ما الحكم في رجل نذر نذرا معلقا على شفاء ولده ولم يشف ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما الحكم في رجل نذر نذرا معلقا على شفاء ولده ولم يشف ؟
A-
A=
A+
السائل : هذا إله سؤال أبو أحمد يقول : رجل نَذَرَ نذرًا معلَّقًا على شفاء ولده ولم يشف ؛ فهل عليه وفاء ؟

الشيخ : دوبل دوبل عليك .

السائل : أجابه أحد طلبة العلم ليس عليه وفاء فاعترض عليه فأي القولين ؟

الشيخ : هات لنشوف أعد السؤال اللي ما عنده خبر أبو أحمد .

السائل : رجل نذر نذرًا معلَّقًا على شفاء ولده ولم يشف ؛ فهل عليه وفاء ؟ أجاب أحد طلبة العلم بليس عليه وفاء فاعترض عليه فأي القولين ؟

الشيخ : فاعترض عليه بماذا ؟

السائل : هو قال عليه وفاء .

الشيخ : لا هذا الجواب خطأ .

السائل : ممن ؟

الشيخ : من الذي قال عليه الوفاء .

السائل : نعم .

الشيخ : من الذي قال عليه الوفاء من نَذَرَ نذرًا معلَّقًا فإذا وقع ما علق النذر به وجب عليه الوفاء به وإن لم يقع لم يجب عليه الوفاء بالنذر لكن هنا شيء مهم جدًّا أن يعرفه المسلمون النذر عند العلماء ينقسم إلى قسمين نذر طاعة ونذر معصية وهذا معلوم لدى الجميع وقد قال - عليه السلام - : ( مَن نَذَرَ أن يطيع الله فليُطِعْه ، ومَن نَذَرَ أن يعصِيَ الله فلا يعصِهْ ) ، ثم النذر الأول نذر الطاعة ينقسم إلى قسمين : النذر في الأصل ينقسم إلى قسمين نذر طاعة ونذر معصية هذا يجب الوفاء به وهذا لا يجوز الوفاء به نذر المعصية هذا الذي يجب الوفاء به ينقسم إلى قسمين بدوره أحدهما يسمى نذر التبرر ؛ أي : تقرب إلى الله - تبارك وتعالى - ، والآخر يسمى عند الفقهاء قديمًا بنذر البدل ونستطيع أن نسميه اليوم بلغة العصر الحاضر بنذر المقايضة نذر المقايضة النذر الأول نذر التبرر نذر الطاعة لا ينذر مقرونا بالشرط كما جاء في السؤال وإنما يشعر المسلم بأنه مقصر . يقول : لله عليَّ أن أصلي ركعتين قبل طلوع الفجر الصادق من كل ليلة لله علي أن أصلي ركعتين مش مهم بقى التوقيت بس هذا مثال لو قال بين الظهر والعصر لو قال قبل الظهر إلى آخره المهم يكون وقت غير مكروه لله علي أن أصلي ركعتين غير السنن المشروعة وغير النوافل المعروفة صار واجبا عليه أن يفي بهذا النذر وهذا اسمه نذر إيه تبرر أي تقرب إلى الله هذا النذر هو الذي يمدح عليه ناذره ، وهو المقصود بمثل قوله - تعالى - : (( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا )) النذر الثاني نذر البدل أو نذر المقايضة هذا هو النذر الواحد منهم يقول : إن شفى الله مريضي فله علي أن أذبح ذبيحة لله له علي أن أتصدق بكذا هذا اسمه مبادلة مقايضة مثل واحد بيقول للثاني أعطيتني كذا بعطيك كذا هذا الناذر يعامل ربه كما يعامل عباده ربه اللي خلقه وكان عليم بكل نعمة كما قال : (( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا )) ، بيجي بيقول له إن عافيتني عافيت لي مريضي أعدت إلي غائبي الى آخره إلك علي كذا وكذا وإلا ما لك علي شيء شايف هذا نذر مكروه هذا نذر مكروه ، ولكن لا تنسوا هذا يجب الوفاء به لأنه طاعة هذا النذر نهى عنه - عليه السلام - بقوله كما في " صحيح البخاري " : ( لا تنذروا ؛ فإن النذر لا يردُّ من قدر الله شيئًا ، وإنما يُستخرج به من البخيل ) ، هذا الرجل الذي نذر هذا النذر نذر البدل أو نذر المقايضة بلا شك أن هذا الرجل بخيل لأنه لو لم يكن كذلك قدم بين يدي حاجته صدقة الذي أراد أن ينذره فيما إذا شفاه ربه لا ينذر وإنما يقدم رأسا هذه الصدقة وكما قال - عليه السلام - في الحديث الثابت : ( داووا مرضاكم بالصدقة ) ، فإذا لم يفعل هكذا وهذا هو البر يعني والطاعة وإنما علق الوفاء بالنذر فيما إذا وفى الله له بما طلب منه هذا هو الرجل الشحيح البخيل ( لا تنذروا ؛ فإن النذر لا يردُّ من قدر الله شيئًا ، وإنما يُستخرج به من البخيل ) ، إذًا نذر الطاعة قسمان نذر تبَرُّر ؛ أي : زيادة تقرُّب إلى الله ، هذا هو المرغوب فيه والمشكور ، النذر الثاني نذر بدل أو مقايضة هذا غير مشكور هذا يدل على أن الذي نذر هذا النوع من النذر بخيل لكنه إن نذره وجب الوفاء به لأنه نذر طاعة وليس نذر معصية لكنه مكروه لأنه يدل على شحه وعلى بخله نعود إلى نذر المعصية وبذلك ينتهي البحث في النذر إذا نذر الرجل نذر معصية عرفنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهاه عن الوفاء بهذا النذر كثير من الطلبة يقولون مثلًا إذا نجحنا في الامتحان والله لنحييها ليلة حمراء هكذا يفعلون مع الأسف الشديد هؤلاء لا يجوز لهم الوفاء لأن هذه معصية لكن هل تخلصت وتطهرت ذمتهم لمجرد أنهم لم يفوا بهذا النذر اللي هو معصية كبيرة لا بل هذا نوع من النذر نذر معصية عليه كفارة من نذر أن يعصي الله فعليه شيئان : أحدهما سلبي والآخر إيجابي السلبي أن ينتهي عن الوفاء بهذا النذر لأنه معصية الإيجابي كفارة عليه أن يطعم عشرة مساكين لأنه عاهد الله بشيء لكن هذا الشيء معصية لا يجوز أن يفي به بقي عليه أن يكفر عن هذا العهد الذي هو منزلته منزلة اليمين فعليه أن يطعم عشرة مساكين إن كان قادرا ومستطيعا ولا يجوز بهذه المناسبة إعطاء فلوس ودراهم كفارة يمين كما يفعل بعض الحالفين فهذا خطأ كفارة اليمين بنص القرآن الكريم إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو عتق رقبة عتق الرقبة اليوم ما فيه إذن إما أن يكسي عشرة فقراء مساكين أو أن يطعمهم ولا يجوز أن يمد يده لجيبته وبخاصة إذا كان مليئا غنيا بيطالع عشر دنانير ولا بيحس فيهم ولا تتربى نفسه بشيء من ذلك أبدا بينما شوية هيكي أجهد نفسه حضر لهم طعام وبخاصة إذا دعاهم لبيته اللي يمكن ما دخله مسكين يوما ما إطلاقا هذا فيه تربية لهذه النفس التي أمرها الله - عز وجل - أن تكفر عن اليمين فهذا الذي نذر نذر المعصية عليه كما قلنا أمران أحدهما سلبي والآخر إيجابي السلبي ألا يتعاطى المعصية التي نذرها الإيجابي أن يكفر عن يمينه بأن يطعم عشر مساكين إطعاما أكلا وشربا كما يأكل هو وأهله فإن كان لا يستطيع فيصوم ثلاثة أيام .

السائل : فإن نذر المعصية .. اعطه جواب .

مواضيع متعلقة