تتمة الجواب على سؤال ما هو الطريق الصحيح لتغيير الواقع السيء الذي يعيشه المسلمون ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
تتمة الجواب على سؤال ما هو الطريق الصحيح لتغيير الواقع السيء الذي يعيشه المسلمون ؟
A-
A=
A+
الشيخ : كان أبو هريرة في مجلس معاوية ، فطلب منه أن يحدِّثَهم بحديث الثلاثة . الذي عنوانه : ( أوَّل مَن تسعر بهم النار يوم القيامة ) ، فتهيَّأ أبو هريرة للتحديث به ، ولكن لرهبة الحديث وبخاصَّة حينما جمع فكره وهيَّأ نفسه ليحدِّث الحاضرين به أخذته قشعريرة وأُغمِيَ عليه لهول الموقف ، فنضح وجهه بالماء إلى ثالث مرة ، حتى تمكَّن من أن ينقلب فيحدث بالحديث ، فقال أبو هريرة : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( أوَّل مَن تُسعر بهم النار يوم القيامة : عالم ، ومجاهد ، وغني ) ، ( عالم ، ومجاهد ، وغني ) . هدول خير الناس ؛ مع ذلك هذا الحديث خطير جدًّا ، وحُقَّ لأبي هريرة أن يُغمى عليه المرة بعد المرة ؛ لأنه ليس كأمثالنا ؛ يعني قست قلوبنا على مع الأسف ، فهو أغمي عليه تلك المرات ، وفي المرة الأخيرة تمكَّن من أن يقول : قال رسول - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( أوَّل مَن تُسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة : عالم ، ومجاهد ، وغني ؛ يُؤتى بالعالم فيقال له : أي عبدي ، ماذا عملت بما علمت ؟ يقول : يا رب ، نشرته بين الناس . فيقال له : كذبت ؛ إنما فعلت ليقول الناس : فلان عالم ) ، ( فلان عالم ، وقد قيل ؛ خذوا به إلى النار ) لماذا ؟ لأنه علم ولم يعمل بعلمه ماذا علم لا بد أن مثل هذا العالم قرأ قوله - تعالى - : (( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ )) ، (( مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ )) والعلم بلا شك من الدين (( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ )) ، لكن ما أخلص في دينه هذا ولذلك (( وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا )) ، دخل النار بينما كان المفروض بينما كان المفروض أن يكون في الدرجات العلا من الجنان لكنه لما قصد بعلمه غير وجه الله - عز وجل - كان من أهل النار ( ثم يُؤتى بالمجاهد ، فيُقال له : أي عبدي ، ماذا عملت بما أنعمت عليك من قوَّة ؟ فيقول : يا رب ، جاهدت في سبيلك . فيقال له : كذبت ؛ إنما جاهدت ليقول الناس : فلان مجاهد ) ، ( فلان مجاهد ، وقد قيل ) كما قيل في الأول عالم ، وكل منهما حصل الثمرة التي سعى إليها ، ذاك سعى لعلمه ليقول الناس فلان ... عالم في الدنيا أنا مستعد أقول فلان مثل الصحن الصيني منين ما رنيته بجاوب ، هذا هو الذي يسعى إليه المجاهد جاهد ليقولون فيه فلان بطل شجاع ... وقد تحدث الناس - أيضًا - ببطولته وشجاعته ( خذوا به إلى النار ) ، أنت أخذت أجرك في الدنيا ( ثم يُؤتى بالغنيِّ فيقال له : ماذا فعلت بما أنعمت عليك من مال ؟ فيقول : يا رب ، أنفقته في سبيلك . فيقال له : كذبت ؛ إنما فعلت ليقول الناس : فلان كريم ، وقد قيل ؛ خذوا به إلى النار ) ، هؤلاء الثلاثة هم أوَّل مَن تسعر بهم النار يوم القيامة .

الطالب : الله أكبر !

الشيخ : إذًا نقول نحن طريقة تحصيل العلم قد ذكرناها ولو بشيء من الإيجاز وبشيء من الوقفات التي لا بد منها ، لكننا لخَّصنا طريق العلم للإسلام على الوجه الصحيح كتاب الله وسنة رسول الله ومنهج السلف الصالح ، لكن هذا هو الوسيلة ؛ فما هي الغاية ؟ الغاية العمل بهذا العلم حسنا إذن أقول المنهج الذي ينبغي أن يلتزمه الدعاة الإسلاميون المخلصون لله حقًّا أن يدندنوا حول ما أكني أنا عنه بكلمتين مختصرتين أن يدندنوا دائمًا وأبدا حول التصفية والتربية حول التصفية والتربية هذا عنوان مثل هذه الكلمة التصفية والتربية المراد بالتصفية وضح لكم بعد جلسة طويلة بعض الشيء وهو تصفية الإسلام مما دخل فيه على مر هذه القرون الطويلة سواء ما كان هذا الداخل الأجنبي الغريب في الأصول أو في الفروع في العقائد أو في الأحكام أو في السلوك هذا كله يحتاج إلى تصفية هذه التصفية تكون على ما وضحنا من مبادئ العلم كتاب سنة منهج السلف الصالح ، ويجب أن نقترن مع هذه التصفية التربية لأنه هي الثمرة وهي الغاية في تلك المقدمة طويلة عريضة أعني تربية المسلمين من هؤلاء الدعاة المخلصين العالمين بالإسلام علمًا صحيحًا مفصلًا يربون المسلمين الذين حولهم على مثل ما ربى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه فإذا اجتمعت هناك طائفة من المسلمين في بعض الأقاليم على هذا المنهج السليم من التصفية والتربية ونضج كل من ما شاء الله لهم من سنين فبذلك ينشأ جيل فهم الإسلام فهمًا صحيحًا وطبَّقه - أيضًا - تطبيقًا صحيحًا فيومئذ وأنا أقول هذا جازما يفرح المؤمنون بنصر الله - عز وجل - ؛ ذلك لأن هؤلاء تبنوا السبب الذي تبنَّاه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في تنشئة أصحابه ، وفي تربيته إياهم حتى أوجد تلك النواة التي أقامت الدولة أو أساس الدولة المسلمة في المدينة المنورة ، ثم أمدت العالم كله بهذا النظام الإسلامي الذي تحقَّق قسم كبير من وعد الله الصادق ألا وهو قول الله - تبارك وتعالى - : (( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ )) ، فحينما يسير الدعاة الإسلاميون على هذا المنهج من التصفية والتربية حين ذاك تلك المناهج التي ذكرت في السؤال فبعضها يجهر أنه لا قيمة لها بل البدء بالنواحي السياسية وبعضها لا ينافي هذا الذي ذكرته كنشر الثقافة الإسلامية أو التراث الإسلامي هذا داخل في ... وكذلك أيش جاء أيضًا في السؤال ؟ الأفراد تربية الأفراد التربية الفردية التربية الفردية هذه إذا كانت على هذا المنهج الذي نقوله هذا أمر لا بد منه أنا أتصور عالمًا فردًا يكون في قرية صغيرة لا يكون هناك معوقات لدعوته فمثله كمثل الرسول - عليه السلام - حينما وجد في مكة المكرمة وبدأ يدعو الناس إلى الأمر سرا ثم علنا كمثل الحصاة ترمى في البحر شو بتشوفوا ؟

الطالب : ... .

الشيخ : دوائر دائرة كبيرة ... وبعدها وبعدها حتى لا تكاد ترى دوائر أخرى لكن هي موجودة في الواقع وهذا هو مثل انتشار دعوة الحق ... كما قال تعالى في الآية السابقة : (( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ )) ، لكن المعوقات اليوم كثيرة وكثيرة جدًّا فلذلك أنا ضربت مثلًا لقرية يوجد فيها داعية على الكتاب والسنة أنا على مثل اليقين أن هذه القرية ما بين عشية وضحاها ستعج ... السلفية ... إلا إذا كان هناك معوقات ما هي المعوقات ... .

الطالب : ... .

الشيخ : نعم .

الطالب : ... .

الشيخ : إي نعم ، على كل حال أنا أريد الآن أن أنهي الجلسة بهذه الآية ... نذكر إن شاء الله (( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ )) ، وقد جاء في " صحيح مسلم " أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - سألته عائشة - رضي الله عنها - هل يعني ظهرت هذه الآية أو صُدقت فقال - عليه السلام - : ( قد كان ما شاء الله ) ، ثم سيكون في المستقبل تطبيقها بكاملها ، وهذا كان من أوائل الأحاديث التي ذكرتها في أول مقال في السلسلة الصحيحة تحت عنوان " المستقبل للإسلام " ، وأنا على مثل يقين ؛ لأن وعد الله صادق ، لكن علينا أن نتخذ الأسباب والأسباب باختصار التصفية والتربية هذه نصيحتي بل هذا جواب لسؤالكم ولعلنا نلتقي بكم إن شاء الله في مناسبة أخرى .

وسبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك .

الطالب : جزاك الله خيرًا .

الشيخ : وإياك .

الطالب : نقرأ عليهم الورقة تقرأ عليهم المقدمة .

الشيخ : إيش ؟

الطالب : مقدمة ... .

الشيخ : طيب ، تسمعهم الجماعة المقدمة .

الطالب : إي نعم .

الشيخ : يلا ، بسم الله ، أهلًا وسهلًا .

مواضيع متعلقة