هل مَن مات على التوحيد ينجو من النار مع ارتكابه للمعاصي ؟ وهل هذه العقيدة تشجِّع معتقدها على ارتكاب المعاصي لأنه يعتقد أنه لن يخلد في النار ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل مَن مات على التوحيد ينجو من النار مع ارتكابه للمعاصي ؟ وهل هذه العقيدة تشجِّع معتقدها على ارتكاب المعاصي لأنه يعتقد أنه لن يخلد في النار ؟
A-
A=
A+
السائل : أتبنَّى أنني إذا ما عملت بأيِّ شيء من هذه الأمور إلا عقيدةً لا إله إلا الله عندي ؛ هل أنجو مع كلام الله إذا متُّ على التوحيد الآن ؟

الشيخ : تنجو من عذاب الخلود أو من عذاب الأحقاب .

السائل : من الخلود ، من الخلود في نار جهنم .

الشيخ : نعم ، أما من عذاب الأحقاب لا تنجو .

السائل : حقيقةً لا أنجو .

الشيخ : طيب ، إذًا هات لنشوف ، شو ترتَّب ؟

السائل : ترتَّب ... حتى الآن ... أنُّو أنا كنت سابقًا مع الإخوان المسلمين ، أتبنَّى الفكرة السابقة في صفوف الإخوان ؛ حتى وصلت في مجلس الشورى .

الشيخ : الفكرة السابقة وهي ؟

السائل : اللي كانت عندي بنفسها ، وإن كان ... اللي بداءً يُقاس منَّا .

الشيخ : طيب ، كنت في الإخوان تتبنَّى ... .

السائل : فتاوى أتربَّى عليها .

الشيخ : طيب .

السائل : وحقيقةً لما خرجت من الإخوان ... .

الشيخ : طيب .

السائل : ثم متابعة ، متابعة شديدة من قبل أعداء الله طواغيت الذين حكمنا جميعًا ... ومخابراتهم وأدواتهم ، ليه ؟ لأني كنت أشعر أن هذا خطر حقيقي ساحق ماحق لهؤلاء الطواغيت بكلِّ أصنافهم ، هذا الذي اعتقدته ، الآن لما أنا أتبنَّى الشيء الجديد وهو حق ما دام أنا أنجو من الخلود في نار جهنم ... في كل شيء ... شغلتنا أموالنا وأهلونا ، أنا خرجت من البيت وما قمت هذه ... أسأل عنها إلا ما ... النص إن شاء الله . في البيت لا أسأل عنه إلا ... كذلك ، كل هذه الأمور سأتبنَّاها تبنِّيًا عمليًّا ما دام لا تخرجني من الملة .

الشيخ : يعني أفهم من كلامك .

السائل : ... .

الشيخ : أنُّو سترتكب المعاصي كلها ، هكذا .

السائل : أرجو أن لا أكون .

الشيخ : سيدي ، الرجاء شيء ثاني نحن نرجو هذا حتى للفساق ، هذا بحث ثاني ، لكن بالنسبة لفكرتك وعرضك للموضوع معنى كلامك أنك سترتكب كل الفواحش .

السائل : إلا الشرك .

الشيخ : إلا الشرك ، الآن بعد المفهوم الجديد ، أما المفهوم القديم .

السائل : المفهوم القديم .

الشيخ : لا .

السائل : لا .

الشيخ : اسمح لي ... في المفهوم القديم لا .

السائل : لا .

الشيخ : أظنك مخطئ في هذا .

السائل : ربما .

الشيخ : طيب ، سابقًا أنت ما كنت على الرأي اللي نحن ... لأني أعرف أن رأيك معنا فيها ؛ الزاني حين يرتكب الزنى أو السارق أو الغشَّاش أو المرابي أمثلة كلها عرضناها عليك .

السائل : نعم .

الشيخ : تعتقد أن هذا المرابي كافر مرتد عن دينه ، السارق كافر مرتد عن دينه ، والغشَّاش كافر مرتد عن دينه ؟ أنا ناقشتك في كل ما ناقشتك على أساس أنُّو أنا أنزِّهك أن تصل إلى هذا الحضيض ؛ إلى أن تعتقد أنُّو كل إنسان مسلم شهد لله بالوحدانية وللنبي بالرسالة وكل شيء من الإسلام إذا ارتكب محرَّمًا أنُّو أنت تعتقد مجرَّد ارتكاب هذا الحرام يصبح كافرًا أنا هذا في المنام ... ما شفته ، ولا أتصوَّر أشوفه ، فضلًا عن الحقيقة ، فظنِّي هذا الحسن فيك لعلك تساعدني على أن أحتفظ به ؟

السائل : عمليًّا نحن ما كنَّا نتبنَّى هذا ، يعني مَن أكل الربا أو مَن سرق أو زنى ما كنَّا نتبنَّى هذا .

الشيخ : إيش هذا ؟ أرجوك ... .

السائل : ما كنَّا نتبنَّى أنه مرتد .

الشيخ : هذا الذي أنا على هذا الأساس ناقشتُك .

السائل : نعم .

الشيخ : إذًا ما تطوَّر منك شيء إلا تصحيح عقيدتك فقط ، أما منطلق حياتك فسيظل هو هو ، كما أنك كنت لا تحكم على المرابي بالردة مع أنُّو عاصي ، وأنت الذي تحمل هذه الفكرة لماذا ما كنت تخشى أنك أنت ترابي وأنت تزاني وأنت تسرق وأنت تعتقد أنُّو إن سرقت فلست مخلَّدًا في النار ، وأنت إن فعلت ... من هذه الحيثية .

السائل : كنت أعتقد العقيدة التي اعتدت عليها منذ زمن وحتى الآن يعني القاعدة ... أن الدعوة لإقامة دين الله من مضمون الشهادة ، أو من ... الشهادة أو من لا إله إلا الله بالذات ... الدعوة لله - عز وجل - ... .

الشيخ : من حيث التطبيق العملي وضعك الآن كالتالي أنت تقول : إن تبنَّيتُ ما اتَّفقنا عليه فستفعل وتفعل وتفعل ؛ لماذا ؟ لأنك ضمنت أنك لست خالدًا في النار ، وكذلك كنت في السابق .

السائل : ... .

الشيخ : كذلك كنت في السابق إن سرقت إن زنيت إن رابيت فأنت ظانن أنك لا تخلد في النار ، وما ... معك شيء من هذه الحيثية ... أنك ما كنت متنبِّهًا لهذا التفصيل العلمي الدقيق ؛ كفر عملي وكفر اعتقادي ، وكان يترتَّب فيما بدا لي - ولسا ما تأكدت - كان يترتَّب من وراء هذا التفريق ما أنكرته عليَّ ... والآن اعترفت أنُّو أنا على صواب وأنت جريت معي - أيضًا - حينما ضربت لك مثال العملي صلى ... بيننا وهو لا ... الذهب ، أنا أنكرت عليه وعلى أمثاله ، فأنكرت أنت من قبل بناءً على فكرتي السابقة إنكاري عليه لبس الذهب ، فلما ... وهو أنت كنت لا تنكر سابقًا ... أنا تذكَّرت مثال الذهب ؛ هذا صلى بيننا متختِّم بالذهب ، أنا كنت منكر ولا أزال أنكر ، أنت كنت لا تنكر وصرت تنكر ؛ شو السبب ؟ في شيء ... ؟

السائل : لا ، التختُّم بالذهب ... .

الشيخ : سبحان الله ... .

السائل : نعم ... مطلقًا عن الذهب .

الشيخ : أنا أتكلَّم عن خاتم الذهب التختُّم بالذهب ... ضرورة له ؛ لأنُّو المعنى في كلام ... كلام عام يشمل الفرع ويمشي مع الأصل ، أنا ... هذا صلى بجانبي ... بيننا ، وهو متختِّم بالذهب ، فأنا كنت أنكر عليه على اعتباري إياه مسلمًا ، وأنت كنت لا تنكر عليه على اعتبارك إياه في هذا المجتمع الجاهلي ؛ أي : تُعامله معاملة الكفار ، فبعدما حرَّرنا البحث حول الكفر الاعتقادي والعملي هنا ظهر لك فرق أنت من الناحية العملية ، وهو أصبحت تشارك الإنكار ، وإذا رأيته يصلي وهو متختِّم بالذهب فتنكر عليه كما كنت أنكر عليه ، هنا ظهر معك فرق ، لكن فيما يتعلق أنك ترجع القهقرى تصير فاسق تأمر بالربا وتزني وتسرق ما في فرق بين السابق واللاحق ؛ لأنُّو سابقًا كنت تعتقد أن الذي يرابي ويزني و و إلى آخره لا يخلد في النار ، والآن مكانك راوح ، كذلك لا يخلد ... في النار ، أما اكتسبت منِّي شيئًا يضرُّك في منطلقك في الحياة ، وإنما اكتسبت منِّي - إن شاء الله - تصحيح بعض منطلقاتك في الحياة ، ومنها هذا المثال .

السائل : ... ولكن ... شيئًا كان عندي أن إقامة دين الله والدعوة و ... ينكر الأهم الأكبر ... التوحيد ، كان يقول : لا إله إلا الله ، يعني مَن لم ينكر ... يعني صار مرتدًّا اعتقادًا .

الشيخ : إذًا ما اتَّفقت معي !!

السائل : فلذلك أنا .

مواضيع متعلقة