في كثير من التفاسير إن لم يكن كلها يتأولون قول الله تعالى : (( وهو معكم أينما كنتم )) بأنه سبحانه معنا بعلمه وسمعه وبصره ويتأولون قوله تعالى : (( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد )) بأن الملائكة هي القريبة منا فما رأي فضيلتكم إذا خرجنا من هذا التأويل وقلنا بأن الله تبارك وتعالى معنا معية تليق بجلاله سبحانه وقريب منا قربا يليق بجلاله ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
في كثير من التفاسير إن لم يكن كلها يتأولون قول الله تعالى : (( وهو معكم أينما كنتم )) بأنه سبحانه معنا بعلمه وسمعه وبصره ويتأولون قوله تعالى : (( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد )) بأن الملائكة هي القريبة منا فما رأي فضيلتكم إذا خرجنا من هذا التأويل وقلنا بأن الله تبارك وتعالى معنا معية تليق بجلاله سبحانه وقريب منا قربا يليق بجلاله ؟
A-
A=
A+
السائل : سائل يقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ثم يقول : أعرفكم أنني أحبكم في الله ثم يسأل فيقول : في كثير من التفاسير إن لم يكن كلها يتأولون قول الله - تعالى - : (( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ )) بأنه سبحانه معنا بعلمه وسمعه وبصره ويتأولون قوله - تعالى - : (( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ )) بأن الملائكة هي القريبة منا فما رأي فضيلتكم إذا خرجنا من هذا التأويل وقلنا بأن الله - تبارك وتعالى - معنا معية تليق بجلاله سبحانه وقريب منا قربا يليق بجلاله ؟

الشيخ : هذا الذي خرج إليه السَّائل مقبول في الجملة ، لكن في خصوص قوله - تعالى - : (( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ )) ، فالسلف على تأويل هذه الآية وأنا حينما أقول تأويل فإنما أعني به المعنى العربي الأصيل وهو التفسير لأن التأويل له معنيان معنى لغوي ومعنى اصطلاحي طارئ ، أما المعنى اللغوي فهو التفسير وحينما قال - تعالى - في القرآن الكريم : (( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ )) إنما يعني هذا المعنى وهو التفسير وهو ما يؤول إليه الأمر في النهاية ولا يعني التأويل بالمعنى الاصطلاحي والذي هو إخراج معنى آية ما أو حديث ما عن ظاهره إلى معنى آخر إما لقرينة شرعية أو عقلية كما يقولون فالتأويل بمعنى تفسير النص بخلاف ما يتبادر هذا اصطلاح أما التأويل بمعنى التفسير فهو المعنى الشرعي والعربي الأصيل القديم وعلى ذلك جاء استعماله في القرآن كما سمعتم (( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ )) ، وكذلك - مثلًا - حينما دعا النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لعبد الله بن عباس وقال فيه : ( اللهمَّ فقِّهْه في الدِّين ، وعلِّمْه التأويل ) لم يقصد - عليه السلام - بالتأويل هنا ... مثل علماء الكلام أنهم يعطلوا النصوص الشرعية بتأويلها وإخراجها عن دلالتها الصحيحة ، لا ، المقصود اللهم فقِّهْه في الدين وعلمه التفسير أي : تفسير القرآن وكذلك كان فقد استجاب الله - عز وجل - دعاء نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - فصار ابن عباس مع صغر سنه حيث مات النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو قد أشرف على البلوغ مات وابن عباس صغير السن مع ذلك فهو بحق ترجمان القرآن قد ثبت عن ابن عباس أنه فسر هذه الآية وعلى ذلك أقول : تأولها بما يسميه بعض الناس تأويلا بالمعنى الاصطلاحي أي : أخرج المعنى عن ظاهره ليس الأمر كذلك وحينما قال : قوله - تعالى - : (( وَهُوَ مَعَكُمْ )) بعلمه هذا ليس تأويلا بالمعنى الاصطلاحي أي : كان ينبغي أن يقول كما يبدو من كلام السَّائل وهو معكم بذاته أو أن يسكت وألا يفسر ما دام أن ابن عباس أوَّلًا فسر هذه الجملة من هذه الآية بمعنى : (( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ )) بعلمه فهذا تفسير من ترجمان القرآن وثانيًا : ليس تأويلًا بالمعنى الاصطلاحي أي : لم يخرج دلالة .

مواضيع متعلقة