لا بدعة حسنة في الإسلام . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
لا بدعة حسنة في الإسلام .
A-
A=
A+
الشيخ : إن الموضوع الذي نُثيره ونتحدث عنه في مناسبات شتَّى وهي أن لا بدعةَ حسنة في الإسلام ؛ للأدلة الكثيرة والكثيرة جدًّا التي ساقَها أهل العلم ، ونسوقُها تَبَعًا لهم لإثبات أن الأمر كما قال - عليه الصلاة والسلام - : ( كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ) ، وأن هذا الحديث لم يدخله أيُّ تخصيص ؛ بل هو على عمومه وشموله ، هو على وزان قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( كل مسكر خمر ، وكل خمر حرام ) ، فكما لا نتصوَّر مسلمًا يشاقق الرسول فيقول : ليس كل مسكر خمر ، وليس كل خمر حرام ؛ كما لا نتصوَّر مسلمًا يقول هذا الكلام ؛ لأنه ضد كلام الرسول - عليه السلام - ؛ كذلك نأمل ، ونرجو أن لا يتورَّط بعض الناس فيضرب هذا الحديث الصحيح في صدره ؛ ألا وهو قوله : ( كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ) فيقول : ليس كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار . هذا ضربٌ للحديث كما لو ضَرَبَ الحديث السابق : ( كل مسكر خمر ، وكل خمر حرام ) ، أَيُعقل أن يقول مسلم : ليس كل خمر مسكر ، وليس كل مسكر حرام ؟! لا .

كذلك نحن نريد أن لا نعقل وإن كان ليس كل ما لا يُعقل هو بالواقع ؛ فَمَن كان يعقل منذ نحو عشرين سنة أن يرى النساء المسلمات وفيهنَّ بعض المتمشيخات ، وفيهنَّ بعض المنتسبات إلى أزواج رجالات كثيرة لهم وزن في الشرع وبالعلم يتبرَّجن تبرُّج الجاهلية الأولى ؟! يُرى منها النحور والصدور والزنود ، وربما بعض الأفخاذ ؛ هذا كان غير معقول ، لكن أصبح اليوم معقولًا واقعًا !! ولكنه مخالف للشرع على كل حال ؛ كذلك غير معقول أن يقول إنسان : ما دام أن الرسول - عليه الصلاة والسلام - قال : ( كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ) غير معقول أن يقول إنسان ؛ لا سيما إذا كان من المنتسبين إلى أهل العلم ؛ غير معقول أن يقول : لا يا أخي ، ليس كل بدعة ضلالة ، ولا كل ضلالة في النار .

هذا لا يقوله إنسان إلا إذا غُلِبَ على عقله ، ولا أقول : غُلِبَ على أمره ، هذه الحقيقة ، ولا أريد أن آتي بالأدلة التي تؤكد هذا العموم وهذا الإطلاق ؛ كمثل قول ابن عمر : " كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة " .

مواضيع متعلقة