ما حكم الدعاء الدنيوي في السجود ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما حكم الدعاء الدنيوي في السجود ؟
A-
A=
A+
السائل : يا سيدي والله نحن يعني أتكلم عن نفسي أجهل ما يكون بديننا ... الصلاة .

الشيخ : تفضل .

السائل : ولكن الدعاء في السجود هل هو جائز أو غير جائز خصوصا في صلاة الفرض ؟

الشيخ : خصوصًا في صلاة الفرض لا شك أن الجواب أنه الأصل يجوز بل هو مستحب لأن .

السائل : إذا خصوصًا دعاء دنيوي .

الشيخ : نعم .

السائل : إذا كان دعاء دنيوي .

الشيخ : الجواب لا يختلف إلا بشيء من التفصيل لا شك أن الدعاء في السجود أمر جائز بل هو مستحب لقوله - عليه الصلاة والسلام - : ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا فيه من الدعاء فإنه قمن أن يستجاب لكم ) هذا هو الأصل لكن بين أن يكون الداعي إماما وبين أن يكون منفردا أو مقتديا فهنا فرق الإمام مأمور بأمر دون المقتدي المقتدي مأمور بالاقتداء أطال الإمام الصلاة أم قصر فيها المنفرد له الخيرة إن شاء قصر وإن شاء أطال وهكذا فإذا عنّ في بال الإمام أن يدعو في السجود فلا يطيل على الناس بحيث أنهم يستثقلون إطالته أما وهو مقتدي وراء الإمام وجد الإمام أطال السجود فاغتنمها فرصة ودعا فله ذلك وبصورة أوضح إذا صلى منفردا فحينئذٍ فليدع ما شاء من الدعاء هذا فيما يتعلق بالتفصيل بين أن يكون إماما أو مقتديا أو منفردا أما الفرق بين أن يدعو دعاء دنيوي أو أخروي فلا شك أنه لا خلاف بين علماء المسلمين قاطبة بجواز الدعاء في السجود وفي التشهد فيما يتعلق بأمور الآخرة أما فيما يتعلق بأمور الدنيا فالجمهور يجيزون ذلك والأحناف يبطلون الصلاة بدعاء دنيوي ويمثلون في ذلك بما لو قال مثلًا في صلاته سواء كان متشهدا أو كان ساجدا لو قال مثلًا : اللهم زوجني فلانة بطلت صلاته أما على عموم قوله - عليه السلام - فصلاته صحيحة لأنه لم يدع بإثم ولا بقطيعة رحم فلو دعا بإثم أو قطيعة رحم يكون أثم لكننا ما نقول بطلت صلاته لأنه إبطال صلاة المصلي بالرأي دون النص هذا لا يجوز إسلاميا لأنه فيه إبطال عبادة دون دليل شرعي لكن أنا أذكر هذا لأن المسألة فيها خلاف لكن الصحيح أن المسلم بعد التفصيل الأول إذا دعا في سجوده دعاء دنيويا ما لم يكن فيه إثم أو قطيعة رحم ما في مانع من ذلك لماذا ؟ لأن الأمر كما قال - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح : ( الدعاء هو العبادة ) أما الحديث الضعيف الذي تفرد به روايته عبد الله بن لهيعة المصري فهو بلفظ : ( الدعاء مخ العبادة ) هذا المخ لا مخ له لا إسناد له صحيح والصحيح هو اللفظ الأول ( الدعاء هو العبادة ) ومن حيث العربية خلاف ما يتوهم بعض الناس قوله - عليه السلام - : ( الدعاء هو العبادة ) أبلغ مما لو كان الحديث ( الدعاء مخ العبادة ) لأن هذا يلتقي مع قول القائلين الإسلام لب وقشر لا هو حينما يقول : ( الدعاء هو العبادة ) فكأنه جعل إيه ؟ الدعاء العبادة كلها على وزان قوله - عليه السلام - : ( الحج عرفة ) هذا تعبير عربي فصيح يدل على أهمية الحج كأنه هو الحج كله وهذا ركن كذلك حينما قال - عليه السلام - في حديث النعمان بن بشير : ( الدعاء هو العبادة ) معناها أن الدعاء يظهر عبودية العبد لربه فلو سألته كما جاء في بعض الأحاديث ما أذكر الآن لعل بعض إخوانا طلاب العلم بيساعدونا لأني أظن في سنده ضعف ( إذا انقطع شسع نعل أحدكم ) .

السائل : ... .

الشيخ : آه أيوا حتى إيش ؟ شسع النعل انقطع يعني قبقاب مثلًا انقطع الشسع تبعه اطلب من الله هذا أمر دنيوي محض لكن هذا الأمر الدنيوي حينما تتوجه به إلى ربك فيه منتهى إظهار الحاجة منك إلى ربك لأنك لا تملك لنفسها ضرا ولا نفعا إذن ادع بما شئت من أمور الدنيا والآخرة ما لم يكن إثمًا .

مواضيع متعلقة