رد الشيخ على المعتزلة إنكارهم صفة الكلام لله عز وجل - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
رد الشيخ على المعتزلة إنكارهم صفة الكلام لله عز وجل
A-
A=
A+
الشيخ : والآن أريد أن أضرب لكم مثلًا آخر لخطورته أظن أن الكثيرًات منكن يعلم الخلاف بين المعتزلة وبين أهل السنة بصورة عامة في القرآن الكريم المعتزلة يقولون إنه حادث وأهل السنة يقولون هو قديم أزلي هذا لأن أهل السنة يقولون القرآن كلام الله فهو صفة من صفات الله فالله أزلي بصفاته فإذا صفة الكلام ليست حادثة وإنما هي صفة أزلية لله قديمة ... المعتزلة يقولون لا كلام الله الذي هو القرآن حادث والله ما تكلم كيف هذا الله يقول : (( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا )) أثبت الله لنفسه كلام في هذه الآية وفي غيرها من الآيات قال الله كذا وكذا وقال وقال تكلم كله يدل على أن لله صفة كلام كل هذه النصوص أنكرها المعتزلة هل أنكروها بمعنى قالوا ليس في القرآن (( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا )) ، لا وإنما أنكروها بتأويلها أي بتعطيل معانيها لماذا ؟ قالت المعتزلة إذا قلنا إن الله يتكلم فالإنسان يتكلم فشابهنا الله بالإنسان وليس كمثله شيء فلا يجوز أن نقول إن الله يتكلم إذا هذا الكلام ما هو ؟ الذي بين أيدينا نقول كلام الله قال هذا الكلام هو تخيلوا أشياء هذا كلام سجله الله في اللوح المحفوظ ثم نقله جبريل إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فمن تكلم به ؟ لا بد أن يتكلم به إما جبريل حينما أنزله أو - أيضًا - جبريل خيله هذا الكلام خيله في قلب الرسول - عليه السلام - فرسول الله عبر عنه للصحابة فإذا معنى قول المعتزلة هذا القرآن ليس كلام الله أنه تكلم به غير الله حينئذٍ اشتركوا مع الذين قالوا : (( إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ )) ، من الذين قالوا قول البشر ؟ هم المشركون الذين كذبوا الرسول - عليه السلام - في قوله : ( هذا كلام الله أوحاهُ إليَّ ) فكذبوه ، وقالوا له هذا كلامك فيلتقي المعتزلة المؤمنون بالله ورسوله وبأنه دين الإسلام قائم على القرآن والحديث يلتقي المعتزلة بشؤم التأويل مع هؤلاء الكفار الذين نسبوا القرآن إلى أنه من قول البشر وكل إنسان يدري أن الكفر يتحقق سواء قيل هذا القرآن هو قول البشر أو قول الملائكة كله كفر لأن الحقيقة أنه كلام الله - تبارك وتعالى - فما الذي أودى بالمعتزلة إلى هذه الهوة السحيقة فأنكروا أن يكون القرآن الكريم كلام الله فلذلك قالوا فهو حادث هو من ... التأويل أي من شؤم التأويل أن أودى بهم إلى أن ينكروا أن يكون لله كلام أصلًا وبالتالي أنكروا أن يكون هذا القرآن كلام الله - تبارك وتعالى - إذا ما هو ؟ هو يا قول محمد يا قول جبريل يا قول خلق من خلق الله الكثير المهم أنهم يقولون صراحة ليس هو كلام الله - عز وجل - السبب هو عدم انتباههم للفرق بين وجود الله وصفاته وجودا حقيقيا ينافي وجود المخلوق وصفاته منافاة حقيقية لم ينتبهوا لهذا فقالوا مجرد ما يشترك المخلوق مع الخالق في صفة من الصفات من ذلك الكلام لزم من ذلك أن نشابه الله بخلقه أو نشابه الخلق ربه - تبارك وتعالى - والجواب ليس كمثله شيء الله يتكلم ولكن كلامه ليس ككلامنا كما أن ذاته ليس كذاتنا وكل صفاته ليست كصفاتنا ثم إن الله - تبارك وتعالى - خلق في هذا العصر آية فيها رد واقعي على المعتزلة وأمثالهم ذلك لأن المعتزلة يقولون إذا قلنا إن الله يتكلم معناه له شفتان معناه له لسان معناه له أسنان معناه له لثة معناه معناه إلى آخره هذا كله من ضيق عطنهم وقصر تفكيرهم فلم يتسع عقلهم أن يكون الله - عز وجل - شيء حقيقي ينافي هذه الحقائق التي خلقها الله فخلق الله - عز وجل - في هذا العصر من جملة ما خلق آلة صماء بكماء هي الراديو فنحن نسمع الراديو يتكلم بكلام عربي مبين لا له شفة ولا له أسنان ولا له لهاة ولا لا له أي شيء هذا في الحقيقة من أكبر آيات الله في هذا العصر للرد على المؤولة أي المعطلة الذين يتخيلون الضروري في كلامه لكن هو ليس مثلنا إذا أنكرنا كلامه فخلق الله - عز وجل - الراديو يتكلم بدون إيش ؟ أي آلة أي لسان مما هو معروف لدينا لأن هو الأخرس مثلًا لماذا لا يتكلم فيه نقص هناك طبعًا أنا لست طبيبا فيه نقص في تركيبه الجسدي ... يتكلم فالله - عز وجل - خلق .

مواضيع متعلقة