في معنى قوله - تعالى - : (( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ )) ، وقوله - صلى الله عليه وسلم - ( لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه ) ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
في معنى قوله - تعالى - : (( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ )) ، وقوله - صلى الله عليه وسلم - ( لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه ) ؟
A-
A=
A+
السائل : هذا الأخ الذي كنتَ معه قبل يومين أنا قلت أنُّو اتفق معنا وخالفنا ... ولَّا تقصد أنُّو يعني بوضعنا ... ؟

الشيخ : أقصد أنُّو هو من ناحية ... في توسُّعكم في إطلاق لفظة الكفر ، هو يلتقي معكم في تكفير الحكام بدون تفصيل ولا .

السائل : تناقض .

الشيخ : هو هذا ، عم أقول لك : يلتقي معكم مش منكم ، بينما هو يُعارضكم ، ولا يشعر أنُّو هو معكم في بعض ... .

السائل : الحقيقة أنا سألتك قبل مرة عن الآية : (( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ )) ، ولا أنت ... حكم فيها إيمانًا تامًّا ، مثل اللي ورد بالأحاديث .

الشيخ : هذا إذا كان كفرًا عمليًّا ، وهذا بحثناه - أيضًا - مع ... .

السائل : ... يعني عادةً ... أقول يعني ... كفرًا عمليًّا ، وأنا بدي أحكي معك في هذا ، نقول : إيمانًا تامًّا ، لكن اللي حصل ... اطَّلعت على مقال الأخ الذي ذكرت في " مجلة الإسلام " فيردُّ هذا بثلاث أدلة ، ويذكر أنُّو ابن حجر يذكر أنُّو قال : إيمانًا تامًّا ... لكن هو يعني يقول أنُّو أخطأ ابن حجر في هذه الناحية ، ويورد قول ابن حجر ويقول أنُّو هذا الدليل يُؤخذ على ظاهره ، ولم يأتِ دليل قبله أو بعده يُخرجه عن معناه الظاهري ، ويجيب أكثر الأدلة يذكرهم ويفنِّدهم ، الدليل الأولاني يقول لك أنُّو لا يصلح أنُّو تُوضع لفظة تامًّا - أي : صفة - إلا أن يكون المفعول المطلق موجود ؛ يعني لا يؤمنون إيمانًا ممكن نحط تامًّا ؛ الآية من الناحية اللغوية .

الشيخ : مين عم يقول هيك ؟

السائل : هو الرجل ، إي نعم .

الشيخ : طيب ، وإيش يقول في قوله - عليه السلام - : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه ) ؟

السائل : هذا الذي أتوقَّع ... .

الشيخ : ( والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ) . قالوا : مَن يا رسول الله ؟ قال : ( مَن لا يأمن جاره بوائقه ) .

السائل : طيب ، هذا الدليل الأولاني أتوقَّع جوابك على هذه القضية ، لكن الدليل الثاني ، هنا القضية فيها تخصيص ما فيها تعميم ، ولا يُعمَّم ... لا يُخصَّص التخصيص .

الشيخ : في أسلوبه القضية فيها تخصيص ؟

السائل : فيها تخصيص ... .

الشيخ : يعني ؟

السائل : وليس تعميم ، يجيب مثال أنُّو القضية ... .

الشيخ : ... .

السائل : لكن هو يورد مثال ... مثال يعني ... يقول لك : لو واحد قائم حلف أو أقسم يمين أن لا يأكل طعامًا ، ثم جاءت وجبة الغداء أو العشاء ، فقال : نويتُ أن آكل طعامًا خاصًّا ؛ يستثنيه من اليمين الأصلي ، فيقول لك : عندنا لا يجوز باطل .

الشيخ : هذا صحيح ... .

السائل : فهو استدل على ... بالتعميم والتخصيص ، فالتعميم والتخصيص يقول لك أنُّو الآية فيها تخصيص لا تحتاج إلى تخصيص وتخصيص ، فما فهمت أنُّو الإيمان كلمة (( لَا يُؤْمِنُونَ )) هي الإيمان فيه تخصيص يعني مش تعميم ، أو البند الثاني كمان .

الشيخ : هو ظاهر كلامه في المثال لا يأكل طعامًا ، فـ " طعامًا " مطلق ، ما يجوز الاستثناء فيما بعد ، وهو قال : (( لَا يُؤْمِنُونَ )) مطلقًا ، ما قال : يؤمنون إيمانًا كاملًا . هذا الكلام صحيح إذا الإنسان أراد أن يفسر الآية بخصوص الآية ، لكن هذا خطأ من الناحية الشرعية ، وما أدري - أيضًا - حرَّرت أو بيَّنت حقيقة علمية يعني معروفة لدى أهل العلم ؛ المسألة المعيَّنة لا تُؤخذ من نصٍّ معيَّن ، وإلا ضلَّ ، لا بد أن يجمع كل ما يتعلق في هذا النَّصِّ في تلك المسألة ويأخذ الحكم من مجموعها ؛ مثلًا : يعني يشبه القول المشار إليه مَن إذا سُئل : هل يجوز أكل الكبد والطحال والسمك والجراد ؟ يقول لك : لا ، ما يجوز ، قال - تعالى - : (( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ )) ... مطلق ؛ الدم والميتة كلاهما مطلق ؛ فمن وين بدنا نستحل هلق الأشياء اللي ذكرناها ؟ فبالنسبة لهالنظرة المعيَّنة للقرآن الكلام صحيح ، لكن هل يجوز للمسلم أن ينظر للنَّصِّ المعيَّن في القرآن دون أن يلمَّ بالنصوص الأخرى سواء كانت في القرآن أو كانت في السنة ؟ ما يجوز طبعًا .

لذلك بدك تضم بقى إلى هذه الآية ما قد يكون له علاقة بها ، وإذا بك تأخذ الحكم غير ما يبدو من الإطلاق ، وهكذا (( لَا يُؤْمِنُونَ )) ، وهالطريقة هذه هي طريقة الخوارج وطريقة المعتزلة .

السائل : والظاهرية .

الشيخ : لا . النظر إلى نص دون نص ، مثلًا : ( لا يدخل الجنة قتَّات ) ، هذا التمسُّك بظاهره مخالف ... وهذا مبدأ إيش ؟ الخوارج ... ليه ؟ هيك ظاهر النص ، طيب ، حديث أبو ذر ... وأحاديث الصريحة بأنُّو ( يُخرَج من النار مَن كان في قلبه مثقال ذرَّة من إيمان ) إلى آخره ، لما تضمها إلى هذا الحديث تضطر بقى تفهم من الحديث معنى غير المعنى الذي تبادر لك لأوَّل ما تسمعه ، فتقول - مثلًا - كما يقول هذا الحديث ... مثل هذا الحديث وغيره ، ( لا يدخل الجنة قتَّات ) يعني ... في أوله ، مش لا يدخل الجنة مطلقًا ؛ لأنُّو يتعارض مع الأحاديث اللي يدخل ... ولو كان في قلبه مثقال ذرة من ... .

( لا يدخل الجنة ) إلا بعد أن ... ... .

سائل آخر : ... .

الشيخ : نعم ؟

سائل آخر : ... .

الشيخ : ... لا يدخل الجنة إلا إن شاء الله ، مَن قال : (( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ )) ، فالنميمة هي ليست من الشرك ؛ إذًا الله يغفرها .

هكذا المسائل سواء كانت اعتقادية ... أو كانت أحكام علمية كلها لا يستقيم ... في إصدار الحكم بمسألة ما إلا بعد تجميع كل النصوص الواردة في الموضوع .

مواضيع متعلقة