أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - لما تُوفي الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - جاء وقبَّلَه ، وقال : " إن الله لن يجمَعَ عليك موتَتَيْن " ؛ ما معنى هذه الجملة من أبي بكر - رضي الله عنه - ؟ وما مقصوده في بيان ذلك للصحابة ؟ وهل يعتقد الصحابة أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يحيا حياةً أخرى قبل أن يُبعث ؛ فأراد أبو بكر الرَّدَّ عليهم بهذا القول منه ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - لما تُوفي الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - جاء وقبَّلَه ، وقال : " إن الله لن يجمَعَ عليك موتَتَيْن " ؛ ما معنى هذه الجملة من أبي بكر - رضي الله عنه - ؟ وما مقصوده في بيان ذلك للصحابة ؟ وهل يعتقد الصحابة أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يحيا حياةً أخرى قبل أن يُبعث ؛ فأراد أبو بكر الرَّدَّ عليهم بهذا القول منه ؟
A-
A=
A+
السائل : أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - لما تُوفي الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - جاء وقبَّلَه ، وقال : " إن الله لن يجمَعَ عليك موتَتَيْن " إلى آخر الحادثة ؛ ما معنى هذه الجملة من أبي بكر - رضي الله عنه - ؟ وما مقصوده في بيان ذلك للصحابة ؟ وهل يعتقد الصحابة أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يحيا حياةً أخرى قبل أن يُبعث ؛ فأراد أبو بكر الرَّدَّ عليهم بهذا القول منه ، أفتونا مأجورين ، والسلام ؟

الشيخ : هذا ردٌّ على ما ذهب إليه عمر بن الخطاب حينما صُدِمَ بخبر وفاة الرسول - عليه السلام - ، فقال : " إنه لم يمت ، وإنما ذهب لعله قال : إلى ربِّه ، إي نعم ، ثم يعود إلينا " ، فردَّ أبو بكر الصديق كلمة عمر هذه ، ووَصَفَ الرسول - عليه السلام - بأنه أكرم على ربِّه من أن يجمع عليه موتَتَيْن ، الموتة الأولى هذه التي وقعت ، والموتة الأخرى التي سيحيا بعد الأولى ثم يموت بزعم عمر ، فهذه كلمة في الواقع فيها ردٌّ على عمر ، وهذا الخطأ الذي وقع فيها عمر في الواقع يمثِّل خطأ جماهير من الناس ممَّن يؤمنون بالرسول - عليه السلام - ويحبُّونه ، ثم يدفعهم هذا الحبُّ إلى إنكار بدهيَّات من الأمور كما وقع من عمر - رضي الله عنه - ، لكن الفرق بين عمر وغيره ممَّن قد يشاركه في مثل خطئه أنَّ عمر يستيقظ فورًا بمجرَّد أن يُنبَّه ؛ ولذلك قال : كأنما لم أقرأ آية أبي بكر التي احتجَّ بها على وفاته - عليه السلام - : (( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ )) الآية .

بينما جماهير الناس حينما يُنبَّهون بحقيقة كون الرسول - عليه السلام - بشر ، وأنه يجري ما يجري على البشر ؛ يصعب عليهم جدًّا أن يتقبَّلوا ذلك التذكير ، ويصرُّون على خطئهم القديم ولا يرجعون ؛ فهذا هو المقصود من كلمة أبي بكر الصديق ؛ هي ردٌّ لكلمة عمر السابقة .

مواضيع متعلقة