ما هو اللغو المنهي عنه في صلاة الجمعة ، ومتى يكون لغوا ومتى لا يكون ؟! - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما هو اللغو المنهي عنه في صلاة الجمعة ، ومتى يكون لغوا ومتى لا يكون ؟!
A-
A=
A+
الشيخ : غيره ؟

السائل : شيخ ، اللغو في الصلاة ، يعني الآن اليوم في صلاة الجمعة الرجل الذي أخرج الرجل الذي تكلم عليه لغو هذا ؟

الشيخ : البادي أظلم .

السائل : ما معنى اللغو يعني ؟

الشيخ : البادي أظلم ، البادي أظلم ، يعني هذا الرجل الذي قاطع الخطيب .

السائل : نعم .

الشيخ : معترضا عليه هذا يريد أن يثير فتنة ، والفتنة كما يقال : " نائمة لعن الله من أيقظها " ، فهو لا شك ولا ريب أنه لا يجوز له أن يتكلم بأمر بمعروف ، لأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول : ( إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة والخطيب يخطب : أنصِتْ ؛ فقد لغوت ) مع أن كلمة أنصت أوَّلًا : كلمة لفظة واحدة ، ثم هي مقطوعة الدلالة من حيث أنها تأمر بالمعروف ، أو تنهى عن منكر ، مع ذلك فالنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنكر ذلك .

السائل : نعم .

الشيخ : كل ذلك لكي يفرغ المسلم الجالس لسماع الخطبة ، ليفرغ قلبه لسماعها ، فما بالك إذا قام معترض يعترض على الخطيب ، هو أولا هذا الخطيب محق .

السائل : نعم .

الشيخ : والمعترض مبطل ، وثانيا : أقل ما يقال : أن المسألة خلافية ، ولا خلاف فيها مطلقا ، فما ينبغي الاعتراض على الخطيب في مثل هذه المسألة ، لأن هذه مسألة تحتاج إلى جلسة هادئة واعية يتناظر فيها المختلفان في المسألة .

السائل : نعم .

الشيخ : فالخطبة ليست مجالا للمناقشة أبدا ، ولذلك فالحقيقة لقد أساء هذا الرجل كل الإساءة أولا لنفسه ، وثانيا : للخطيب ، وثالثا : للجالسين في المسجد ، ولعلكم لاحظتم معي بأن الخطيب ابتدأ الخطبة في موضوع التوحيد !

السائل : نعم .

الشيخ : وتقسيمه إلى ثلاثة أقسام ، لا يشك عالم مسلم بأن كل قسم منها متمم للآخر .

السائل : نعم .

الشيخ : وموضح لمعنى قوله : (( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ )) ، فأساء إساءة كبيرة جدًّا على هذا الخطيب الذي بدأ يتكلم في أس الإسلام الأول ، ولا يكون المسلم مسلما إلا إذا وحد الله في ذاته ، ووحده في عبادته ألوهيته ، ووحده في أسمائه وصفاته ، فقيام هذا الرجل وهذا الخطيب يتكلم في مسألة أساسية ، ويؤسفني جدًّا أن أقول : أن أكثر المسلمين لا يعلمونها !!

السائل : نعم .

الشيخ : فإذًا هذا الرجل هو يفسد مرتين : المرة الأولى : أنه يتكلم والخطيب يخطب ، والمرة الثانية : أنه يريد أن يبث عقيدته الشركية الوثنية باسم التوحيد ، لأنكم سمعتم أنه ابتدأ قوله روى البخاري .

السائل : البخاري نعم .

الشيخ : آ ، وأنا تمنيت لو كانت الأمور بالأماني أن يصبر أخونا الخطيب عليه قليلًا .

السائل : حتى يروي الحديث .

الشيخ : حتى يروي الحديث ، لكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه أوَّلًا ، وثانيًا : الخطيب في موقفه لا يكون مستجمعا لفكره ، بحيث أنه يجابه كل طارئ كما ينبغي أن يجابه هذا الطارئ .

السائل : نعم .

الشيخ : فهذا هو جوابي .

مواضيع متعلقة