيخ لعلاج الداء الذي لحق الأمة المذكور في حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ... ) . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بيان الشيخ لعلاج الداء الذي لحق الأمة المذكور في حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ... ) .
A-
A=
A+
الشيخ : لكن الشيء الذي أريد أن أذكر به وقد يكون أمرا جديدا بالنسبة لبعض الناس ولكنه هو الحق مثلما أنكم تنطقون هذا الشيء هو حين وصف الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - لهؤلاء المسلمين المستذلين بسبب ما ارتكبوا من مخالفات للدين وصف لهم الداء بأن يرجعوا إلى دينهم فما هذا الدين ؟ هنا بيت القصيد من كلمتي هذه ما هو هذا الدين الذي هو علاج المسلمين بنص هذا الحديث وإجماع المسلمين كما ذكرنا كلهم يقولون : علاج المسلمين أن يعملوا بدينهم لكن ما هذا الدين ؟ إن الشيء المؤسف أن هذا الدين الإسلامي قد أخذ مفاهيم عديدة جدًّا طيلة هذا التاريخ الطويل من بعد السلف الصالح رضي الله عنهم قد أخذ مفاهيم عديدة ليس فقط في الأمور الفقهية التي يصفونها بأنها فرعية بل حتى في المسائل الاعتقادية وكلنا يعلم حديث الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - الذي أنذرنا باختلاف المسلمين إلى ثلاث وسبعين فرقة حين قال : ( تفرقت اليهود إلى إحدى وسبعين فرقة وتفرقت النصارى إلى ثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قالوا : من هي يا رسول الله ؟ قال : هي الجماعة ) هذه الرواية الصحيحة وهناك رواية أخرى في إسنادها شيء من الضعف ولكن وجد ما يشهد لها ألا وهي قال - عليه السلام - : ( هي ما أنا عليه وأصحابي ) وفي الواقع هذه الرواية ليس فيها شيء جديد بالنسبة للرواية الأولى إلا التوضيح والتفصيل فالرسول - صلوات الله وسلامه عليه - حين قال في بيان أو في وصف الفرقة الناجية حين قال : ( هي الجماعة ) فسرها في الرواية الأخرى بأنها هي التي تكون على ما كان عليه الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - وأصحابه إذن فالرسول - عليه السلام - يخبرنا في هذا الحديث بأن المسلمين سيتفرقون إلى ثلاث وسبعين فرقة وهذه الفرق كلها ضالة إلا فرقة واحدة منها صفتها ما كان عليه الرسول - عليه السلام - وأصحابه نحن اليوم نعيش في خضم هذا الاختلاف الكثير والكثير جدًّا الذي ورثناه طيلة هذه القرون الطويلة المديدة وكل من هذه الفرق ليس فيها طائفة تتبرأ من الإسلام ليس فيها طائفة تقول : ديننا غير الإسلام كلهم يقولون : الإسلام ومع ذلك أيضًا يقولون كلهم علاج المسلمين هو تمسكهم بالدين إذن هذا الدين الذي تفرق فيه المسلمون إلى ثلاث وسبعين فرقة أي تفرقوا إلى فهمه هذا الاختلاف الشديد إذا كان الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - قد جعل العلاج للخلاص من هذا الذل إلى إنما هو الرجوع إلى الدين فبأي مفهوم ينبغي أن يفهم هذا الدين حتى يكون هو العلاج كما قال - عليه الصلاة والسلام - : ( سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) لا أذهب بكم بعيدا في ضرب الأمثلة فنحن في المثال الأول الذي ذكره الرسول - عليه السلام - في أول هذا الحديث حيث قال : ( إذا تبايعتم بالعينة ) بيع العينة المذاهب اليوم مختلف فيها فمنهم من يبيحه ومنهم من يحرمه والرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - في هذا الحديث يجعل من أسباب مرض المسلمين واستحقاق الذل أنهم يتبايعون بالعينة فإذن بأي مذهب وبأي مفهوم للدين يجب أن نفهم هذا الدين حتى يكون علاجا وسببا لخلاصنا من هذا الذل الذي سيطر علينا إن بيع العينة الذي ذكره الرسول - عليه السلام - في صدر هذا الحديث قد استباحه بعض المسلمين ولا أعني الجهلة ولا أعني العامة وإنما أعني الخاصة وبعض المؤلفين والمصنفين من القدامى والمحدثين قد ذكروا أن بيع العينة بيع وهو داخل في عموم قوله - تعالى - : (( وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا )) ، لكن هذا الحديث يبين لنا أن بيع العينة ليس مشروعا بل هو محرم ؛ ولذلك جعله سببًا من أسباب استحقاق المسلمين للذل إذًا معنى هذا الحديث أنه لا يجوز بيعة العينة فإذا أردنا إذن أن نرجع إلى ديننا ليعزنا ربنا - عز وجل - ويرفع الذل الذي سيطر علينا هل نبيح بيع العينة أم نحرمه ؟ لا بد أن نحرمه هذا التحريم جاء في الحديث لكن تحليله جاء في بعض المذاهب وفي بعض الأقوال إذن حينما قال الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - في آخر الحديث : ( حتى ترجعوا إلى دينكم ) إنما يعني الدين المذكور في القرآن والمفصل في حديث الرسول - عليه الصلاة والسلام - الدين كما قال - عز وجل - : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ )) ، وقال : (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ )) ، وقال : (( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ )) إلى آخره الآيات إذن الدين الذي هو العلاج هو هذا الإسلام ، لكن الإسلام قد فهم على وجوه شتى في الأصول في العقائد فضلًا عن الفروع .

مواضيع متعلقة