السائل : هل يجوز لك أن تهجر أخاك المسلم بمجرَّد أنه لم يسمع قول النبي - صلى الله عليه وسلم - منك بعد أن بيَّنت له بالحجة كما في حديث النهي عن الخَذْف ؟

الشيخ : هل يجوز إيش ؟

السائل : أن تهجر أخاك المسلم بمجرَّد أنه لم يسمع قول النبي - صلى الله عليه وسلم - منك ؟

الشيخ : الحمد لله .

السائل : يرحمك الله .

الشيخ : يهديكم الله ويصلح بالكم .

الجواب : يجوز بشروط :

أوَّلًا : أن يكون الذي يريد أن يهجر مقتنعًا في نفسه بأن المأمور أو المُبلَّغ الحديث فَهِمَ منه الحديث فَهْمًا جيِّدًا ومع ذلك أعرَضَ عنه ؛ فهذا الشرط الأول ؛ لأنه في كثير من الأحيان لا يلحظ المأمور قصدَ الآمر أو المبلِّغ ، فإذا تحقَّق حسنُ فَهْم المأمور للحديث فهذا هو الشرط الأول .

الشرط الثاني : أن يغلب على ظنِّه أنَّ هَجْرَ هذا الذي ... أو أعرض عن العمل بما بُلِّغ به من الحديث أو السنة فيؤثِّر فيه الهجر ، بخلاف ما إذا كان يغلب على ظنِّ الهاجر بأنه لا يترتَّب أيَّة فائدة من هجر مثل هذا الإنسان ؛ كذلك كما هو الشأن في زماننا الآن ، فأنا أقول أنَّ أصل الهجر الذي هو مشروع بأحاديث كثيرة ، ومنها حديث الثلاثة الذي خُلِّفوا لا أرى أنه يصلح تطبيقه في زمن الفتن وزمن ابتعاد المسلمين عن تحكيم ... ذلك لأنَّ المقصود من الهجر هو بلا شك تربية المهجور لله ، فإذا كان يغلب على الظَّنِّ أن مثل هذا الهجر لا ... المهجور لأنه إن هُجِرَ من الصالح فسيتولَّاه جَمْعٌ ليس بصالح فيزداد فسادًا على فساد .

لهذا ينبغي ألَّا نستعمل اصطلاح الهجر الذي كان اصطلاحًا مربِّيًا فيما سبق ؛ لأنه في العصر الحاضر لا يبدو أنه يُصلَح به الفاسق أو الفاسد .

السائل : أحسنت .