ما هي نصيحة الشيخ للإخوة السلفين من الواجب عليهم في أخلاقهم ودعوتهم الخلق للحق ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما هي نصيحة الشيخ للإخوة السلفين من الواجب عليهم في أخلاقهم ودعوتهم الخلق للحق ؟
A-
A=
A+
الشيخ : ربنا - عز وجل - يقول : (( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ )) ، عفوًا يقول : (( وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ )) تواصوا بالحق : الحق هو ما جاءت به الشريعة ، وتواصوا بالصبر : الصبر على القيام بأحكام الشريعة ، ومما يلزمنا نحن معشر أهل السنة والمنتمين إلى السلف الصالح - رضي الله عنهم - يلزمنا كل اللزوم أن نتذكر هذا الذي هو من شيمة ومن طبيعة الذين آمنوا وعملوا الصالحات أنهم يتواصون بالحق ويتواصون بالصبر ، فمن الحق أننا نحن معشر أهل السنة كما قلنا أنه يلزمنا أن نتخلق بالأخلاق الإسلامية وهي بلا شك كثيرة وكثيرة جدًّا لا مجال الآن للخوض فيها تفصيلًا ، إنما أريد أن أذكّر بخصلة واحدة وهي أن لا يغلب علينا الجدل ، والجدل خاصة بجهل ولا أقول بالباطل لأني لا أعتقد إن شاء الله أن فينا من يجادل بالباطل وهو يعلم أنه مبطل ولكن فينا من يجادل بغير علم ، هذه حقيقة قد يشعر بمرارتها بعض منا أو كثير منا أو أحدنا لكنها هي الحقيقة ، عندنا في كثير من الأحيان يجادل بعضنا بعضا لا أقول بالباطل وهو يعلم أنه باطل ، ولكن أقول جازما إن كثيرًا منا يجادل بعضنا بعضا بالجهل وهو لا يعلم ، فكثير من إخواننا الناشئين والمنتمين إلى الدعوة السلفية من قرب وهم لمّا يتعلموا بعد شيئًا من ضروريات العلم والفقه والحديث يأخذ فينصب نفسه مجادلًا وهو يجادل بغير علم ، وهذا ليس من طبيعة المسلمين فضلًا عن أن يكون من طبيعة خاصة المسلمين ألا وهم أهل السنة الذين ينتمون إلى اتباع الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح ، والأخرى من التواصي ، التواصي بالصبر ، فعلينا نحن أن نصبر على دعوتنا ، وذلك يستلزم أمورا شتى ، أولها : أن نحمل أنفسنا على العمل بأحكام شريعتنا على ضوء مذهبنا من الكتاب والسنة وأن لا نتأثر بالجماهير من الناس الذين يعيشون على قيل وقال وكثرة السؤال ، فإذا رأينا الناس وقد خالفوا الحق الذي ندين الله به صبرنا وعملنا بهذا الحق ولم نبال بالناس جميعًا الشيء الآخر أننا بسبب ثباتنا على هذا الحق الذي هدانا إليه ربنا - عز وجل - ، سنجد معارضات كثيرة وكثيرة جدًّا من الأبعدين ومن الأقربين على سواء لا فرق ، سنجد معارضات من آبائنا ومن أمهاتنا ومن أعمامنا وأخوالنا وو إلى آخره ، فلا ينبغي أن يصدنا ذلك عن التمسك وعن البقاء على هذا الحق ، لكن مقابل هذا يجب أن يكون أسلوبنا مع هؤلاء المعارضين والمخالفين لنا في دعوتهم إلى ما نحن عليه أن يكون كما قال ربنا - عز وجل - في محكم كتابه : (( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ )) أعود فأصحح (( وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )) ، فعلينا إن جادلنا أن نجادل بخصلتين اثنتين : أن نجادل بعلم وليس بجهل ، وأن نجادل مقرونا بالعلم بالحكمة والموعظة الحسنة والسلام عليكم .

السائل : جزاكم الله خيرًا ، وبارك الله فيكم .

مواضيع متعلقة