الشيخ : في نفس هذا المعنى الحديث الذي بعده بحديث ؛ لأن حديث الضحاك بن سفيان ضعيف السند .

حديث أبي بن كعب حَسَن الإسناد : إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( إنَّ مَطعَمَ ابنِ آدَمَ جُعِلَ مثَلًا للدُّنيا ، وإن قَزَّحَهُ ومَلَحَهُ ؛ فانظُرْ إلى ما يَصيرُ ) .

رواه عبد الله بن أحمد ، وابن حبان في " صحيحه " .

قوله : ( قزَّحَهُ ) بتشديد الزاي : هو من " القزح " وهو التابل . التوابل يسمُّوها اليوم ، يقال : قزَّحتُ القدرَ إذا طرحتَ فيها الأبزار . ( ومَلَحَه ) : بتخفيف اللام معروف .

يعني أنَّ مطعمَ ابن آدم جُعِلَ مثلًا للدنيا ، وإن كان هذا الطعام كما قلنا في الحديث السابق يحسِّنه ؛ بحيث أن يقزِّحه ، يحطُّ له المقبِّلات كما يقولوا اليوم ، ويحطُّ له - أيضًا - الملح ؛ لأنه لا يُؤكل دون ملح ، لكن عاقبة هذا التمليح وهذا التقزيح ما هو ؟ انظر إلى ما يصير ، إلى هذا تصير الدنيا ؛ اللهم إلا ما كان منها لله ؛ فهذا الذي يبقى .

ولهذا أتبَعَ الحديث السابق بالحديث الآتي ... .