الفرق بين السلفيين الذين ينتمون إلى العمل بالكتاب والسنة على منهج السلف الصالح - رضي الله عنهم - ، وبين سائر المسلمين الذين ينتمون إلى العمل بمذهب من المذاهب الأربعة المتَّبعة عندهم . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الفرق بين السلفيين الذين ينتمون إلى العمل بالكتاب والسنة على منهج السلف الصالح - رضي الله عنهم - ، وبين سائر المسلمين الذين ينتمون إلى العمل بمذهب من المذاهب الأربعة المتَّبعة عندهم .
A-
A=
A+
الشيخ : ... الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضلَّ له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمَّدًا عبده ورسوله ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) ، (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )) ، أما بعد :

فإنَّ خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ، وبعد :

فكثيرًا ما أُسأل من بعض أفراد المسلمين عن الفرق بيننا نحن معشر المسلمين السلفيين الذين ينتمون إلى العمل بالكتاب والسنة على منهج السلف الصالح - رضي الله عنهم - ، وبين سائر المسلمين الذين ينتمون إلى العمل بمذهب من المذاهب الأربعة المتَّبعة عندهم ، فبدا لي في هذه الليلة أن تكون كلمتي ومحاضرتي جوابًا عن مثل هذا السؤال الذي يتردَّد على ألسنة كثير من الناس ، ويجول في صدور أكثر منهم ؛ فجوابًا على ذلك أقول :

لا شك أن المسلمين عددهم في هذا العصر الحاضر يبلغ قرابة ثمان مئة مليون مسلم على وجه الأرض ، ولا شك - أيضًا - أن المسلم هو كلُّ مَن شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، وأقام الصلاة إلى آخر بقية الأركان الخمسة من الإسلام ، هذا هو الإسلام ؛ فكل من نطق بالشهادتين وقام بحقِّهما فهو مسلم له ما لنا وعليه ما علينا . لكنَّ الكثيرين من هؤلاء المسلمين يجهلون أن حقيقة الإسلام ليست هذه الحقيقة قائمة على مجرَّد التلفظ بالكلمة الطَّيِّبة لا إله إلا الله ، وتمامها محمد رسول الله ؛ يجهلون أن حقيقة الإسلام ليست هي مجرَّد النطق بهذه الشهادة الطَّيِّبة ، بل الحقيقة قائمة على أمرين اثنين :

الأمر الأول : الفهم الصحيح لهذه الشهادة والتي تليها ؛ لأن كلمةً ينطق بها صاحبها لا يعرف معناها فهي لا تكاد تفيده شيئًا مذكورًا . نعم قد تفيده تلك الكلمة في هذه الدار الفانية العاجلة ؛ ذلك بأن يصون بها نفسه وماله وعرضه كما نصَّ على ذلك رسول الله - صلوات الله وسلامه عليه - في الحديث المشهور الصحيح المخرَّج في " صحيح البخاري ومسلم " وغيرهما من حديث المغيرة وأنس بن مالك وغيرهما عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال : ( أُمِرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ؛ فإذا قالوها - أي : تلفَّظوا بها - فقد عصموا منِّي دماءهم وأموالهم ، وحسابهم على الله ) ، فهذا الحديث صريح الدلالة على أن هذه الشهادة إذا ما تلفَّظ بها صاحبها عَصَمَتْ نفسه ودمه وماله ، أي : إن أحكام الإسلام ... .

... حديث في الصحيح حينما التقى مسلمٌ ومشركٌ في ساحة المعركة ، فلما شعر أو رأى ذلك المشرك بأنه ليس بينه وبين الموت إلا قيد شعرة قال : لا إله إلا الله ؛ فما عَبَأَ بذلك المسلم ، ولا اعتدَّ بهذه الكلمة شيئًا ، فأتمَّ ضربة السيف عليه ، فقضى ذلك المشركُ نحبَه ، فلما بلغَ هذا الخبرُ رسولَ الله - صلى الله عليه وآله وسلم - غضب غضبًا شديدًا ، وأرسل بين ذلك المسلم الذي قتل ذلك المشرك فأنكر عليه قتلَه إياه ، وقال له : ( كيف أنت وشهادة لا إله إلا الله ؟! ) . قال ذلك الرجل : والله - يا رسول الله - ما قالها إلا خوفًا من القتل . فقال له - عليه الصلاة والسلام - : ( هلَّا شَقَقْت عن قلبه ؟! ) . هذا تكليف بما لا يُطاق ؛ أي : إنك لا تستطيع أن تشقَّ عمَّا في قلبه لتعرف أنه حقيقةً قال : لا إله إلا الله ؛ ليتخلَّص من ضربة سيفك ؛ هذا ليس بالإمكان ، فكأن الرسول - عليه السلام - يقول لذلك الرجل : كان عليك أن لا تُتِمَّ هويَّ السيف على ذلك الرجل ، بل أن ترفع السيف عنه مجرَّد أن سمعت منه : لا إله إلا الله ؛ لأن من شرعي أن مَن قال : لا إله إلا الله ؛ فقد عصم مني نفسه وماله ودمه إلا بحقِّها وحسابه على الله .

هذا هو الإسلام ، فالتلفظ إذًا بالإسلام يفيده بالدنيا ، أما في الآخرة فيجب أن ينضمَّ إلى هذا التلفظ أمران آخران مهمان جدًّا ، فإذا تحقق في كلِّ مَن تلفَّظ بالشهادة وبالكلمة الطَّيِّبة فأولئك هم المفلحون ، وهم الناجون يوم القيامة من الدخول في النار إما مطلقًا ، وإما على الأقل الدخول فيها إلى الأبد ، فَمَن قال : لا إله إلا الله - كما جاء في الحديث الصحيح - : ( مَن قال : لا إله إلا الله نَفَعَتْه يومًا من دهره ) ، ( من قال : لا إله إلا الله ) أي : فاهمًا فهمًا صحيحًا ومؤمنًا بذلك فتنفعه يومًا من دهره ؛ إما أن يدخل الجنة بدون عذاب ، وإما إذا كان آثمًا وجانيًا على نفسه بارتكاب بعض المعاصي دخل النار لِيُعذَّب بقدر ما اجترح من تلك المعاصي ، ثم تُنجيه شهادة أن لا إله إلا الله ؛ فهذا معنى قول الرسول - عليه السلام - : ( مَن قال : لا إله إلا الله ؛ نَفَعَتْه يومًا من دهره ) يعني في الآخرة ؛ فما هما الأمران المهمان والمهمان جدًّا في التلفظ بالشهادة ليكون ناجحًا بها يوم الآخرة ؟

الأمر الأول : هو المعرفة والفهم الصحيح لهذه الكلمة .

أما الفائدة العاجلة في الدنيا لو قال رجل أعجمي لا يفقه شيئًا من اللغة العربية ، وإنما قيل له : قل : لا إله إلا الله ، فقالها ؛ فقد عصم بها نفسه كما ذكرنا ، أما النجاة في الآخرة فلا بد من أن ينضمَّ مع الشهادة مع التلفظ بها أمران اثنان :

الأمر الأول : المعرفة ؛ الفهم الصحيح لهذه الكلمة الطَّيِّبة .

والأمر الآخر : الإيمان والتصديق الجازم بهذا الفهم الصحيح لهذه الكلمة الطَّيِّبة ، فإذا فَهِمَها فهمًا صحيحًا وآمن بها جازمًا جزمًا من قلبه صادقًا فهو الذي تفيده هذه الكلمة يومًا من دهره . أما الذي يتلفَّظ بها ولا يدري معناها فضلًا عن أنه لم يؤمن بها ؛ لأن الإيمان بالشيء فرع المعرفة به ، ولا يمكن الإيمان الذي هو التصديق الجازم بشيء ما إلا إذا فَهِمَه على حقيقة أمره وواقعه .

فهذا الذي يتلفَّظ دون فَهْم ، وبالتالي دون إيمان بهذا الذي تلفَّظ به ؛ فمثاله مثال ذلك الرجل المنافق الذي جاء ذكره في " صحيح البخاري " من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - فيما أذكر : أن المؤمن إذا مات ودُفِنَ في قبره فإذا سُئل عن ربِّه وعن نبيِّه أجاب جوابًا صحيحًا ، أما الكافر أو المنافق ؛ فإذا قيل له : ماذا تقول في هذا الرجل ؟ يشير السَّائل في القبر وهو منكر أو نكير ملكان كريمان يأتيان كل من يُدفن في القبر ، فيسألانه عن ربِّه عن نبيِّه عن دينه ، فإذا قيل للمنافق الذي لا يفقه ما يقول : ما تقول في هذا الرجل - يعني في محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم - ؟ فيقول - الشاهد هنا - : سمعت الناس يقولون قولًا فقلتُه : رسول الله ، هو رسول الله ، لكن إيش معنى رسول الله ؟ وما حقيقة هذا اللفظ الذي شَهِدَ به ؟ هل خرج من قلبه إلى لسانه أم هو لم يتجاوز اللفظ إلى القلب ؟ هذا شأن المنافق ، يقول صراحةً ، لا تعطِ ، أيوا ، يقول صراحةً سمعت الناس يقولون : محمد رسول الله فقلت كقولهم ؛ أي : دون أن أعرف ودون أن أؤمن حقًّا بما يقول هؤلاء الناس .

من هنا يتبيَّن أن من الأمر الأهم الذي لا أهَمَّ بعده هو أن يعرف المسلم قبل كل شيء معنى لا إله إلا الله ، ويقرن مع هذه المعرفة الإيمان والتصديق الجازم .

فما معنى هذه الشهادة ؟

معناها بإيجاز : لا إله إلا الله ؛ أي : لا معبود بحقٍّ في الوجود إلا الله - تبارك وتعالى - ، وكلمة بحق على بساطتها وعلى قلَّة لفظها هي الحَكَم الفصل بين الفهم الصحيح لهذه الكلمة الطَّيِّبة ، وبين الفهم غير الصحيح ، ومما يُؤسف له أننا نسمع بل ونقرأ في رسائل تُطبع في هذا الزمن في تفسير هذه الكلمة الطَّيِّبة بدون ذكر هذا الحَكَم الفصل ، فيقولون : لا إله إلا الله ؛ أي : لا معبود إلا الله ، وفرق كبير جدًّا بين القول في فَهْم الآية وتفسيرها في فَهْم الـ ، في آية - أيضًا - في فهم هذه الشهادة وتفسيرها بلا معبود إلا الله ، وبين لا معبود بحقٍّ إلا الله ؛ ففرق بين التفسيرين كالفرق ما بين السماء والأرض .

ذلك لأن التفسير الأول القاصر : لا معبود إلا الله ؛ هذا توحيد أهل الوحدة القائلين بأنه ليس هناك خالق ومخلوق ، وإنما هو شيء واحد ، لا معبود إلا الله : معناه كما جاء في بعض كتب الصوفية = -- الكباية ... بس ، بدي ماء معدل -- = كما جاء في بعض كتب الصوفية : " كل ما تراه بعينك فهو الله " ؛ إذًا لا معبود إلا الله فكلُّ ما تراه فهو معبود ؛ لأنه هو الله ، ولهم فلسفة طويلة خطيرة جدًّا ؛ إنهم يقولون : إن التوحيد الخالص هو ألَّا تقول : اثنان ؛ يعني خالق ومخلوق ؛ فهذا شرك ، وإنما أن تقول : لا هو إلا هو !! أي : لا شيء في هذه الدنيا إلا هو ؛ وهو الله ، وهذا تفسيره بقولهم : كل ما تراه بعينك فهو الله . وقال آخر : " لما عبد المجوس النار ما عبدوا إلا الواحد القهار " ، فإذا ضَمَمْنا هذه الكلمات الكافرة الصريحة في الكفر إلى ذلك التفسير القاصر للكلمة الطَّيِّبة لا معبود إلا الله التقى هذا التفسير مع ذلك الكفر الصريح المفرود في عبارات متنوعة مؤدَّاها شيء واحد ؛ وهو أن لا هو إلا هو ، أن لا شيء إلا الله ؛ فكلُّ ما تراه بعينك فهو الله .

فردًّا على ذاك التفسير القاصر ، وإبطالًا لذلك الكفر الصريح لا بد من وضع ذلك القيد ، لا بد من أن نقول : لا معبود بحقٍّ ؛ فهذا القيد " بحقٍّ " يثبت الحقيقة الواقعة ؛ وهو أن هناك معبودات كثيرة ، ولكنها معبودات بالباطل ، وأن هناك معبودًا بالحقِّ واحد لا شريك له وهو الله - تبارك وتعالى - . فهذا أول الفهم الصحيح لهذه الكلمة الطَّيِّبة وهو الأمر الأول الذي يجب أن يتحقَّق لتفيده هذه الشهادة يوم الآخرة ؛ (( يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ )) ، سليم من كل شيء ، وبخاصَّة سليم من الشرك والكفر ، وإلا إذا جاء سليمًا من كل شيء ؛ فأخلاقه حسنة ، وأعماله صالحة ، ولكنه لم يأتِ سليمًا من الشرك والكفر فما ينفعه كل ذلك من الخلق الحسن والعمل الصالح شيئًا أبدًا ؛ ذلك لقول الله - تبارك وتعالى - : (( وَقَدِمْنَا )) هذا في حق المشركين الكافرين ، (( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا )) .

أما هذا القيد لا معبود بحقٍّ في الوجود إلا الله فهذا التفسير الموجز له تفسير مفصَّل ، وهذا التفسير المفصَّل تحقيقه في كتب معروفة بكتب التوحيد تعالج تفصيل هذه الكلمة تفصيلًا لا يدع لأحد مقالًا ، وخلاصة ذلك ، وأشير فقط إشارة عابرة ؛ لأن موضوعي بيان الفرق كما قلت لكم في مطلع هذه الكلمة بين المسلمين السلفيين وبين المسلمين الآخرين ، لا إله إلا الله ؛ فكلمة لا إله إلا الله مع تفسيرها الصحيح السابق الذكر - أي : لا معبود بحقٍّ في الوجود إلا الله - في فهم ثلاثة أنواع من التوحيد : توحيد الربوبية ، توحيد الألوهية أو العبادة ، وتوحيد الصفات ، فمن وحَّد الله في ذاته ، ووحَّده في عبادته ، ووحَّده في أسمائه وصفاته ؛ فذلك الذي فَهِمَ المعنى والتفسير الصحيح لهذه الكلمة الطَّيِّبة لا إله إلا الله .

ثم ماذا بعد ذلك ؟ بَقِيَ الأمر الآخر ؛ ألا وهو الإيمان ، والإيمان كما هو معلوم لدى جميع العلماء هو التصديق الجازم الذي لا يخالجه شكٌّ ولا ريب ، ولو ما يساوي جناح ذبابة ، الإيمان إذا داخَلَه شكٌّ لم يُفِدْ صاحبه شيئًا ؛ إذًا مَن فَهِمَ شهادة أن لا إله إلا الله بالفهم الصحيح السابق الذكر ولو إجمالًا ، وطبَّقه تفصيلًا في حياته ، وآمَنَ بذلك إيمانًا جازمًا لا ريب فيه ؛ فهو المؤمن الذي ينجو من الخلود في النار على الأقل إن لم يعصِمْه الله - تبارك وتعالى - من الدخول دخول النار مطلقًا بفضله وكرمه .

فإذا فهمتم أن المعرفة شرط للنجاة بهذه الشهادة ، ومع المعرفة الإيمان فقد ظهر لكم أن المعرفة شيء والإيمان شيء آخر ، وهذه نقطة خَفِيَت على كثير من الفلاسفة الإسلاميين السابقين ، ونقول : الفلاسفة الإسلاميين باعتبار أنهم كانوا مسلمين ، ولكنَّ فلسفتهم أخرَجَتْهم عن إسلامهم ؛ لأنهم لم يلتزموا فيها ما جاء في الكتاب والسنة .

وتسرَّب ذلك إلى بعض الفرق الضالة ، فعرَّفوا الإيمان بأنه المعرفة ، عرَّفوا الإيمان الذي عليه النجاة يوم القيامة بأنه لا يزيد عن كونه معرفة ، وهذا تعريف قاصر للإيمان النافع عند الله - عز وجل - ؛ ذلك لأن المعرفة شيء ، والإيمان الجازم والتصديق بتلك المعرفة شيء آخر .

وقد يخفى مثل هذا على بعض الناس ، وليس ذلك غريبًا وقد خَفِيَ على كثير من أولئك الفلاسفة وأولئك أئمة الفرق والضلال ؛ فلا غرابة أن يخفى على بعض الناس ممن لم يؤتوا علمًا بالتوحيد ، فأنتم تكتفون - إن شاء الله - بأن نذكِّركم ببعض الآيات التي تقرؤونها أو تسمعونها من كتاب الله - عز وجل - ، فالله - تبارك وتعالى - يقول في حقِّ اليهود وأهل الكتاب ومعرفتهم بالنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - معرفةً تامَّة قال - تبارك وتعالى - : (( يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ )) ، فهؤلاء أهل كتاب يعرفون محمدًا - صلى الله عليه وآله وسلم - وأنه نبيٌّ صادق بما رأوا فيه من آيات ظهرت منه وصفات قرؤوها في حقِّه في كتبهم التي وصلت إليهم على ما فيها من تغيير وتبديل ، فَمِن مجموع ذلك عرفوا في قلوبهم أن هذا هو محمد بن عبد الله الذي بشَّر به عيسى - عليه الصلاة والسلام - ومَن قبله من الأنبياء والرسل الكرام ، ومع ذلك فهل أغنَتْهم معرفتهم شيئًا ؟ لا ، لماذا ؟ لأنهم ما آمنوا ، عرفوا وما آمنوا ، ولذلك فمجرَّد المعرفة لا تكفي ، فالإيمان شيء زائد على المعرفة ، حاصله الاستسلام لهذا الذي آمنَّا به ، والانقياد والخضوع له ، فالفلاسفة وأمثالهم كانوا يعرفون أن محمدًا هو عبد الله ورسوله صادقًا ، ولكنهم مع ذلك ما كانوا يتجاوبون مع شريعة الله التي أنزلها على قلب محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، ومن ذلك أنهم كانوا يقولون على اختلاف بينهم فيما يقولون ، بعضهم يقول : هو نبي صادق ، لكنه لم يُرسل إلينا ، وإنما أرسل إلى العرب وأجلاف العرب ، ومنهم من يقول : هو نبي ، لكن أُرسِلَ إلى عامة الناس ولم يُرسل إلى كل الناس أمثالنا نحن الفلاسفة العقلاء العلماء زعموا ! - زعموا ! - ، إنما أرسل إلى بعض الناس دون بعض ؛ فهذه المعرفة التي زعموا في حقِّ الرسول - عليه السلام - ما أفادَتْهم شيئًا ؛ لأنها لم تقترن بالإيمان والتصديق الجازم بأن الرسول - عليه السلام - هو نبي الله ورسوله حقًّا ، ومن صفاته في القرآن الكريم : (( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا )) ، فالذي عرفه نبيًّا لم يؤمن به نبيًّا ؛ ولذلك ففرق كبير جدًّا بين مجرَّد المعرفة بالشيء وبين المعرفة زايد الإيمان به .

لذلك قال - تعالى - في حقِّ المشركين جميعًا الذين أنزل الله - عز وجل - بالآيات الدالة على نبوَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى صدقه ؛ فقال - تبارك وتعالى - : (( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ )) ؛ إذًا هؤلاء الناس عرفوا الرسول - عليه السلام - معرفة جازمة قاطعة ، ومع ذلك فقد اقترن مع المعرفة الكفر والجحد وهو ضد الإيمان ؛ إذًا لا بد من الاقتران بالمعرفة التي هي الشرط الأول ليستفيد الذي شَهِدَ بهذه الشهادة في الآخرة ، والشرط الثاني : الإيمان الجازم بتلك المعرفة .

من هنا يظهر الفرق الأول بين السلفيين وبين عامة المسلمين ، لأن السلفيين أول ما يُعنَون لأنفسهم ولكل مَن يتَّصل بهم أن يَفهموا ويُفهموا معنى هذه الشهادة ، وتعريفهم بها ، وحملهم على الإيمان الجازم والتصديق القاطع بها . بينما تجد عامة الناس اليوم أنهم يكتفون بالقول بهذه الشهادة ، ثم لا شيء بعد ذلك من فَهْمٍ صحيح وإيمان جازم ؛ بل إن الألوف المؤلفة - ولا نكون مغالين إذا قلنا بل : إن الملايين المملينة إذا صح التعبير - يكفرون عمليًّا بهذه المعرفة وبذاك الإيمان إن كان قد وَقَرَ في قلوبهم وفي نفوسهم ؛ كيف ذلك ؟ قد عرفنا آنفًا أن الفهم الصحيح لهذه الشهادة تستلزم توحيد الله - عز وجل - في عبادته ، وتوحيد الله في أسمائه وصفاته ، فهل كل المسلمين اليوم يقومون في واقع حياتهم بتحقيق هذا التوحيد بقسميه توحيد العبادة وتوحيد الأسماء والصفات ؟ الجواب - مع الأسف - : لا .

ولا أطيل - أيضًا - في ضرب الأمثلة ؛ لأنها كثيرة وكثيرة جدًّا معروفة لدى جميع الناس الذين عرفوا هذه الشهادة بمعناها الصحيح والذين لم يعرفوا ، فالذين يأتون قبور الأنبياء والصالحين ويدعونهم من دون الله - تبارك وتعالى - هؤلاء ما عبدوا الله وحده لا شريك له ، ومعنى لا إله إلا الله كما سمعتم لا معبود بحقٍّ في الوجود إلا الله ، والعبادة أنواع وأنواع كثيرة جدًّا ، وقد صرَّح بشيء منها الآية المعروفة وهي قوله - تبارك وتعالى - : (( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )) ، (( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي )) يعني دعائي ، (( وَنُسُكِي )) أي : ذبحي ، إلى آخر الآية (( لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )) ؛ فهل وحَّد هؤلاء المسلمون الله - تبارك وتعالى - في دعائه وحده لا شريك له أم هم يدعون معه غيره ؟ الجواب عندكم ؛ فإن كثيرين من هؤلاء يدعون غير الله وفي الشدائد ، ليس في الرخاء ؛ حيث الرخاء عامل عادي في إنساء الناس رب الناس ، ولكن هؤلاء الناس الذين ينسون الله في حالة الرخاء يذكرونه في حالة الشدة ، لكن الأمر العجيب أن الضلال والشرك والبعد عن الإيمان الصادق بهذا التوحيد قد رانَ على قلوب هؤلاء الناس إلى درجة أن أنساهم دعاء الله وحده لا شريك له حتى في وقت الشدة حيث لا يذكر الإنسان في هذا الوقت إلا مَن يستيقن أنه هو الذي يضرُّ وينفع ، وأنه هو الذي يغيث لا غير .

مع ذلك تجد أفرادًا بل جماهير من المسلمين يدعون غير الله في حالة الشدة فضلًا عن حالة الرخاء .

فإذا كان الله يقول : ((إِنَّ صَلَاتِي )) أي : دعائي (( لِلَّهِ ))؛ فما بال هؤلاء يدعون غير الله ؟ ذلك لأنهم لم يفهموا معنى العبادة التي جاء ذكرها في التفسير الصحيح لتلك الكلمة الطَّيِّبة لا معبود ؛ فمعبود اسم مفعول من العبادة ؛ فما هي العبادة ؟ لم يفقهوا معناها . كل ما شرع الله من عبادة وتعبَّد الناس به ، ثم جاء فرد أو أفراد فتوجَّهوا في نوع من هذه العبادة إلى غير الله فهذا الغير عبدوه من دون الله - تبارك وتعالى - لا شك بذلك ولا ريب ؛ لذلك فَمَن يدعو غير الله ما آمن بلا إله إلا الله ؛ كذلك تجدون الكثيرين يذبحون لغير الله ويأتون مقامات قد تكون مقامات ثابتة ، وقد تكون مزوَّرة ؛ وسواء كان هذا أو ذاك فهم يأتونه ويذبحون لِمَن كان مدفونًا هناك أو كان غائبًا عن هناك ؛ هذا الذبح ومثله النذر هو شرك أيضًا ، والذبح ذكر في الآية السابقة ، قال - تعالى - : (( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي )) لِمَن ؟ (( لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )) فالذي ينادي غير الله : " يا باز أغِثْني " ، " يا عبد القادر انجدني " ، " يا خضر كذا وكذا " إلى آخره ؛ هذا كله دعاء لغير الله - عز وجل - ، والذهاب إلى مقام " عبد القادر " ، " الباز " ، أو " الست زينب " أو " رقية " عندنا ، وما أدري إيش عندكم ؛ الذهاب لهذه المقامات والذبح لديها هو شرك بالله - تبارك وتعالى - ؛ إذًا هؤلاء المسلمون الذين يأتون بمثل هذه الأنواع الشركية معنى ذلك أحد شيئين : إما أنهم ما عرفوا معنى لا إله إلا الله ؛ فهم بطبيعة الحال لم يؤمنوا لما ذكرنا أن الإيمان فرع المعرفة ، وإما أنهم عرفوا ثم كفروا ، وهذا طامَّة الطَّامَّات ، لكننا الذي نعتقده وندين الله به هو أن هؤلاء المسلمين الذين وقعوا في هذا الضلال المبين إنما يحمل وزرَهم وآثامَهم أولئك العلماء الذين نرجو أن يكونوا قد فهموا هذه الحقائق ، عرفوا معنى الشهادة بمعانيها التامة الكاملة ، ثم آمنوا بذلك إيمانًا جازمًا ؛ ومع ذلك فَهُم يرون هؤلاء الجماهير ضالين في أعمالهم عن تحقيق هذه الشهادة ، ثم هم لا يتكلمون ، ولا - كما يقال - ينبسون ببنت شفة ، لا يتكلمون مطلقًا في هذا التوحيد وهم يرون الشرك قد ضَرَبَ أطنابَه بين هؤلاء الجماهير من المسلمين ، ولماذا ؟ لسبب أو أكثر من سبب ، بعضهم لا يدعو إلى هذا التوحيد ؛ لأنه إن دعا إليه نُبِزَ بلقب رآه يُنبز به هؤلاء الناس الذين يدعون المسلمين إلى التوحيد وإلى فهم هذه الكلمة الطَّيِّبة الفهم الصحيح ؛ فيقال لهم ما قيل لِمَن سَلَفَهم في هذه الدعوة : إنهم وهابيون !! لذلك هو يؤثر السلامة ويريد أن يظلَّ بعيدًا عن أن يُنبز بين الناس بهذا اللقب الممجوج الملفوظ المرفوض عند جماهير الناس ، فَهُم يريدون إرضاء الناس ، والله - عز وجل - قد وَعَظَ نبيَّه بخلاف ما هؤلاء عليه اليوم حينما قال - عز وجل - : (( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ )) ، فهؤلاء لا يدعون إلى كلمة التوحيد التي ما بُعِثت الرسل ولا أُنزِلت الكتب إلا من أجل دعوة الناس إليها ، فهؤلاء العلماء الذين عرفوا هذه الحقائق ثم هم لا يدعون إليها هم يخشون الناس ولا يخشون الله - تبارك وتعالى - .

وبعض آخر يقول - وما أدري أيهما شرٌّ ؛ أهو البعض الأول أم البعض الآخر - يقولون : إن الدعوة إلى هذه المفاهيم الصحيحة لهذه الكلمة الطَّيِّبة أمر واجب ، ولكن هذه الدعوة تفرِّق صفوف الأمة ، ونحن اليوم بحاجة إلى أن نوحد الكلمة ، إن شأن هؤلاء عجيب جدًّا في فهمي وفي زعمي ؛ ذلك لأنهم أوَّلًا يُؤثرون الدعوة إلى ما هو في مرتبة النفل بالنسبة للدعوة للتوحيد الذي هو الركن الأول الأساسي للإيمان والتوحيد ؛ فمَثَل هؤلاء الذين يريدون دعوة الناس إلى التوحيد إلى الوحدة وحدة الصف وتوحيد الكلمة ؛ مع الإعراض عن دعوتهم إلى التوحيد الذي دعا إليه الرسول - عليه السلام - ؛ مَثَلُهم كالمَثَل الذي يقال منذ القديم : كمثل من يبني قصرًا ويهدم مصرًا .

ومن جهة أخرى هم لا يستطيعون أن يفعلوا وأن يحقِّقوا ما يرمون إليه من دعوة وجمع المسلمين على كلمة واحدة ؛ لماذا ؟ لأن سعيَهم لا شك سيكون عاقبته خسرًا ، لماذا ؟ لأنه يعاكس ما قدَّره الله - عز وجل - على الناس جميعًا منذ الأزل ، منذ جرى القلم بما كان وما سيكون إلى يوم القيامة ، وممَّا جرى به القلم ما صرَّح الله - عز وجل - به في القرآن الكريم مجملًا : (( فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ )) ، وما فصَّله الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - في الحديث الصحيح المشهور : ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق أمَّتي على ثلاث وسبعين فرقة ؛ كلها في النار إلا واحدة ) . قالوا : مَن هي يا رسول الله ؟ قال : ( هي ما أنا عليه وأصحابي ) . هؤلاء الذين يريدون أن يدعوا المسلمين ثمان مئة مليون ، ويمكن في رواية أخيرة ألف مليون يريدون أن يجمعوا هؤلاء على كلمة وحدة ، وما هي هذه الكلمة الوحدة ؟ لفظ مسلمون وبس ، أما مسلمون بالفَهْم الذي يفيدهم في الدنيا وفي الآخرة ؛ فهذا مما لا يدندنون حوله من جهة ، بل هم يرون عدم جواز الدندنة حولها كما ذكرنا آنفًا من جهة أخرى ؛ فهل هناك مسلم يفكِّر فيما يقول وفيما يفعل ؟

يتوهَّم أن بإمكان داعية أو دعاة أن يحقِّقوا ما أخبر الله ورسوله من أنه لا يمكن أن تجتمع الناس على كلمة واحدة كما قال - عز وجل - : (( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ )) ، فالذين يحاولون لملمة المسلمين وجمعهم على مجرَّد لفظ إسلام هؤلاء سوف لا ينجحون في سعيهم ؛ لأنَّ سعيَهم يخالف إرادة الله - عز وجل - التي لا يمكن لبشر أن يعاكسها ، أما الله فهو يريد من عباده المصطفين الأخيار أن يدعوا الناس المؤمنين الصادقين إلى أن يتكتَّلوا وإلى أن يتوحَّدوا وإلى أن يتجمَّعوا على كلمة سواء ، يجب أن نتذكَّر الحقيقة الآتية :

أن المسلمين واليهود والنصارى يجتمعون على إيمان ما ، قلت : إيمان ما ؛ لأن هناك فرقًا كبيرًا بين إيمان المسلمين المؤمنين وبين إيمان اليهود والنصارى وغيرهم من الكافرين والمشركين ، يلتقون في كلمة الإيمان بالله ؛ يلتقون في كلمة الإيمان بالله ، اليهود والنصارى يؤمنون بالله ، ويلتقون - أيضًا - معنا - نحن معشر المسلمين جميعًا - يلتقون معنا في الإيمان - أيضًا - باليوم الآخر بالبعث والنشور ، ولكنهم لا يلتقون ، الحقيقة أنهم لا يلتقون معنا إلا باللفظ فقط ؛ لذلك بيانًا لهذه الحقيقة يقول الله - عز وجل - في كتابه للمؤمنين الصادقين لَسْنا نحن اليوم ، وإن كنَّا نمشي على الطريق ونرجو الله أن يوصلنا ، يقول لهؤلاء المؤمنين الصادقين : (( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ )) ، فانظروا كيف وَصَفَهم بأنهم لا يؤمنون بالله ، وجماهير المسلمين اليوم وبخاصة منهم بعض الكُتَّاب يحاولون التقريب بين المسلمين وبين النصارى بصورة خاصَّة اليوم ؛ لأن السياسة تقتضي ذلك في سَعيهم وظنِّهم ؛ بدعوى أنهم - يا أخي - مؤمنون ، نحن نؤمن بالله وهم يؤمنون بالله ، فينسَون أو يتناسَون هذه الحقيقة التي سمعتموها آنفًا في قول الله - عز وجل - : (( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ )) ، ثم وضَّح مَن هم الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر ؟ بقوله : (( مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ )) ، فيأتي بعض الكُتَّاب المسلمين اليوم وقد يكونون قد سبقت لهم دعوى لتجميع المسلمين على كلمة لا مفهوم لها عند جماهير المسلمين ، فلا غرابة أن ينتقلوا إلى مرحلة أخرى ، فيدعون المسلمين أن يتوحَّدوا مع مَن ؟ مع النصارى بزعم أنهم يشاركوننا في الإيمان بالله واليوم الآخر ، والله - عز وجل - نفى عنهم صراحةً في القرآن الكريم فقال : إنهم (( لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ )) إلى آخر الآية ... .

مواضيع متعلقة