نصيحة علمية من الشيخ رحمه الله للطلبة السلفيين في مناقشة المعطلين لصفات رب العالمين . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
نصيحة علمية من الشيخ رحمه الله للطلبة السلفيين في مناقشة المعطلين لصفات رب العالمين .
A-
A=
A+
الشيخ : أريد بالإضافة إلى ما سمعتم من البيان النافع إن شاء الله أن أسلّح إخواننا على أمثال هؤلاء المؤولة بل المعطلة إن هؤلاء إما أن يكونوا مؤمنين بوجود الله - تبارك وتعالى - حقًّا فهم مع المؤمنين بالكتاب والسنة من هذه الحيثية على الأقل أي أنهم يؤمنون بوجود الله - تبارك وتعالى - وجودا حقيقيا وليس وجودا ذهنيا فحينئذٍ نقول لهم هل أنتم تعتقدون بأن الله الذي له هذا الاسم المسمى باسم الذات فالله له ذات ولا هو معنى قائم في الخيال لا وجود له في الحقيقة كما يقال هناك بيت شعر نسيته شطره الأول إنما الشطر الثاني : " العنقاء والخيل الوفي " .

السائل : أربعة من المستحيل ثلاثة *** الغول والعنقاء والخيل الوفي .

الشيخ : فلما الشاهد الشاهد لما الإنسان يقول العنقاء ما هو العنقاء ؟ طائر عظيم جدًّا يتخيله الإنسان لكن لا وجود له خارج ذهنه وصاحب قصة سندباد البحري يتكلم حول هذا الطير العجيب الغريب كلام طبعًا خيالي البيضة تبعه عبارة عن قبة قبة عظيمة جدًّا الشاهد هذا الاسم العنقاء اسم بدون جسم هذا الاسم في الذهن لكن ليس له حقيقة خارج الذهن ليس له وجود فالمؤمنون جميعًا على اختلاف أديانهم حينما يؤمنون بأن الله الخالق الرازق المحي المميت ليس معنى قائما في الذهن فقط كاسم العنقاء وإنما حقيقة لها وجود أي لله - عز وجل - ذات فنحن نسأل هؤلاء هل تؤمنون بأن الله - عز وجل - ذات ؟ لا بد لهم أن يقولوا ما دمنا افترضنا فيهم أنهم مؤمنون معنا لا بد أن يقولوا نعم له ذات وإلا ألحدنا وأنكرنا وجود الله وجعلنا اسم الله مثل اسم العنقاء اسم بدون حقيقة وجودية خارج الذهن فإذا قالوا نعم لله - عز وجل - ذات طيب وأنت أيها المتكلم أولا ثم أيها المتأول ثانيًا تنكر هذه الصفات وتقول هذا تجسيم وتبعيض ونحو ذلك أنت لك ذات ولا أيضًا وجودك كالعنقاء لا بد بأن من أن يعترف بوجوده حقيقة إذن أنت ذات وربك ذات صار فيه اشتراك بين ذاتك أنت وذاته فلكي لا يقع هذا المؤمن الذي اعترف بوجود ذاته لكي لا يقع في ما يتهم أمثالنا بالتشبيه والتجسيم ونحو ذلك لا بد له من أحد شيئين لا مناص له من أحدهما إما أن ينكر وجوده وإما أن ينكر وجود الله وأيا من الأمرين أنكر فهو لا شك واقع في الضلال المبين ولعلكم تسمعون عن طائفة من المسلمين اليوم وهم الصوفية ولكن قد لا يعلم الكثير منكم أن في الصوفية أفراد منهم غلوا في التصوف ووصلوا إلى الإلحاد المطلق بطريق التصوف حينما فعلوا بعلمهم مثلما يفعل هؤلاء الدراسون لتلك العلوم التي سبق السؤال عنها أي ما عرضوا علم التصوف على الكتاب والسنة فضلوا لكن كان ضلالهم على نواحي كثيرة وأنواع عديدة شر هذا الضلال أولئك الذين وقعوا في الجحد المطلق في وجود الله - تبارك وتعالى - فقال قائلهم مثلًا : ما في الكون إلا الله ما في الكون إلا الله هذا يسمى عندهم بوحدة الوجود ويقول قائلهم : كلما تراه بعينك فهو الله وهذا الكلام له يعني أمثلة كثيرة وكثيرة جدًّا المهم أنه ينتهي إلى الزندقة والإلحاد إلى أنه ليس هناك خالق ومخلوق أي ليس هناك وجودان وجود هو واجب الوجود وهو الله - تبارك وتعالى - ووجود ممكن الوجود وهو نحن المخلوقين بخلق الله لنا فيزعمون بأن الموجود واحد فلذلك بلغ بهم الإلحاد إلى درجة أن يجعلوا التوحيد أقساما وأنواعا فتوحيد العامة أمثالنا يعني نحن وكبار العلماء وعلى رأسهم السلف الصالح وعلى رأس السلف الصالح محمد - عليه السلام - الذي خوطب في القرآن (( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ )) ، قال هؤلاء : توحيد العوام لا إله إلا الله توحيد الخاصة لا هو إلا هو توحيد خاصة الخاصة هو هو هو هو ما في غيره يعني وعندنا في الشام أو بالمعنى الأصح في سورية يكون الواحد منهم جالس هكذا في زعمه عم يراقب الله شو بيقول ما في غيره ما في غيره فنحن بنكت فنقول أنت مالك موجود هذا غير فندخل بقى في نقاش معهم طويل الخلاصة هذا الإلحاد ينتج منه إنكار الصفات الإلهية هذا الإلحاد ينتج من إنكار الصفات الإلهية لنعد الآن معكم إلى النقاش السابق ذكره مع الذي أثبت لشخصه ذاتا وأثبت ولا بد له ما دام مؤمنا لله ذاتا فإذن هنا ذاتان ووجودان فما المخرج حينما يشترك هو مع الله في اسم واحد ذات وذات رأسا سيقول قولتنا ولا بد له رغم أنفه يقول نعم لكن ذاتي غير ذات الله هذا هو المخرج ذاتي غير ذات الله يكفي ذات الله واجب الوجود كان منذ الأزل لا أول له ولا آخر أما الآن فخلقت من عدم إذن هذا فارق بين ذات المخلوق وذات الإله الأزلي إذ الأمر كذلك وهذه حقيقة لا يناقش فيها مسلم إطلاقا وإلا وقع في الإلحاد وهو أن يقول لا هو إلا هو أو أخيرا هو هو فإذا مشى معنا في هذا المنطق الشرعي السليم سنقول له يا أخي ما قلت في الذات سواء كانت الذات التي تتكلم فيها هي ذات الله أو كانت الذات التي تتكلم فيها هي ذاتك أنت بصفتك مخلوق فكذلك قل عن الصفات يقال في الصفات ما يقال في الذات فكما أن ذات الله لا تشبه الذوات فكذلك صفات الله لا تشبه صفات عباد الله وانتهى الأمر لذلك ربنا - عز وجل - ربى المؤمنين على التنزيه مع الإثبات أما التنزيه مع التعطيل فهو هو لا هو إلا هو هذا هو الجحد المطلق رباهم بماذا ؟ بقوله - تبارك وتعالى - الذي كثيرًا ما قرأتموه وسمعتموه (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) (( وَهُوَ )) أي الذات (( السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) أي وصف نفسه بصفة السمع والبصر وهذا الوصف ليس نقصًا لله بل هو من كمال الله - عز وجل - ومن هنا ندخل في نقاش طويل مع المعتزلة والذين تورَّطوا معهم فأنكروا بعض الصفات الإلهية كمثل استوائه على العرش ونزول الله - عز وجل - كل ليلة إلى السماء الدنيا ونحو ذلك من الصفات ويوجد اليوم شخص تبنى نشر هذه الضلالة الكبرى باسم مذهب أهل السنة والجماعة وهو أن الله - عز وجل - لا داخل العالم ولا خارجه وأن الله - عز وجل - لا ينزل وإنما تنزل رحمته هذا كله تأويل لكن حقيقة ذلك هو التعطيل فإذا قال قائلهم : لا ينزل ولم يستو على العرش إذا قيل لهم قال الله كذا إي هذا معناه أنه يتحرك معناه وهذه صفة من صفات الله عفوا من صفات عباد الله فنحن نقول لهم أولا نحن نتمسك بأول الآية السابقة وبتمامها نقول ليس كمثله شيء حينما نقول استوى على العرش لا نقول كاستواء الملك على عرشه حاش لله وحينما نقول ينزل كما قال رسول الله لا نقول كنزول الملك من عرشه إلى أرضه أو إلى حجرته أو أو إلى آخره ليس كمثله شيء ثانيا أنتم تستلزمون من وصف الله لنفسه بالاستواء مثلًا ووصف النبي - صلى الله عليه وسلم - لله بالنزول ثانيا أن هذه صفات المخلوقات طيب إذن ربنا لا يستوي وربنا لا ينزل صفة من لا ينزل ؟ صفة من لا يتحرك ؟ صفة الجامدات فإذن مثلهم هؤلاء نحن لا نقول ينزل أرجو الانتباه لا نقول ينزل ولا نقول يقعد لأنه هذه الصفات ما جاءت بهذه الألفاظ التي قد تؤدي إلى معاني غير لائقة بالله - عز وجل - وإنما نقول استوى على العرش استواء يليق بعظمته وجلاله ينزل نزولا يليق بعظمته وجلاله نعم .

السائل : لا نقول يتحرك ... لا نقول لا ينزل .

الشيخ : أنت قلت لا ينزل ؟

السائل : نعم .

الشيخ : نعم أخطأت أنا في صدد إثبات النزول لكن لا نفهم من النزول أنه يتحرك فينبغي أن نصف الله - عز وجل - بما وصف به نفسه وقصدي من هذا الكلام كله إنهم يقولون لا لا ينزل الرسول يقول ينزل هم يقولون لا ينزل الله يقول استوى هم يقول ما استوى الله يقول : (( وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا )) هم يقولون الله ما يجي ليه يا جماعة بتقولوا ؟ هذه من صفات المخلوقات طيب أليس من مخلوقات الله الحجر والشجر والجبل وو إلى آخره سيقولون نعم طيب هذه من صفاتها أنها لا تتحرك فأين التنزيه الذي تدعونه حينما تعطلون نصوص الكتاب والسنة بدعوى التنزيه لا مثل هؤلاء كمثل من كان تحت المطر وصار تحت المزراب يعني كان يصيبه شيء من أذى المطر وإذا انصب المطر كله من المزراب فكان يعيش في ضلال مبين من هنا يتبين لكم أن المقولة التي يتناقلها بعض الخلف الذين يقولون إن عقيدة السلف أسلم وعقيدة الخلف أعلم وأحكم هذه من الضلالة وإنما عقيدة السلف الصالح هي في الحقيقة هي الأسلم وهي الأعلم وهي الأحكم لذلك إذا أثبتنا لله - عز وجل - كل ما وصف به نفسه هو - تبارك وتعالى - أو وصفه نبيه - عليه الصلاة والسلام - مراعين في ذلك التنزيه مع الإثبات فهذا هو العلم وهذا هو الأسلم وهذا هو الأحكم تفضل يا أبا يوسف .

السائل : جزاك الله خيرًا .

الشيخ : وإياك .

مواضيع متعلقة