بيان الشيخ الألباني منهج القرآنيين وفساد معتقدهم. والرد عليهم من القرآن. - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بيان الشيخ الألباني منهج القرآنيين وفساد معتقدهم. والرد عليهم من القرآن.
A-
A=
A+
الشيخ : فإذًا لا يجوز أن يكون في المسلمين كما نسمع في هذا الزمن الأخير كثيرًا من الفتن أشكالًا وألوانًا منها نابتة نبتت في الأصل في بلاد الهند ثم تسربت إلى بلاد إسلامية أخرى يسمون أنفسهم بالقرآنيين هم براء من الانتساب إلى القرآن لأن القرآن كما سمعتم يأمرنا باتباع الرسول - عليه السلام - وبتحكيم الرسول فيما اختلفنا والقرآن نفسه أنزل القرآن عليه ليتولى بيانه للناس فهؤلاء المتسمون بالقرآنيين لا يلجؤون إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - لإزالة الخلاف الذي قد يقع بين مسلمين أو بين طوائف من المسلمين فإذن تركنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - كما جاء في الحديث الآخر : ( على بيضاء نقية ، ليلها كنهارها ، لا يضلُّ عنها إلا هالك ) ، فهذا العلم إذن هو المستقى من هذين المصدرين الكتاب والسنة الصحيحة وكل ما وراء ذلك إن لم يكن مستقى ومأخوذًا من هذين المصدرين فهو بدعة ضلالة ؛ ولذلك جاءت وصية النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض خطبه التي منها ما رواه أهل السنة وأصحاب السنن كأبي داود والترمذي وغيرهما بالسند الصحيح عن العرباض ابن سارية - رضي الله تعالى عنه - أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - خطب بأصحابه يومًا فقال لهم : ( أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة ، وإن وُلِّيَ عليكم عبدٌ حبشيٌّ ، وإنه مَن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرًا ؛ فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضُّوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ؛ فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ) . وفي الحديث الآخر ولا أزيد هنا لأن هذا الحديث انتهى إلى هنا وفي الحديث الآخر وهو من حديث جابر : ( وكل ضلالة في النار ) في هذا الحديث يقول العرباض في مقدمته : " وعظنا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - موعظةً وجلت منها القلوب ، وذرفت منها العيون ؛ فقلنا : أوصِنا يا رسول الله " ، فقال وذكر الحديث في هذا الحديث كما سمعتم شيء جديد قد يبدو لبعض الأذهان أنه ينبو عن الكلام السابق أنه ليس هناك إلا الكتاب والسنة ونجد في هذا الحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( فعليكم بسنَّتي ، وسنة الخلفاء الراشدين المهديِّين من بعدي ) ؛ إذًا كيف نقول ليس هناك إلا الكتاب والسنة الصحيحة ها نحن الآن أمام نص جديد يعطف النبي - صلى الله عليه وسلم - حينما يأمر أصحابه باتباع سنته يعطف على سنته سنة الخلفاء الراشدين فيقول : ( فعليكم بسنَّتي وسنة الخلفاء الراشدين ) إلى آخر الحديث أريد أن ألفت النظر أنني قلت فهذان المصدران هما الإسلام وما اشتق منها فما لم يشتق منهما فليس من الإسلام في شيء ومن ذلك ما ذكرت آنفًا في حديث العرباض أن سنة الخلفاء الراشدين قد أمرنا باتباعها في هذه السنة التي تركنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أجلها على بيضاء نقية ليلها كنهارها ليس هذا فقط بل هناك شيء آخر منصوص عليه في القرآن الكريم وهذا أمر مهم جدًّا (( وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )) ؛ ذلك قول ربِّ العالمين : (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ )) إذًا هنا عطف على مشاققة الرسول (( وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ )) أي : إن الله - عز وجل - يأمر المسلم أن يتبع سبيل المؤمنين سبيل المسلمين وإلا فكما لو شاقق الرسول كذلك لو خالف سبيل المؤمنين (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا )) سبيلًا ؟

الطالب : (( مَصِيرًا )) .

الشيخ : ها .

الطالب : (( مَصِيرًا )) .

الشيخ : (( مَصِيرًا )) ، (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا )) .

مواضيع متعلقة