كلام الشيخ عن الهجرة في سبيل الله ويمثل على ذلك بالهجرة من فلسطين . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كلام الشيخ عن الهجرة في سبيل الله ويمثل على ذلك بالهجرة من فلسطين .
A-
A=
A+
الشيخ : في سبيل الله من يقول هذا تكتُّل ... المستضعفين .

السائل : (( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا )) يكفي وإلا أكمل ؟

الشيخ : كمل .

السائل : (( وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا )) .

الطالب : (( فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا )) .

السائل : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : (( وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كثيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا )) .

الشيخ : فبارك الله فيك الهجرة أنواع كثيرة وكثيرة جدًّا تبدأ بالهجرة في سبيل طلب العلم وطلب العلم كما تعلمون قسمان عيني وكفائي فلو أن رجلًا خرج لطلب العلم الكفائي مهاجرا فما بالك إذا خرج لطلب العلم العيني يكون مهاجرا فالذي يخرج من بلد لينجو بدينه لا أقول بنفسه من الموت بدينه لينجو بخلقه المسلم من الذي يقول هذا غير جائز يا جماعة من الذي يقول لا يجوز وحرام عليه أن يخرج والأمة المسلمة وتوارثت في عقيدتها استمرار الهجرة كاستمرار الجهاد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها أنا أريد الآن أن أذكر هنا بحديث أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما ليتذكر الإخوان الحاضرون الآن أن الهجرة من أرض إلى أرض فقط نعم .

السائل : من أرض الشرك إلى أرض الإسلام .

الشيخ : نعم .

السائل : الهجرة هي الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام ... الهجرة هي الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام .

الشيخ : جزاك الله خير الهجرة تكون من بلد الشرك إلى بلاد الإسلام ومن بلد مسلم منحرف إلى بلد مسلم غير منحرف وهذا الذي أردت أن أذكر الحديث لهذه المسألة أخرج البخاري ومسلم في " صحيحيهما " من حديث أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( كان فيمَن قبلكم رجلٌ قتل تسعة وتسعين نفسًا ، وأراد أن يتوب ، فسأل عن أعلم أهل الأرض فدُلَّ على راهب ) - يعني على متعبِّد جاهل - ( وذهب إليه وقال : أنا قتلت تسعة وتسعين نفسًا ، وأريد أن أتوب ؛ هل لي من توبة ؟ قال : قتلت تسعة وتسعين نفسًا تريد أن تتوب ؟ لا توبة لك فأكمل به عدد المئة ) لكن الرجل جاد في طلبه سبيلًا للخلاص من جرمه ( فما زال يسأل عن أعلم أهل الأرض ، فدُلَّ على عالم فأتاه ، وقال له : إنِّي قتلت مئة نفس بغير حقٍّ ؛ فهل لي من توبة ؟ قال : ومَن يحول بينك وبين التوبة ، ولكنَّك بأرض سوء ) ، أرض شريرة يساعدون القائم في تلك الأرض من باب العدوى على أن يصبح شريرا ( فاخرج من تلك الأرض إلى الأرض إلى القرية الفلانية الصَّالح أهلها ، فخرج الرجل ) وتجاوبه مع رأي هذا العالم دليل أنه كان حريصا فعلًا على التوبة ( في أثناء الطريق ) لتظهر حكمة الله - عز وجل - وشرعه في عباده ، ( جاءه الأجل فتنازعته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ، هؤلاء يقولون : هذا من حقِّنا قتل مئة نفس إذن بدنا نخرجها منه بكل شدة بكل قسوة ملائكة الرحمة تقول : هذا رجل خرج مهاجرًا تائبًا إلى الله - عز وجل - ، فنحن أولى به ، فأرسل الله إليهم ملكًا حكم بينهم ، فقال لهم : قيسوا ما بينه وما بين كلٍّ من القريتين ، القرية التي فسق فيها ، والقرية الصالح أهلها ، قيسوا ما بينه وبين القريتين فإلى أيِّهما كان أقرب فألحقوه بأهلها ، فوجدوه أقرب إلى القرية الصالح أهلها بمقدار ميل الإنسان في مشيته ) ؛ لأن الإنسان ما يمشي هيك يمشي هيك هكذا ( فتولَّتْه ملائكة الرحمة ) هذا الرجل هاجر ليس من بلاد الكفر لكن من بلاد أشرار وهل تظنون أن فلسطين الآن باحتلال اليهود لها هي يعني بلاد خير وإلا بلاد شر ؟ قد يقول بعض الناس إن هذه بلاد خير في الأصل ونحن نقول نعم لكن أرجو أن تروا قريبًا في بعض الكتابات نقلا لفصل من كلام ابن تيمية - رحمه الله - هناك كلمة يستعملها الصوفيون حينما يريدون أن يمجدوا صوفيا من صوفييهم شو بيوصفوه ؟ بالعارف بالله وقد يكون جاهلا وقد يكون مخالفا للشريعة مخالفا للسنة إلى آخره لكن الحقيقة إذا أردنا أن نستعمل هذه اللفظة وأن نضعها في موضعها فالعارف بالله هو مثل ابن تيمية لأنه يأتينا بفهم من كتاب الله ومن أحاديث رسول الله ما نجده في كثير من العلماء الفحول الكبار هو يقول يذكِّرني بالمثل الشامي " الأرض بالسكان وليست بالحيطان ولا الجدران " الأرض بالسكان يقول : مكة مع أنها أفضل بلاد الله كما جاء في الحديث الصحيح أن الرسول لما عزم على الهجرة منها إلى مكة قال : ( أما إنك مِن أحبِّ بلاد الله إلى الله ، ومن أحبِّ بلاد الله إليَّ ، ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت ) ، فهي من أفضل بلاد الله ، لكن يومئذٍ لما كان سكانها مشركين خرج منها ليه ؟ لأن الفضيلة ما تجعل السكان الذين هم أبعد الناس عن الفضيلة فضلاء وما أحسن ما رواه الإمام مالك في الموطأ أن أبا الدرداء - رضي الله عنه - كتب خطابًا إلى سلمان الفارسي أبو الدرداء في الشام الأرض المباركة وسلمان الفارسي في العراق حيث قال - عليه السلام - : ( هناك الزلازل والفتن ) كتب أبو الدرداء إلى سلمان : ( أقدم إلينا إلى الأرض المقدسة ، فكتب إليه كلمة مختصرة : أما بعد ، فإن الأرض المقدسة لا تقدِّس أحدًا ، وإنما يقدِّس الإنسانَ عملُه ) ، فأهل مكة لما كانوا مشركين خرج منها الرسول - عليه السلام - إلى مكة وهي منها إلى المدينة وهي أرجو ألا تسجل هذه كتلك ها يا أستاذ أنا قلت الآن إلى مكة خطأ لفظ لسان سبق لسان الشاهد خرج من البلد الأفضل إلى البلد الفاضل لماذا ؟ لأن أهلها كانوا فاضلين فإذًا القضية ما هي قضية بلد فاضل لا وإنما إذا كان الاستيطان بهذا البلد يحقق الفضيلة المرجو من هذا البلد فالزمها واقطن فيها يضرب مثلًا يقول : الشخص الواحد قد يكون كافرا فبيحل الإيمان في قلبه بيصير إنسان مؤمن وهو هو جسد واحد وبالعكس قد يكون مسلما ثم يرتد عن إسلامه فيصبح كافرا إذن القضية مش قضية مادة قضية معنى فيلاحظ إذن في أي بلد إذا كان مثل بيت المقدس مثلًا الذي احتله اليهود هذا له فضيلته لكن هذه الفضيلة ذهبت أدراج الرياح حينما احتلها هؤلاء اليهود وفرضوا النظام الكافر على المسلمين وبدأوا ينشرون رذائلهم وفسقهم وفجورهم وهذا ظهر مع الأسف في كثير من الشباب وحسبكم أن بعض المسلمين اليوم نواب في البرلمان اليهودي تعرفون هذا وإلا لا ؟

السائل : عرب ثمان واربعين يا شيخ إذا سمحت .

الشيخ : المقصود بارك الله فيكم الهجرة ماضية إلى يوم القيامة بكل معانيها تفضل يا أستاذ .

السائل : ... قديمًا .

الشيخ : تفضل يا أبو أنس نعم ... .

مواضيع متعلقة