توضيح قول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في قصة حاطب بن أبي بلتعة - رضي الله عنه - حيث قال : " دَعْني أقطَعْ عنق هذا المنافق " ، وأن النفاق مثل الكفر في تقسيمه إلى نوعين : نفاق عملي ونفاق اعتقادي . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
توضيح قول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في قصة حاطب بن أبي بلتعة - رضي الله عنه - حيث قال : " دَعْني أقطَعْ عنق هذا المنافق " ، وأن النفاق مثل الكفر في تقسيمه إلى نوعين : نفاق عملي ونفاق اعتقادي .
A-
A=
A+
الشيخ : نرجع لشبهتك في قول عمر : " دَعْني أقطَعْ عنق هذا المنافق " ، كمان هذه النقطة فيما أعتقد هامة جدًّا وهو أن النفاق يجب أن نعلم أن النفاق كالكفر تمامًا ، كما أن الكفر ينقسم إلى عملي وإلى اعتقادي كذلك النفاق ينقسم إلى : نفاق عملي ونفاق اعتقادي .

فسؤال - مثلًا - الآية : (( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ )) تُرى نفاقهم هذا من أيِّ نوع ؟ نفاق قلبي ، وما معنى نفاق قلبي ؟ يُظهِرُون الإسلام ويضمرون الكفر ؛ إذًا هؤلاء في الدرك الأسفل من النار . في نفاق على العكس من هذا ؛ يُظهِر الإيمان ويُظهِر عمل الكفار والفجار ، والدليل على ذلك حديث في " الصحيحين " : ( آية المنافق ثلاث : إذا حدَّثَ كذب ، وإذا وَعَدَ أخلَفَ ، وإذا اؤتُمِنَ خانَ ) ، هذا المنافق هو من نوعية ذاك المنافق ؟

سائل آخر : لا .

الشيخ : أبدًا ، ذاك مشرك مخلَّد في النار ، هذا مسلم مؤمن موحِّد مع ذلك جعله منافقًا ؛ لم ؟ لأن هذا المؤمن ... يؤمن بما جاءه عن نبيِّه - صلى الله عليه وآله وسلم - ، ومما جاء عن نبيِّه أنه : ( أدِّ الأمانة إلى مَن ائتمنك ولا تَخُنْ مَن خانك ) ، فإيمانه يُوجب عليه إذا اؤتُمِنَ ألَّا يخون ، وإذا به يخون ، فخيانته فعلٌ وعملٌ ينافي إيمانه أنُّو هذا لا يجوز أن يصدر من مسلم ؛ فلذلك فسمَّى أهلُ العلم هذا النوع من النفاق بالنفاق العملي ، فالنفاق العملي مثل الكفر العملي كلاهما قد يقع من مسلم ولكن لا يكفر به ، أما النفاق الاعتقادي فهو كالكفر الاعتقادي ، هذا الذي لا يغفره ربُّنا - تبارك وتعالى - ويغفر ما دون ذلك لِمَن يشاء .

على وزان ( آية المنافق ثلاث ) جاء عمر - وهذا من فقهه - : " دَعْني أقتُلْ هذا المنافق " ؛ لماذا ؟ لأنَّ عمله ليس عمل المسلمين ؛ عمل الكافرين ، تولَّى الكافرين ، يرسل إليهم أن الرسول يريد أن يغزوكم إلى آخره ، فلا تفهمنَّ - يا أستاذ - أن قول عمر : " دَعْني أقتُلْ هذا المنافق " أنه يعني أنه نافق نفاقًا قلبيًّا ؛ أي : أن عمر حَكَمَ عليه بأنه من جنس قوله - تعالى - : (( إِنَّ )) "" الكافرين "" (( فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ )) .

سائل آخر : (( الْمُنَافِقِينَ )) .

الشيخ : نعم ؟

سائل آخر : (( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ )) .

الشيخ : (( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ )) ، ما هذا الذي عَنَاهُ عمر ، وإنما عنى النفاق من نوعية : ( آية المنافق ثلاث ) ؛ أي : النفاق العملي هو أن يعمل المسلم خلاف ما يعلمه من شرعه ، الشرع يأمره بأداء الأمانة وهو يخون ، إلى آخر الحديث ؛ فإذًا " دَعْني أقتله فإنه منافق " نفاق عملي .

السائل : ... أن ينافق نفاقًا عمليًّا ... .

الشيخ : ... .

السائل : يعني حكمه الذي ينافق نفاقًا عمليًّا كخيانة الأمانة .

الشيخ : نعم .

السائل : ( أدِّ الأمانة إلى مَن ائتمنك ) .

الشيخ : فهمت ، ماذا تسأل عنه ؟

السائل : حكمه .

الشيخ : حكمه ؟

السائل : يُقتل ؟

الشيخ : فاسق ، لا ، لا يُقتل .

السائل : طيب ، وكيف عمر يريد أن يقتل ذلك منافق ؟

الشيخ : أخطأ عمر .

السائل : ممتاز ، إذًا أخطأ ابن القيم لما يقول ... .

الشيخ : وأخطأ ، إذا كان أخطأ عمر وأخطأ ... .

السائل : ليس هذا الكلام جديدًا .

الشيخ : أيُّه ؟

السائل : لا نتَّبع أشخاصًا .

الشيخ : أيوا أيوا .

السائل : اللي قلته أنا إنما هو من كلام علماء الكلام ، هذا علامة هذا قول عمر أنه منافق يُحكم بقتله وكذا ؛ لأنه هو مظاهرة موالاة المشركين ؛ فهو كان كافرًا في هذا ، الآيات صريحة في هذا الموضوع ، فإن كان يعني بُرِّرت أو بُيِّنت ... هذه الصفة ففي آيات كثيرة صريحة في الموضوع .

الشيخ : معليش ، نحن ... .

السائل : ... ما في يعني ... الاعتقاد بدون عمل بالنسبة للمظاهرة وموالاة المشركين مثلًا .

الشيخ : معليش ، نحن خلصنا من هذا الحديث ؟

السائل : نعم ، هذه .

الشيخ : خلصنا ... .

-- ... --

السائل : ... العمل الذي عَمِلَه ... كان ليس ... .

الشيخ : إي نعم ، وأنه كان نفاقًا عمليًّا .

طيب .

مواضيع متعلقة