مناظرة بين الشَّيخ الألباني وبين شخص آخر في مسألة التكفير ، وهل الحاكم بغير ما أنزل الله يكفر أم لا ؟ وما الفرق بين مَن لا يحكم بغير ما أنزل الله - عز وجل - وبين مَن لا يصلي ويسرق ويكذب ويزني من حيث أنه لا يطبِّق أحكام الله - عز وجل - ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
مناظرة بين الشَّيخ الألباني وبين شخص آخر في مسألة التكفير ، وهل الحاكم بغير ما أنزل الله يكفر أم لا ؟ وما الفرق بين مَن لا يحكم بغير ما أنزل الله - عز وجل - وبين مَن لا يصلي ويسرق ويكذب ويزني من حيث أنه لا يطبِّق أحكام الله - عز وجل - ؟
A-
A=
A+
الشيخ : واضحة لديك ؟

السائل : نعم .

الشيخ : ممكن تعطينا يعني بيان موجز معناه ؟

السائل : ممكن .

الشيخ : تفضل .

السائل : ... تحديد حدِّ الإسلام أو شرط الإيمان اللي على أساسه يدخل الإنسان في الإسلام ، وعلى أساسه نقدر أن نخرج الإنسان من الإسلام إلى ملة الكفر .

الشيخ : طيب ؛ فما هو ؟

السائل : هو الانقياد والإذعان ، ما هو مدلول لا إله إلا الله ، وشهادة أن لا إله إلا الله هي إعلان لهذا الانقياد والإذعان فقط .

الشيخ : طيب ، هل أحد يخالفك في هذا ؟

يعني المفروض لما شخص أو امرأة يأتون بدعوى أو يدعون إلى دعوة تكون فيها مميزات لها على غيرها ، وإلا فَهُم وغيرهم في تلك الدعوة أو الدعوى سواء ، فالآن الذي ذكرته أنت لا أحد يخالف فيه ، وهو مما يقال فيه عادةً : لا يختلف فيه اثنان ولا ينتطح فيه كبشان ؛ فما هو الذي تبيَّن لك مما تميَّزتم به عن سائر المسلمين ؟ فالذي ذكرته لا يميِّز طائفة على أخرى .

السائل : أنا لم أقصد الإقرار النظري للانقياد والإذعان ، وإنما الإقرار العملي .

الشيخ : إي ، ولو جئت بهذه الإضافة ذلك يعود كلامي السابق تمامًا ؛ هل أحد من علماء المسلمين في السابقين والحاضرين يقول أنُّو يكفي في النجاة عند ربِّ العالمين بالإقرار اللفظي ؟ هل أحد منهم يقول بهذا ؟

السائل : بناءً على ذلك .

الشيخ : ما أجبتَني .

السائل : لا يقول أحد .

الشيخ : إذًا بقينا حيث نحن ، ليس بشيء جديد .

السائل : نريد أن نفهم على واقع ... نحن لا نفهم على النصوص ، النصوص كل مدلولاتها على الفقه - إن شاء الله - ؛ يعني لا نخالفها ، لكن نريد أن نحكِّم النصوص في واقع الناس .

الشيخ : طيب ، فما هي السبيل للحكم على واقع الناس ؟ يعني من الناس - مثلًا - ما أنت تجتمع بهم الآن ؛ فهل حكمت عليهم قبل أن تتَّصل بهم ؟

السائل : لا ، إلا على الناس الذين اتصلنا بهم .

الشيخ : جميل ، فالذين اتصلت بهم ماذا قالوا بالنسبة لهذا البيان الذي أنت قلته ؟ هل أنكروه ؟

السائل : أقرُّوا به .

الشيخ : جميل .

السائل : أقرُّوا به وقالوا الناس اللي عندهم ثقافة إسلامية ؛ يعني لا يعنينا الجهلة ، لكن الناس اللي عندهم ثقافة إسلامية قالوا : نحن نقرُّ بهذا الكلام ونعترف به ، ولكن ... هذا هو حد الإسلام ، ولكن الناس في مجال الذكرى يعني ما ينفع الناس أن يلتزموا بكتاب الله وسنة رسوله ... إلا أنهم مكرهون .

الشيخ : طيب .

السائل : وهذا نقول أنُّو في الإكراه ، الإكراه ليس حجة ؛ لأن الإكراه يعني محدَّد ؛ يعني ليس ... للناس أن يحدِّدوه كما شاؤوا ، وإنما الإكراه كما ورد وثبت ... وما عداه لا يحقُّ للإنسان أن ... مختارًا من نفسه ، أو ... الإكراه يحدده هو .

الشيخ : فَمَن الذي يحدِّدها ؟

السائل : النصوص ، أدلة نستدل عليها في الإكراه على حوادث واقعية ، تفسيرات للآيات ... .

الشيخ : ما أجبتَني ، أنا قلت : مَن الذي يحدِّدها ؟ ومن الذي يفهم عن الله - عز وجل - ؟ ... والذين قالوا ما نقلتَ عنهم ، أنت قلت بأنهم مثقَّفون يعني وليسوا من عامة الناس ؛ فهؤلاء ليسوا علماء ؟

السائل : استندت على أناس قد سبقوا ، وناس من الموجودين على الساحة ... .

الشيخ : كيف ؟

السائل : استندت على أناس علماء .

الشيخ : استندت بماذا ؟

السائل : في تفسيراتهم لآية الإكراه - مثلًا - : (( إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ )) ، استندت - مثلًا - على تفسيرات للقرطبي مثلًا ، لابن القيم ، المهم هذا فهمهم ؛ ألا يكفي هذا ؟

الشيخ : لا ، يكفي لكن الجماعة اللي عم تحتجُّ بكلام القرطبي عليهم كمان يعني المفروض أنهم من أهل العلم ؛ فما الذي يجعل حكمكم عليهم هو الحَكَم وهو الذي أرادَه الله ؟

السائل : ... الأشياء اللي أُثِيرَت هي من المعلوم من الدين بالضرورة ، يعني كما نرى من أهل العلم بالدين بالضرورة لا تخفى على أحد ، وإلا لو كان هناك كلام للخاصة وكلام للعامة ، يعني الإسلام لا يستطيع أن يفهمَه كل إنسان ؛ يعني لا بد أن الإسلام ببساطة عندما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - ... لكل الناس ، وهو قال بأن يفهمه كل الناس ابتداءً من العامي وانتهاءً بالعالم ، لذلك الشيء الأساسي اللي طرحناه ليس بحاجة إلى كثير من البحث ؛ وهو أنُّو أن نريد أن نحدد المدخل فقط لهذا الدين اللي على أساسه نحكم على واقعنا فقال هو أنه لا إله إلا الله ، يعني مَن شهدها خلص لا تستطيع أن تكفِّره ... مهما علمت وإن تحاكم إلى شريعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؛ قال : وإن تحاكم إلى شريعة الرسول - عليه السلام - .

الشيخ : طيب ، هؤلاء لا يقولون : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله ؟

السائل : يقول لكن .

الشيخ : إذًا ؟

السائل : لكن مدلول لا إله إلا الله ؛ يعني اللي بيشهدوه لا يعملون به ... .

الشيخ : هل العمل بمدلول لا إله إلا الله كلٌّ هو إذا أخَلَّ به الإنسان يخرج عن الدين ؟ = -- يرحمك الله -- = مفهوم سؤالي ؟

السائل : الشهادة يعني المقتضى الأساسي تبعها إذا أخلَّ به يخرج عن الدين .

الشيخ : جميل ، بقى بدنا نميِّز بقى ما هو الشيء الأساسي فيها وما هو الشيء غير الأساسي ؟ هل هذا متميِّز ؟

السائل : متميِّز .

الشيخ : جميل .

السائل : إن شاء الله .

من خلال الفهم اللي كان يفهمه العرب ... مقصوده بهذه الكلمة .

الشيخ : جميل .

السائل : أقول لهم كان عندهم حاجة معيَّنة .

الشيخ : نعم ، نمشي في الأمثلة لعلها توضِّح .

السائل : ابتداءً الله - سبحانه وتعالى - موجود ما كان ينكره العرب ؛ حتى أن الله - سبحانه وتعالى - هو الخالق هو الرازق المعز والمذل ، يعني توحيد الربوبية بشكل عام يعني يشمله الدين تشترك به كل البشرية .

الشيخ : معروف هذا ، غيره ؟

السائل : لذلك هذا ليس هو الحد اللي ممكن أن نحكم به على واحد يقول لك أنُّو الله - سبحانه وتعالى - موجود .

الشيخ : معليش لا تخوض في هذا ؛ لأنُّو متفق عليه ومعروف ، امشِ خطوة أخرى .

السائل : لذلك الشيء الثاني اللي دُعِي الناس إليه إلى توحيد الألوهية ؛ لذلك كان عنوان التوحيد لا إله إلا الله .

الشيخ : طيب .

السائل : ... توحيد الألوهية المتضمِّن توحيد الربوبية ضمنًا .

الشيخ : طبعًا .

السائل : فلذلك العرب لما خُوطبوا بهذه الكلمة فهموها ... الحقيقي لا كما يفهمها الجهلة فيهم ؛ أنُّو فهمهم لا إله إلا الله أنُّو لا إذعان ولا طاعة ولا خضوع إلا لله ؛ لذلك فحل العرب قال له لما سُئِل الرسول - صلى الله عليه وسلم - عمَّا يدعو ؟ قال له : إلى لا إله إلا الله ؛ ما قال له : هذا أمر بسيط ، وإنما قال له : إذًا تقاتلك العرب والعجم ، واحد ثاني ... معنى أنهم أحسُّوا على أن هذه الكلمة يعني هي رفض أو هي ثورة على كلِّ وضع لم يأذَنْ به الله ، فعرفوا أنه لا يمكن أن يكونوا مسلمين إلا أن يعملوا بمقتضى إيش ؟ يشهدوها نظريًّا ويعملوا بمقتضاها عمليًّا .

أما المسألة التي تواجهنا اليوم : الشهادة النظرية هل هي تكفي مهما كان واقع الناس ؟ هؤلاء الناس يقولوا : تكفي ، نحن لا نجد مصدر ولا نجد تفسير ولا نجد آية ولا ... إلا كلها تعني أن الإسلام هو الانقياد والإذعان وشهادة أن لا إله إلا الله كل ما هناك إعلان عن شيء حقيقة ، وهذا ما لدي .

الشيخ : الانقياد - أخي - لما تقول : انقياد ؛ هذا كلام واسع جدًّا ، فلو افترضنا إنسانًا يحكم بما أنزل الله ولا يصلي ؛ هل تقول : انقاد لحكم الله ؟

السائل : يحكم بما أنزل الله ولا يصلي ؟

الشيخ : إي .

السائل : الصلاة لا تكفِّر .

الشيخ : إذًا أنا أسأل : يكفي أو لا يكفي ؟ هو انقياد ولَّا انقياد ناقص ؟

السائل : انقياد ناقص .

الشيخ : جميل .

اعكس ؛ رجل يصلي ولا يحكم بما أنزل الله ، يتَّبع هواه ؛ هذا انقياد ناقص ولَّا كامل ؟

السائل : هذا مش .

الشيخ : بس أرجو أن ما تتسرَّع ، افهم عليَّ بعدين جاوبني .

السائل : أنا فهمت عليك ، يصلي ... يقيم الفرائض كلها ، لكن لا يحتكم بمنهج الله .

الشيخ : لا ، إيش ؟

السائل : لا يحتكم بشريعة الله .

الشيخ : أنا قلت : يتَّبع هواه .

السائل : يتَّبع هواه .

الشيخ : إي نعم .

ما قلت إنه ينكر شريعة الله ، يعترف أنُّو هذا شرع الله ، ويعترف أن سعادة الناس بتحكيم شريعة الله ، لكن هو يتَّبع هواه كذاك الذي يعترف بأن الصلاة ركن من أركان الإسلام ، لكن لا يصلي كسلًا هملًا إلى آخره ؛ فما الفرق بين رجل يحكم بما أنزل الله لا يصلي فلا يكفر ؟ وبين رجل يصلي ولا يحكم بما أنزل الله فيكفر ؟ ما الفرق بين الأمرين ؟

السائل : ... .

الشيخ : طيب ، تفضل .

السائل : الفرق أنُّو الأحكام كلها اللي نزلت على المسلمين بعد دخولهم بالإسلام ... .

الشيخ : هذا حجة عليك ، فأنت فرضت صورة أنُّو قام بكل شيء من الإسلام إلا الحكم بما أنزل الله ؛ فما الذي كفَّره هذا ؟

السائل : ... أنُّو الإنسان قد يقصِّر ... يقتل ... هذه الأحكام ... .

الشيخ : معليش ، أنت الأشياء البديهية بالنسبة لي لا تحدثني عنها ، حدِّثني بشيء اللي هو نقطة خلاف ؛ قل لي ما الذي كفَّر هذا الإنسان الذي أنت وصفْتَه بأنه يؤدي كل الإسلام إلا أنه لا يحكم بما أنزل الله ؟ ما الذي كفَّره ؟

السائل : ... .

الشيخ : لا ، أنه لا يحكم ؟ وممَّا حكم الله الصلاة ؛ فلماذا لا تكفِّر تارك الصلاة ؟

السائل : أنا لا أكفِّر حتى ... .

الشيخ : لا تعيد عليَّ - بارك الله فيك - حتى ما يضيع علينا الوقت ، أنا عم أقول لك : لماذا لا تكفِّره ؟ تعود أنت تقول : لا أكفِّره ، ماذا أستفيد أنا من إعادة الأسلوب هذا السلب تقول : لا أكفِّره ؟ أنا فهمت أنك ما تكفِّره ، أطلب منك لماذا لا تكفِّره وهو قد أنكر حكمًا مما حَكَمَ الله به ؟

السائل : إذا أنكر حكم أكفِّره ، لكن تقول لي : لعله لا ينكر .

الشيخ : جميل ، وكذلك الذي يحكم بغير ما أنزل الله قلت لك : لا ينكر ، وإنما يتَّبع هواه .

السائل : فقط في ... .

الشيخ : تفضل .

السائل : القضية أنُّو الأحكام إذا قصَّر بها ، شايف ؟ لا يُعتبر مكفِّر ، لكن في العقيدة اللي هي أخصُّ خصائصها الاحتكام إلى شريعة الله في قليل أو كثير هذه اللي على أساسها قد يكفر أو ... .

الشيخ : إذًا جوابك خطأ على سؤالي ، أنا قلت لك : رجل لا يحكم بما أنزل الله اتِّباعًا لهواه ، معترف أنُّو هذا شرع الله ، وهذا الذي ينبغي أن يُحكَّم في الأرض حتى يسود الأمان والسلام و وإلى آخره ، لكن يتَّبع هواه ، فأنت قلت : هذا كافر .

السائل : ... ؟

الشيخ : نعم .

السائل : يعني كيف يتَّبع هواه ، يعني يحب الحرام ... على مزاجه ؟

الشيخ : يعني ح أضرب لك مثال ، مو على مزاجه ، اتِّباع هواه يا أخي ، الرجل الذي قلت أنه يسرق ويعلم أن السرقة حرام أما اتَّبع هواه ؟

السائل : اتبع هواه .

الشيخ : طيب ، فهل كفر ؟

السائل : في الحديث اللي ... .

الشيخ : هل كفر ؟

السائل : ... بالحديث .

الشيخ : لا ، أخي ، جاوبني بعدين الحديث - بارك الله فيك - ، أعطيني شو رأيك أنت بعدين الحديث . أنا أقول نفس الكلام اللي قلت أنت ؛ الرجل الذي سرق ما كفَّرته .

السائل : لكن في تلك الحالة التي يسرق فيها .

الشيخ : أخي ، ما لنا بالتفاصيل ؛ لأنُّو ما بدنا نخرج عن نقطة البحث . هذا التارك للصلاة كفَّرته ؟ التارك للصلاة ، إي نعم ، والسارق كفَّرته ؟ ما كفَّرته .

طيب .

السائل : ما تكفِّره ، أنا أقول لك كلمة ... .

الشيخ : نعم نعم ، أبني على هذا ، إذا سمحت ، أبني على هذا .

التارك للصلاة أليس متَّبعًا لهواه ؟

السائل : ... .

الشيخ : والسارق لأموال الناس ويأكلها بالباطل أليس متَّبعًا لهواه ؟

السائل : متبع لهواه .

الشيخ : إذًا اتباع الهوى مجرَّد اتباع الهوى والعمل بخلاف ما أمَرَه الله هذا وحده لا ينهض لتكفير المتَّبع لهواه ، صحيح ؟

السائل : إي .

الشيخ : طيب ، فأنا افترضت لك صورة أنُّو حاكم يحكم ويعلم بأنه يحكم بغير ما أنزل الله ، لكن هو في ذلك ليس منكرًا للحكم بما أنزل الله ، وإنما هو متَّبع لهواه كما هو الشأن في التارك للصلاة وفي السارق ؛ فما الذي جعل متَّبع هواه في الحكم بغير ما أنزل الله كافرًا ولم يجعل كافرًا متَّبع هواه في السرق وترك الصلاة وما شابه ذلك من المعاصي والواجبات التي يتركها ؟ ما الذي فرَّقَ بين هذا وهذا ؟

السائل : الذي جعله ... أن الإنسان لما يُطلب منه أن يكون مسلم لا يُطلب منه أن يكون ملائكة ، يقع في الخطأ ويخطئ ، لكن حتى في المعصية اللي يعصي فيها الله - سبحانه وتعالى - يتحاكم إلى شريعة الله .

الشيخ : هذه حَيْدة يا أستاذ ، هذا حَيْدة عن السؤال ، أنا أقول : ما الذي جعل الذي يحكم بغير ما أنزل الله متَّبعًا لهواه لا منكرًا لحكم الله ؛ ما الذي جعله كافرًا ؟ أنا ما أسألك أن تبرِّر لي لماذا هذا لم يكفر وهذا لم يكفر ؟ تارك الصلاة والسارق ، ما أسألك عن هذا ، أسألك عن نقطة الخلاف : ما الذي جعل تارك الحكم بما أنزل الله لا منكرًا لما أنزل الله ، وإنما متَّبعًا لهواه ؛ ما الذي جعله كافرًا ؟ فأنت أرجو أن تدندن حول هذا ، ما تقول لي أنُّو الإنسان مو ملك فما يعصي الله ؛ لأن هذا شيء مفروغ منه متفقين عليه ، لكن قل لي ما الذي جعل الذي يحكم بغير ما أنزل الله متَّبعًا لهواه ما الذي جعله كافرًا ؟

السائل : بدلالة ... أن الناس لماذا يحيدوا دائمًا عن الإسلام إلا أهواؤهم ؟ ... يحيد عن الإسلام .

الشيخ : كذلك تارك الصلاة شو اللي يجعله يحيد عن الصلاة إلا هواه ؟ فإذًا أنت تريد أن تقول أن كل تارك لكل شيء ... للإسلام فهو متَّبع لهواه فهو كافر ... بهذا ، فأنا أدندن وأطلب منك بيان الفرق شو الحد الفاصل بين العمل الذي إذا تركه الإنسان ممَّا فرضه الله عليه يكون كافر وبين عمل إذا تركه يكون غير كافر ؟ شو الحد الفاصل يعني ؟

السائل : الحد الفاصل أن تكون شريعة الله محكَّمة .

الشيخ : عم أسألك عن الشخص ما عم أسألك عن شريعة الله ، الشخص هذا يكفر وهذا لا يكفر ؛ ما هو الحد الفاصل ؟

السائل : يعني ... أنُّو إنسان موجود في الأرض لكن هناك مجتمع إسلامي موجود لوحده ، ليش ... تجي تقول أنُّو أخذنا الحاكم ، أخذت لي الحاكم ... الحاكم لا يحكم بما أنزل الله يتَّبع هواه ؛ لذلك هذا لا يخرج من الإسلام لأنه يتَّبع هواه .

الشيخ : أنا ما قلت : لا يخرج أو يخرج ، أنا لسا ما أعطيتك رأيي ، أنا أسألك لك : شو الفرق بين هذا وهذا ؟ ... الفرق ، يعني أنت الآن متناقض أشد التناقض ، إنسان يترك حكمًا مما أمر الله به فليس كافرًا ، وإنسان آخر يترك حكمًا مما أمر الله به فهو كافر ، ما هو الحد الفاصل عندك بين هذا وهذا ؟ أنا ما أعطيتك رأيي ، إن شئت أنا أعطيك رأيي .

السائل : الحد الفاصل عندما يترك حكم ... عليه ، لكن لا يُكفَّر به .

الشيخ : طيب ، أنت عم تكفِّره .

السائل : ... ؟

الشيخ : عم تكفِّر مو بس الحكَّام ؛ الذين يعيشون تحت سلطة هؤلاء الحكام ، شو الدليل على تكفير هؤلاء الناس ؟

السائل : النقطة نفسها أنُّو لما الإنسان يعني يقصِّر في أيِّ حكم من الأحكام يُحاسب عليه .

الشيخ : مين يحاسب ؟

السائل : يحاسبه عليه الشريعة الإسلامية الموجودة .

الشيخ : طيب ، الشريعة هلق مو محكَّمة ... حلقة مفرغة لا أول لها ولا نهاية .

السائل : الشريعة ... .

الشيخ : عم تقول : الشريعة ، مين اللي يطبِّق الشريعة ؟

السائل : الشريعة ليست ... ما موقفهم إيجاد شريعة ليست موجودة ، هذا الذي ... أنُّو الناس ابتُلوا بشريعة لم يأذَنْ بها الله ، وهم يريدوا أن يكونوا مسلمين ، فالشيء الذي يُدخِلُهم بالإسلام أنُّو أن يعملوا ليقيموا التجمُّع ... هذا التجمُّع الموجود وتقوم أحكامه على نظام الإسلام .

الشيخ : إي ، وكل الطوائف الإسلامية والأحزاب الإسلامية تعمل لهذا .

السائل : لكن لم تفاصل قومَها على هذا الحق .

الشيخ : هذه المفاصلة هذه هو الدليل القاطع في الموضوع ، فكونه لا تفاصل صار كفر ؟ هذا عمل ، وهذا أسوأ ما يُقال فيه أنه إثم وحرام وإلى آخره ، فهذا جعلته كفرًا ؟

السائل : ... على الحق ؛ فلماذا لا تفاصل الناس ؟

الشيخ : لأنها تتَّبع هواها .

السائل : ... .

الشيخ : كيف ما في هوى ؟

السائل : المسألة ، المسألة أنُّو هذا منهاج للعقيدة ، هذا منهاج العقيدة ، العقيدة عندما تأخذها أي حركة من القرآن طريقة تبليغ هذه العقيدة للناس يجب أن ... يعني ليس لها أن تغيِّر ؛ وإذا غيَّرت فقد أشركت ؛ لأن هذه عقيدة ، يعني ليست أحكام خاصَّة بالفئة وإنما عقيدة ، كما تأخذ بالعقيدة تأخذ بمنهاج التبليغ .

الشيخ : ... يعني تنتقل من نقطة إلى أخرى . طيب ، تسمح لي أنا أقول لك شيء إيش رأيك حوله ؟

نحن الذي فهمناه من الإسلام أن الكفر ينقسم إلى قسمين :

كفر اعتقادي وكفر عملي ، والكفر الاعتقادي هو الذي يُكفَّر به صاحبه ، يعني العمل هنا عمل قلبي وليس عمل جوارح ، والكفر =



= العملي هو الذي لا يكفر به صاحبه ، وإنما يُفسَّق .

فأنا - مثلًا - أفرِّق بين إنسان ينكر الصلاة ويقول : هذه شُرعت لناس بدو عرب ... إلى آخره ، والآن المدنية العلوم والنظافة وإلى آخره ما في حاجة للصلاة ؛ هذا كفر اعتقادي ، فهذا لا شك في خروجه من الدين . كذلك إنسان يقول : شريعة الله كانت صالحة وتُطبَّق في زمان مضى ، أما اليوم فليست صالحة للتطبيق ، فهذا كذاك كافر بلا شك ولا ريب .

إذا رجعنا للأول نأخذ مثال ثاني : آخر لا يصلي ، ليش ما تصلي ؟ يقول لك : الله يتوب علينا ، الشيطان والهوى والشغل و و وإلى آخره يجيب لك تعاليل مادية خالصة ، تفهم منها أن الرجل معترف بشرعية الصلاة ، ولكن متَّبع لهواه ، لا يجاهد في سبيل الله في سبيل أن يجاهد هواه ، فيتفرَّغ شوية من العمل الدنيوي ، ويتوضأ ويصلي ولو أربع ركعات أو ثلاث ركعات أو ركعتين ؛ هذا ما نحكم عليه بالكفر والردة لأنُّو اعترف بحكم الله في الصلاة ، وفي الوقت نفسه اعترف بأنه مخطئ في تركه للصلاة ، ويقول في قرارة قلبه بل وفي التحدث مع الناس الذين يذكِّرونه : الله يتوب علينا ... هذا لا يُكفَّر ؛ بالرغم أنُّو هو يستوي مع ذاك في أن كلًّا منهما لا يصلي ، لكن نحن فرَّقنا بين الأول وكفَّرناه ، وبين الآخر فما كفَّرناه .

السائل : لأنُّو ... كفر .

الشيخ : ليش ؟ شو المستند تبعنا في التفريق ؟ هو هذا الذي كنت أنا أسألك عنه ؛ هو أن هذا قلبيًّا مؤمن ، عمليًّا فاسق تارك للصلاة ، ذاك قلبيًّا كافر منكر لشريعة الله التي منها الصلاة .

أظن المثالين واضحين هنا ؛ أليس كذلك ؟ وما عندك شك وريب في هذا .

نرجع الآن لإنسان يحكم بغير ما أنزل الله ؛ هذا - أيضًا - نتصوَّر فيه نفس الصورتين السابقتين في تارك الصلاة ، فإما هو معترف بأنَّ شرعَ الله هو الذي ينبغي أن يحكم وإما أنه منكر ؛ فإن أنكر فشأنه شأن منكر الصلاة ، وإن أقرَّ ولا يحكم بما أنزل الله فشأنه شأن مقر بفرضية الصلاة ولكنه تارك للقيام بالصلاة ؛ فإذًا لازم دائمًا نتصوَّر في ذهننا حاكمين كلاهما لا يحكم بما أنزل الله ، لكن أحدهما يقرُّ بأن الحكم بما أنزل الله هو الواجب وهو المفروض ، فهو مسلم لكنه فاسق ، بسبب إيش ؟ تركه للحكم بما أنزل الله عمليًّا ، كالتارك للصلاة المعترف بها .

السائل : ولا يجب الخروج عليه !!

الشيخ : هيك هلق بدنا نبحث ، خلينا ننتهي من النقطة الأولى بارك الله فيك ، يجوز الخروج عليه ما يجوز الخروج عليه هذا بحث ثاني ، قد نتفق وقد نختلف ؛ شو يهمنا هلق ؟ بدنا ننتهي من النقطة الأساسية في الموضوع .

فهذا الحاكم نوعان إذًا ؛ أحدهما يقر بأنُّو حكم الله هو الذي يجب أن يحكم في الأرض ، هو فعلًا لا يحكم ، فهو كافر مرتد عن دينه ؟ لا ، كيف وهو يعترف أنُّو هذا حكم الله وهذا هو الذي يجب أن يحكم ويسود ؟ فنحن نقول عنه : هذا فاسق وليس بكافر ؛ لأنه ما أنكر شيئًا من الدين إطلاقًا ، أما الآخر الذي يقول أنُّو هذا الإسلام كان صالحًا فيما مضى من الزمان واليوم غير صالح ؛ فهذا مرتد عن دينه .

بيانًا لهذه الحقيقة التي تظهر في موضوع تارك الحكم بما أنزل الله فجعلنا منه قسمين ، وفي موضوع تارك الصلاة فجعلنا منه قسمين ؛ هذا هو الذي استفدناه من ترجمان القرآن عبد الله بن عباس حينما فسر قول الله - تبارك وتعالى - : (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )) فقال : " كفر دون كفر " . مثاله : ما قدَّمنا لك ، إنسان يحكم بغير ما أنزل الله ويقول لك : بلا الله وبلا الرسول ، هذا هو الكفر الذي ليس بعده كفر . إنسان ثاني يحكم بغير ما أنزل الله لكن يقول : أتمنى أن يُحكَّم هذا الدين ويكون هو النظام ... السائد لكن قاتل الله الهوى والنفس والشيطان وإلى آخره ؛ فهذا كفر دون كفر ، هذا كلام ابن عباس .

فأيُّ مسلم إذا كان لا يسلك هذا التفصيل فهو في الحقيقة يدري أو لا يدري فيُلحق بالخوارج الذين يكفِّرون المسلم يشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله ، ويفعل كل ما أمر الله لكن أخلَّ بشيء ، وأنت نفسك أحسَسْت أن شو ملك هو لحتَّى نتصور فيه الكمال في كل شيء . طيب ، إذ الامر كذلك وهذا هو حكم الله في الأرض أنُّو الإنسان لا يُكفَّر إلا بإنكاره ما دخل فيه ، لا يُكفَّر بتركه ما تبنَّاه واعتقده ، فإذا عرفت هذا التفصيل ورجعت إلى بعض الأمثلة التي أنت ذكرتَها في تضاعيف كلامك تقول - مثلًا - ، هو يقول يعتقد أنُّو لازم شريعة الله تكون الحاكمة ، لكن إيش ؟ يُشايع الحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله ، هذا فعل ، فعل أسوأ أحواله تقول أنُّو فسق ، أما أنُّو كفر ردة عن الدين ؛ ما أنكر شيء بقلبه هذا الإنسان لحتى تحكم عليه بأنه كافر ، وإذا كان إنسان لا يعتقد هذا البيان وهذا التفصيل فهو نفسه كافر عند نفسه ، لأنُّو ما يأتي بحجة على إنسان غيره أنه كافر والحجة أنُّو هو لا يعمل بالإسلام أو بالأحرى ببعض الإسلام ؛ فسيكون نفس المكفِّر واقع بنفس ما ينسبه إلى غيره ، بل لعله تكون القضية كما قيل في المثل العربي القديم : " رمتني بدائها وانسلَّت " ، ذاك لا يكفِّر غيره ، لكن أنت - لا سمح الله - عم تكفِّره ، ليش عم تكفره ؟ لأنُّو تارك العمل ببعض الإسلام ، طيب ، فهل أنا ولَّا أنت ولا أحسن منَّا هو عالم بكلِّ الإسلام ؟ قلتها أنت سلفًا ؛ لا ، هذا ما أتصوَّر ؛ لأنُّو مو ملك هو .

إذًا يا أخ بدنا ضابطة بدنا قاعدة نعرف بها ما الذي يكفر ممَّن لا يكفر ، الضابطة والقاعدة هو : الإيمان الذي استقرَّ في القلب أو ضده ، فإذا حلَّ وتمكَّن في القلب إنكار شيء كما قلت أنت في تضاعيف كلامك في مناسبة أخرى مما عُلِمَ من الدين من الضرورة هذا كافر ؛ لأنُّو شيء قلبي ، لكن اعترف قلبيًّا بهذا الذي شرع الله لكن عمليًّا اتَّبع هواه ، فهذا لا يجوز تكفيره ، وإن كُفِّر هذا فلا على وجه الأرض مسلم إطلاقًا .

ولتوضيح الأمر الأول وهو الحاكم بغير ما أنزل الله نضرب مثال بسيط ؛ قاضي يحكم بالشرع الإسلامي ، جاء إليه متخاصمان ففَهِمَ الخصومة بينهما وعرف أن الحقَّ مع رقم واحد ، والباطل مع رقم اثنين ، رقم اثنين رشاه برشوة ، فأعطى الحق الذي هو لرقم واحد لرقم اثنين ، هذا حكم بغير ما أنزل الله ولَّا لا ؟

السائل : بلى .

الشيخ : نعم ؟

السائل : بلى .

الشيخ : هذه حَيْدة ، هذه حَيْدة وما أكثر ما تحيد ، ولا أدري لِمَ تحيد ؟ هذا حَكَمَ بغير ما أنزل الله أم بما أنزل الله ؟

السائل : ... .

الشيخ : هل كفَّروا الحجَّاج ؟

السائل : الحجَّاج ... حكم بما أنزل الله .

الشيخ : أجب عن سؤالي ... .

سائل آخر : حكم بما أنزل الله ولَّا ما حكم ؟

السائل : الواحد منهم على هذا الأساس يكفِّر كل واحد ... .

سائل آخر : ... يقول لك : حكم ولَّا ما حكم ؟

السائل : ما حكم .

سائل آخر : هادا اللي بدو ياه ... .

الشيخ : أنا عم أسألك سؤال : حكم بغير ما أنزل الله ولَّا حكم بما أنزل الله ؟ تقول لي : غلط .

أخي ، تفضل بالجواب ؛ حكم بما أنزل الله أم بغير ما أنزل الله ؟

السائل : ما حكم .

الشيخ : طيب ، هذا هو الجواب .

السائل : لكن هذا الكلام ... .

الشيخ : بس يا أخي بس ، بارك الله فيك ، حكم بغير ما أنزل الله ؛ أليس كذلك ؟

السائل : طيب .

الشيخ : طيب ، ربنا شو قال ؟

السائل : (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ )) .

الشيخ : (( فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )) ، هذا كافر ؟

سائل آخر : طبعًا لا .

السائل : هذا لا أعتبره كافر ؛ لأنُّو الإسلام مو مطبَّق يعني ، ظاهر العمل تبعه هذا السر اللي أنا بدي أوصلك لك ياه .

الشيخ : هذا السر يلي ما قلت لنا إياه بعد ، قل لي : هذا كفر ؟

السائل : لا ، ما كفر .

الشيخ : مع أنه حكم بغير ما أنزل الله !

السائل : ما كفر .

الشيخ : مع أنه حكم بغير ما أنزل الله !

السائل : لا ، لكن هو .

الشيخ : شلون لا ؟

السائل : هو الشريعة المطبَّقة ... .

الشيخ : كيف لا يا أخي ؟ كلامك عم يتسجَّل ، أنت عم تتناقض الآن ، أنا عم أقول لك : مع أنه حكم بغير ما أنزل الله ؛ تقول لي : لا . نفي النفي في عرف العلماء إثبات ، إذا واحد قال لك : فلان لا يكذب ؛ قلت له : لا ؛ شو معناها ؟

السائل : ... .

الشيخ : نفي النفي إثبات ، هذا حكم بغير ما أنزل الله ؛ أليس كذلك ؟ كيف عرفت ؟

السائل : كيف عرفت ؟ مسألة قلبية هَيْ .

الشيخ : شفناه أعطى الحق للمبطل ، سبحان الله ! هو ضربنا لك مثال واضح ، يعني رجل غَصَبَ أرضًا من إنسان ، وهذا المغصوب أرضه راح اشتكى عند القاضي الشرعي ، فحكم القاضي الشرعي وهو يعلم بالأرض للغاصب ، لرشوة لجاه لخوف لـ لـ لأيِّ سبب من أسباب الدنيا ، حكم الأرض للمبطل الغاصب ، هذا اتفقنا أنه حكم بغير ما أنزل الله ؛ أليس كذلك ؟

السائل : لكن الظاهر ... .

الشيخ : ما يجاوب !!

السائل : بدي أسألك لحتى أجاوبك .

الشيخ : ما في حاجة تسألني عن اللمبة شاعلة ولَّا لا ، البدهيات - يا أستاذ - السؤال عنها عبث .

السائل : ... .

الشيخ : شو مشكل عليك ؟ إنسان أنا اغتصبتُ أرضه ، وإجينا لعند القاضي الشَّيخ أحمد يحكم بما أنزل الله ، فخاف مني أو ارتشى مني أو أي شبب آخر ؛ فحكم بأن الأرض لي ، وهي في حقيقة الأمر لك وهو يعلم ذلك ، فهذا حكم بغير ما أنزل الله ولَّا لا ؟ ... .

السائل : أنا لا أحكم به ليه ؟

الشيخ : لا تحكم به إيش ؟

السائل : الظاهر أنه حكم بالإسلام ، لكن إن حاد عن الإسلام لسبب من الأسباب أنا ما أكفِّره ، لكن أنا لما إجيت وتحاكمت له أعرف أنُّو يحكم بالإسلام ... .

سائل آخر : كمشته أنُّو ما حكم بالإسلام !

الشيخ : شو رأيك تسمِّعه كلامه ؟

سائل آخر : كمشته أنُّو ما حكم بالإسلام !

الشيخ : خليه يشعر أنُّو ... .

مواضيع متعلقة