موعظة الشيخ بمناسبة زواج احد الحاضرين ونصيحة للشباب وأولياء الأمور والزوج . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
موعظة الشيخ بمناسبة زواج احد الحاضرين ونصيحة للشباب وأولياء الأمور والزوج .
A-
A=
A+
الشيخ : هناك أمور تتعلق بالزواج .

الطالب : لو سمحتم يا شباب اسمعوا .

الشيخ : سواء كان السامعون منهم المتزوج ومنهم الأعزب فنحن سنتكلم بكلمات موجزات إن شاء الله - تبارك وتعالى - حول الزواج تشمل هذه الكلمات الجنسين من المتزوجين وغير المتزوجين فأبدأ بقوله - عليه الصلاة والسلام - : ( يا معشر الشباب ، مَن استطاع منكم الباءة فليتزوَّجْ ؛ فإنه أغضُّ للبصر ، وأحصن للفرج ، ومَن لم يستطع فعليه بالصوم ؛ فإنه له وجاء ) ، ( يا معشر الشباب ، مَن استطاع منكم الباءة ) ؛ أي : الزواج ، ( فليتزوَّجْ ؛ فإنه أغضُّ للبصر ، وأحصن للفرج ، ومَن لم يستطع فعليه بالصوم ؛ فإنه له وجاء ) ، وأنا أدري أننا نعيش في مجتمع تحيط بنا كثير من الظروف المخالفة للشرع والتي لا تساعد الشباب المسلم على أن يحققوا كثيرًا من الأحكام الشرعية ومنها هذا الحكم ألا فعليه بالزواج فإذا لم يتيسر للشاب المسلم أن يتزوج لسبب أو آخر فعليه أن يأتمر بأمره - عليه السلام - : ( فعليه بالصوم ؛ فإنه له وجاء ) ، الوِجاء هو كناية عن أنه يحصن هذا الأعزب عن أن يقع في الفاحشة نحن نعلم وكثيرًا ما نسأل أن كثيرًا من الشباب استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير استبدلوا الذي هو أدنى ما هو العادة السرية بالذي هو خير الصيام الذي أمرتم به في الحديث السابق فيتعاطون العادة السرية زعموا لكي لا تمتد أعينهم إلى مقدمات الفاحشة الكبرى فنسوا أو تناسوا وأحلاهما مر أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قد وصف العلاج لهؤلاء الشباب بقوله - عليه الصلاة والسلام - : ( فعليه بالصوم ؛ فإنه له وجاء ) ولا يغرَّنَّكم ما قد تقرؤونه في بعض الكتب التي ألفت حديثًا أو قديمًا أنه يجوز تعاطي العادة السرية لمن يخشى على نفسه الفاحشة أنا أقول هذا لا يجوز أن يتبنى هذا القول - أعانك الله وصبرك علي - لا تغتروا بما قد تقرؤونه عن بعض السلف أو عن بعض الخلف أنه يجوز الاستمناء إذا كان يخشى على نفسه أن يقع في الفاحشة فأقول : هذا الإطلاق يخالف قوله - عليه السلام - : ( فعليه بالصوم ؛ فإنه له وجاء ) هذه الفتوى التي نقلت عن بعضهم بجواز الاستمناء لمن خشى على نفسه الفتنة إن كان ولا بد من القول بها فهي بالنسبة لمن تعاطى العلاج النبوي أما إذا أعرض عنه إلى الاستمناء فقد صدق فيه ما ابتدأت الكلام بقوله تعالى أولئك هم الذين استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير لقد قال - تعالى - بالنسبة لليهود : (( أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ )) ، فلا ينبغي للمسلم أن يقع في مثل ما وقع فيه اليهود من قبل فعلى كل شاب مسلم لم تتهيأ له أسباب الزواج أن يصوم الصوم المستطاع وأفضله كما تعلمون صوم داود - عليه السلام - ( كان يصوم يومًا ويفطر يومًا ) ، فإن تصوَّرنا ولا أقول إذا تصوَّرنا شابًّا تعاطى هذا العلاج النبوي ثم لا يزال يغلبه الشبق وتغلبه الغلمة فيخشى على نفسه أيضًا أن يقع في الفاحشة فيتعاطى العادة السرية إن تصورنا هذا قلنا جاز له العادة السرية لكن هذه بالنسبة لرأيي هي الخيال والفرضية ليس إلا ثم نقول بالنسبة لمن يريد الزواج فعليه أن يضع أمام عينيه قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( تنكح المرأة لأربع : لمالها ، وجمالها ، وحسبها ، ودينها ؛ فعليك بذات الدين ) ، وفي الرواية الأخرى : ( فاظفَرْ بذات الدين تَرِبَتْ يداك ) ، دعاء بالفقر على مَن لا يأتمر بنصيحة الرسول - عليه السلام - فلا يطلب المرأة صاحبة الدين لكنه يطلب صاحبة الجمال أو المال أو الحسب أو مجموع هذه الثلاثة ولا يسأل عن الدين ( فعليك بذات الدين تربت يداك ) ثم ننصح كل ولي أمر عنده فتاة بقوله - عليه الصلاة والسلام - : ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن في الأرض فتنة وفساد عريض ) ثم ننصح من أنعم الله عليه وبهذه النصيحة أنهي كلمتي المتعلقة بمناسبة هذا الحفل الذي هو من أجل التبريك لأخينا الذي تزوج هذه الكلمة هي الأخيرة فننصح من يسَّرَ الله له الزواج أن يعامل زوجته بالمعاملة الإسلامية حيث قال - عليه الصلاة والسلام - : ( خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي ) ، ( خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي ) .

وينبغي أن يلاحظ المتزوج إذا كان شابا وبالتالي ستكون زوجته شابة أن يرفق بها وألا يعاملها معاملة الزوجة الكبيرة السن وإنما يتذكر بهذه المناسبة قصة السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها حينما جاءت الحبشة يلعبون بالحراب في مسجد الرسول - عليه الصلاة والسلام - فوقف النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لعائشة لتنظر من وراء النبي وقد وضعت ذقنها على كتف الرسول وهي تنظر إلى لعب الحبشة وهو - عليه السلام - يقول لها : ( أشبعت ؟ ) . فتقول : لا . ( أشبعت ؟ ) . فتقول : لا . قالت : حتى كنت أنا التي ملَلْتُ . قالت ) - وهنا الشاهد - ( فاقدروا قدر الجارية العربة الحديثة السن ) ، ( فاقدروا قدر الجارية العربة الحديثة السن ) ؛ لذلك ينبغي أن يكون الزوج حليمًا حكيمًا رفيقًا بزوجته ؛ لا سيما وقد أوصى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الحادي الذي كان يحدو بإبل أزواج النبي وهنَّ على الهوادج وعلى الإبل ( يا أنجشة ، رويدك سوقك بالقوارير ) فكنى الرسول - عليه السلام - عن النساء بالقوارير يعني كما يسمون اليوم في لغة العصر الحاضر بالجنس اللطيف ، لكن الرسول سماهنَّ بالقوارير وهو أدق في التعبير وأحفز على العناية بالرفق بما يسمون بالجنس اللطيف .

هذه ذكرى ، والذكرى تنفع المؤمنين ، ولعل في هذا القدر كفاية .

السائل : جزاك الله خيرًا يا شيخ .

الشيخ : والحمد لله رب العالمين .

السائل : جزاك الله خيرا يا شيخ .

الشيخ : وإياك الأسئلة لا تنتهي بارك الله فيك لو جلسنا معكم ليلا نهارا ما تنتهي .

السائل : إن شاء الله لنا جلسات ... .

السائل : غير مضمون .

الشيخ : ما يجوز ما يجوز أبدا يلا السلام عليكم أهلًا .

مواضيع متعلقة