حكم تكرار الجماعة في المسجد الواحد - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
حكم تكرار الجماعة في المسجد الواحد
A-
A=
A+
الشيخ : الجماعة الثانية يفضلونها على أن يصلي كل واحد منهم منفردًا لو قيل بهذا القول لزم منه ما نشاهده في بلادنا هذه وكثير من البلاد الإسلامية الأخرى لزم منه تفريق الجماعة الأولى تفريق وتقليل عددها ونحن نشاهد هذه القضية ونلمسها لمس اليد يعني حينما يتبنَّى المصلي - عليكم السلام ورحمة الله وبركاته - حينما يتبنَّى المصلي شرعية الجماعة الثانية هذا التبني يحمله على أن يتساهل بحضور الجماعة الأولى وهذا التساهل يؤدي إلى تفتيت عقد الجماعة الأولى وتقليلها وهذا ضد الحديث الذي يقول فيه الرسول - عليه السلام - : ( صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذِّ بخمس ) ، وفي الرواية الأخرى : ( بسبع وعشرين درجة ) ، ولا يخفى على أهل العلم أن كل ما يؤدي إلى مخالفة غاية الشارع الحكيم فذلك منبوذ ومردود على صاحبه كما قال نبيُّنا - صلوات الله وسلامه عليه - : ( مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ ) ، وممَّا لا شك فيه أن تكرار الجماعة في المسجد الذي ذكرناه آنفًا له إمام راتب ومؤذن راتب أمر حادث لم يكن معروفًا في عهد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ولا في عهد الصحابة ولا في عهد السلف الصالح ومنهم الأئمة الأربعة لعل الحاضرين جميعًا قرؤوا أو على الأقل سمعوا من أفواه العلماء قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( لقد هَمَمْتُ أن آمر رجلًا ، فيصلي بالناس ، ثم آمر رجالًا فيحطبوا حطبًا ، ثم أخالف إلى أناس يدعون الصلاة مع الجماعة فأحرِّق عليهم بيوتهم ، والذي نفس محمدٍ بيده ؛ لو يعلم أحدهم أنَّ في المسجد مرماتَينِ حَسَنَتَينِ لَشَهِدَها ) ؛ يعني صلاة الجماعة ، وبخاصَّة جماعة صلاة العشاء ، الشاهد من هذا الحديث : أنه يوحي إلينا ونستنبط منه أنه لم يكن في عهد الرسول - عليه السلام - جماعة ثانية لأنه لو كانت هذه الجماعة الثانية لكانت مأذونا بها ممن ؟ من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فالحديث يُشعرنا بأنه لم يكن هناك جماعة ثانية لأنه - عليه السلام - لما هم بتحريق المتخلفين عن صلاة الجماعة فإنما يعني جماعته - عليه السلام - ويعني المتخلفين عن الاقتداء به - عليه السلام - في مسجده فلو كان هؤلاء المتخلفون عن صلاة الجماعة الأولى قد تلقوا عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أن هناك جماعة ثانية وثالثة كما هو الواقع اليوم في عالمنا الإسلامي إلا ما شاء الله وقليل ما هم لم تقم الحجة عليهم لأن لهؤلاء المتأخرين - عليكم السلام - لأن لهؤلاء المتأخرين كلهم أن يعتذروا وأن يقولوا : نحن يا رسول الله إن لم نحضر جماعتك فسنحضر الجماعة الثانية والثالثة وهكذا ولكن ولكن لما كان الواقع يشهد أنه لم يكن في عهده - عليه السلام - إلا هذه الجماعة الواحدة فبذلك أقيمت الحجة على المتخلفين ولذلك همّ الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - بمعاقبتهم عقوبة كبرى وهي تحريق بيوتهم لماذا ؟ لأنهم يتخلفون عن الجماعة التي يجب عليهم أن يحضروها وليس هناك جماعة أخرى كما ذكرنا .

مواضيع متعلقة