ما حكم تزيين المساجد وزخرفتها بالايات القرآنية وغيرها ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما حكم تزيين المساجد وزخرفتها بالايات القرآنية وغيرها ؟
A-
A=
A+
الشيخ : جاء في " سنن أبي داود " من حديث ابن عباس ، عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال : ( لا تقوم الساعة حتَّى يتباهى الناس بالمساجد ) ، هذا في الواقع الحديث من أعلام نبوته - عليه السلام - ، لأننا نرى الآن الناس يتباهون ببناء المساجد ، الشاهد : أن راوي الحديث وهو ابن عباس كما علمتم يقول معلقا على الحديث : " لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى " ، وهذا وأيضًا مما وقع ، وابن عباس حينما علّق هذا التعليق بعد ما روى الحديث مرفوع إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، هو إما أن يكون قد سمعه منه - عليه السلام - مباشرة ، وإما أن يكون قد اقتبسه من أحاديث أخرى من أحاديث الرسول - عليه السلام - اقتباسًا ، كمثل قوله - عليه الصلاة والسلام - ، بحديث البخاري وغيره : أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( لَتتَّبعُنَّ سَنَنَ مَن قبلكم شبرًا بشبرٍ ، وذراعًا بذراعٍ ؛ حتى لو دخلوا جحر ضبٍّ لَدخلتموه ) . قالوا : يا رسول الله ، اليهود والنصارى ؟! قال : ( فَمَن الناس ) ، فمن الناس !! من هنا إن لم يكن أخذه نصًّا ، فإنما أخذه اقتباسا من هذا الحديث حينما قال ابن عباس تعليقًا على قوله - عليه السلام - : ( لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد ) ، قال ابن عباس : " لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى " ، ومع الأسف الشديد الآن أصبحت المساجد كالكنائس ، من حيث الصور والزخارف بل وأكثر من ذلك ، دخلت الصلبان باسم الزينة في كثير من المساجد ، فالظاهر أن الذين ينقشون هذه النقوش ، ويزخرون هذه الزخارف ممكن يكونوا من النصارى ، فهم يدسون ضلالهم في مساجدنا نحن ، ونحن عن ذلك من الغافلين ، أو أن يكونوا من المسلمين الذين لا يعرفون شيئًا من أحكام الدين ، هذا ما نذكره بالنسبة لما ذكرته من زخرفة المساجد ، فالزخرفة هي : محرمة ، وزخرفتها بالآيات محرمة أكثر ، لأنها تلهي المصلين ، وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أحاديث وكلها تنهى عن أن يكون في قبلة المصلي شيء يلهيه عن صلاته ، من ذلك مثلًا : أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لما صلى في جوف الكعبة ، وكان قد علّق فيها قرنا الكبش الذي فدى به ربنا - عز وجل - إسماعيل من الذبح ، توارث المشركون هذا وكان القرنان معلقين على جدار الكعبة من الداخل ، فلما دخل الرسول - عليه السلام - ليصلي أمر بتغطية القرنين ، أمر بتغطيتهما . كذلك - مثلًا - في حديث آخر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعائشة : ( أميطي هذا القرام ؛ فإنها تلهيني عن صلاتي ) أو : ( هذه الصور ) ، كذلك حينما صلى قال - عليه السلام - : ( خذوا خميصتي هذه ، وأتوني بأنبجانية أبي جهم ؛ فإنها ألهتني ) وفي رواية : ( كادت أن تلهيني عن صلاتي ) ، هي ثوب معلق أخضر وأبيض وأزرق إلى آخره ، ( خذوا خميصمتي هذه ، وأتوني بأنبجانية أبي جهم ، فإنها كادت أن تلهيني عن صلاتي ) : فكل ما يلهي ما ينبغي أن يكون في موضع يصلي فيه ، كل ما يلهي ، كل ما يلهي المصلي عن صلاته في مصلاه ما ينبغي أن يكون هناك شيء من ذلك ، فضلًا عن أن يكون في المساجد التي بنيت لذكر الله - عز وجل - خاصة . طيب . غيره ؟

السائل : شيخنا .

سائل آخر : بالله لو سمحتوا .

السائل : نفس الموضوع .

سائل آخر : لو سمحتوا الله يرضا عليكم ، الأغلب ما بينتهوا ، الإخوة ضيوف وبدهم يسافروا ، عندهم أسئلة هامة ، الله يكرمكم ، الله يجزكم الخير .

مواضيع متعلقة