ماذا يفعل المبتلى بالنظر إلى النساء ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ماذا يفعل المبتلى بالنظر إلى النساء ؟
A-
A=
A+
السائل : يقول : ماذا يفعل المبتلى بالنظر إلى النساء انصحونا جزاكم الله خيرًا ؟

الشيخ : الجواب في هذا ينبغي أن نستنبطه من بعض الأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وكل منهما يلتقي مع قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( المجاهد مَن جاهد نفسه لله ) ، ( المجاهد مَن جاهد هواه ) ، في رواية أخرى : ( لله - تبارك وتعالى - ) ، أما الحديثان اللذان يشملهما جهاد النفس أولهما : قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( يا عليُّ ، النظرة الأولى لك ، والثانية عليك ) ، والحديث الآخر وهو في الواقع أسلوب تربوي نبوي قل من يهتم به لمعالجة شهوة النفس التي تظهر بتأكيد البصر والجس واللمس ونحو ذلك مما يعتبر من مقدمات الزنا ، فقد قال - عليه الصلاة والسلام - والحديث في اعتقادي معروف لديكم جميعًا ولكني أرجو الانتباه إلى ما سيلقى عليكم من البيان ذاك الحديث هو قوله - عليه الصلاة والسلام - - لو اتبعتم إخوانا هدول واستنَنْتُم بسنَّتِهم ؛ لأن الانضمام في المجلس هو من آداب المجالس الشرعية - .

السائل : عليكم السلام .

الشيخ : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته . نعم نعم .

السائل : ... .

الشيخ : الطعام عندك .

السائل : ستحضره هنا أم ننتقل إلى هناك ؟

الشيخ : (( فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ )).

السائل : جزاكم الله خيرًا ، وسعوا يا مشايخ الله يجزيك الخير ... .

الشيخ : نعم وصل بنا حديثنا السابق جواب عن سؤال السَّائل عن معالجة من ابتلي بالنظر إلى ما لا يحل من النساء فوصل بي حديثي إلى قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( يا معشر الشباب ، مَن استطاع منكم الباءة فليتزوَّجْ ؛ فإنه أغَضُّ للبصر ، وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم ؛ فإنه له وجاء ) ، والشاهد من هذا الحديث الصحيح إنما هو قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( فعليه بالصوم ؛ فإنه له وجاء ) ، فإنه مما لا شك فيه أنه لا يستوي الأعزب غير المتزوج مع المتزوج من حيث أن الأول لا يجد سبيلا مشروعا ليخرج شهوته من صدره خلافًا للزوج أو الرجل المتزوج فقد جاءت الإشارة في الحديث الصحيح ومعناه ( أنه إذا وقع بصر أحدنا على امرأةٍ أعجَبَتْه فليأتِ زوجته ؛ فإن الذي معها مثل الذي معها ) ، هذا علاج الشهوة بالنسبة للرجل المتزوج ، أما الأعزب الذي لا زوجة له حديثنا السابق : ( فإنه له وجاء ) ، وهو من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - يصف العلاج للشباب الذي لا يجد الباءة القدرة المالية على الزواج فإلى أن يتيسَّر له ذلك يأمره - عليه الصلاة والسلام - بالصيام ، ومعنى ذلك أنه مَن كان مبتلى بتوجيه النظر إلى النساء فعليه أن يكثر من الصوم لشهادة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - هذه الصادقة بأن الصوم له وجاء ، والوجاء في اللغة هو بالنسبة للحيوان الذي تدق خصيتاه والذي يحمل صاحبه على ذلك هو أن يسمنه فتذهب قوة شهوته إلى قوة بدنه ، فيكتمل بدنه باللحم والشحم ؛ ولذلك يدقون خصيتيه ، فلا يعود بعد ذلك ينزو على أنثاه ؛ لأنه قد دقت خصيتاه ، وقد شبَّهَ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - صيام الصائم من حيث أن هذا الصيام يقضي على شهوته كدق خصيتي الحيوان هذا هو العلاج لكبح جماح النفس بالنسبة للشباب المتحرق والذي غلبته الشبق والشهوة الجنسية ، علاجه إنما هو الصوم .

مواضيع متعلقة