هل الحجَّة تكون قائمة على الكفار بمجرَّد سماعهم بالإسلام أم لا بد أن تبلغهم كافة عقائد الإسلام ؟ والتفريق بين الإسلام والإيمان . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل الحجَّة تكون قائمة على الكفار بمجرَّد سماعهم بالإسلام أم لا بد أن تبلغهم كافة عقائد الإسلام ؟ والتفريق بين الإسلام والإيمان .
A-
A=
A+
السائل : كيف تكون إقامة الحجة عليهم ؟ هل تبلغهم كافَّة قواعد عقائد الإسلام أم بمجرَّد سماعهم بأن هناك ما يُسمَّى بالإسلام في ... ما ؟

الشيخ : الآن أريد - أيضًا - أن أفرِّق بين قضيَّتين اثنتين لاحظت أن كثيرًا من المسلمين لا يفرِّقون بينهما ، في عندنا حقيقتان اثنتان ؛ الأولى إيمان والأخرى إسلام ، والإيمان والإسلام في كثير من الأحيان يلتقيان وفي كثير أو قليل من الأحيان لا يلتقيان ، يعني نستطيع نتصوَّر مسلمًا وهو غير مؤمن ، تُرى مفهوم هذا الكلام ؟

السائل : مفهوم .

الشيخ : جميل .

فإذًا إن كنت تسأل سؤالك هذا فيما يتعلَّق بالإيمان له جواب ، وإن كنت تسأل فيما يتعلَّق بالإسلام فله جواب .

السائل : أفترض ... .

الشيخ : أحسنت .

الإنسان لا ينجو من الخلود في النار إلا بأن يؤمن بكلِّ ما بلغه عن الله ورسوله ؛ عن الله ورسوله ، إلا أن يؤمن بكلِّ ما بلغه عن الله ورسوله ، لا ينجو من الخلود في النار إلا بأن يؤمن بكل ما جاء عن الله ورسوله ، فإن جحد أقلَّ شيء من هذا الذي بلغه عن الله ورسوله .

السائل : اعتقاد .

الشيخ : فهو .

جحد ، أقول : الجحد هذا اعتقاد ، فإن جحد شيئًا من ذلك فهو مخلَّد في النار ، هذا من جهة الإيمان .

أما الإسلام فمجرَّد ما يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله يعني يرفع راية الشهادة لله بالوحدانية وللنبيِّ بالرسالة فهو يُعامل معاملة المسلمين ولو كان من المنافقين في قلبه الذين هم في الدرك الأسفل من النار ؛ لأنُّو نفاقه أمر غيبي عنَّا ، حسابه إلى الله - عز وجل - هو الذي سيحاسبه ، ولكن ما دام أنه أظهر الإسلام فنحن نُعامله معاملة المسلمين ؛ لذلك لا يجوز أن نخلط بين المسألتين ؛ بين الإسلام وبين الإيمان ، فبينما نحن نتكلم بِمَ ينجو به المسلم نقول : لو رأيناه يصلي ليلًا نهارًا وأتقى الناس ولكنه في قلبه أنكر سنة الظهر القبلية مثلًا ، فهذا مخلد في النار لا تفيده هذه العبادات والطاعات كلها أبدًا ، والعكس بالعكس ؛ إذا شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله مخلصًا من قلبه ، ولكنه قصَّر في تحقيق لوازمها العملية ؛ فهو كما قال - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح : ( مَن قال : لا إله إلا الله ؛ نَفَعَتْه يومًا من دهره ) ، وكما جاءت الأحاديث الكثيرة تترى في شفاعة الرسول - عليه السلام - ، ثم شفاعة رب العالمين : ( أخرجوا مِن النار مَن كان في قلبه مثقال ذرَّة من إيمان ) ، فهذا ينجو ما دام أن إيمانه بالشرع الذي بلغه قد أقرَّ به وما أنكره ولا جحده .

لذلك فقضية الإيمان شيء والإسلام شيء ؛ أي : الباطن شيء وهذا بين العبد وبين الرب - سبحانه وتعالى - ، والظاهر شيء وهذا بين بني الإنسان بعضهم مع بعض ، هذا الظاهر كثيرًا ما يتعارض بلا شك ؛ فإنسان يقول : لا إله إلا الله - مثلًا - محمد رسول الله لكن من جهة أخرى قد يقول : يا أخي ، الصلاة رجعية مثلًا ، فهذا نقض ظاهرًا إسلاميًّا نقض ما ادَّعاه من أن لا إله إلا الله محمد رسول الله ؛ لأن هذه الشهادة تستلزم كما قال أبو بكر في قصة أهل الردة : " إلا بحقِّها وحسابهم على الله " ، فمن حقِّ الشهادة الاعتراف بكل ما جاء به المشهود له بالرسالة عن المشهود له - سبحانه وتعالى - بالوحدانية .

فإذا أنكر صراحةً لم يُستفد من شهادته السابقة سوى أنه يحاول أن ينافق ، وسرعان ما انكشف نفاقه ؛ ولذلك فالنفاق الاعتقادي كما هو شأن المنافقين في عهد الرسول - عليه السلام - بعضهم انكشف نفاقهم ، وبعضهم لم ينكشف نفاقهم ، ففي حدود الإسلام نتعامل بالظواهر مع الناس ، إن ظهر منهم إسلام فقط فهم مسلمون ولو كانوا في قلوبهم أكفر الكافرين عند ربِّ العالمين ، وإن ظهر منهم ما يناقض الإسلام وما يجحد مما ثبت في الإسلام فلا يفيده شهادة أن لا إله إلا الله على حدِّ قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( كم من قائمٍ ليس له من قيامه إلا السهر ، وكم من صائمٍ ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ) .

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

لعلي أجبتك ؟

مواضيع متعلقة