[ يوجد ضعف صوت شديد ، والصوت غير واضح ]

...

...

الشيخ : يشير إلى حديث معاذ .

السائل : يُقال ... .

الشيخ : تعرف حديث معاذ ؟

السائل : نعم ، بعثه إلى اليمن .

...

الشيخ : قال له : ( إنك تأتي قومًا أهل كتاب ؛ فليكُنْ أوَّل ما تدعوهم إليه أن يشهدوا أن لا إله إلا الله ) ؛ فهل هو هذا ؟

السائل : لا .

الشيخ : لَكان ؟

السائل : ( بِمَ تحكم ؟! ) .

الشيخ : طيب ... تعرف الحديث هذا ؟ طيب ، هو يسأل أنُّو هذا الحديث منكر متنًا ؟ منكر متنًا أيضًا ؟! هو شرح النكارة فاختلط عليه الأمر .

سائل آخر : وعليكم السلام ورحمة الله .

الشيخ : فهنا أخيرًا يستوضح أن هذا الذي فَهِمَه من بعض إخواننا ؛ هل هذا الفَهْم صحيح ؟ قلت له : نعم ، فَهْم صح . فأنت ... طرق سمعك هذا البيان فبحاجة إلى ... الحديث عن ... درجات الاعتماد أو الاحتجاج ... ( بِمَ تحكم ؟ ) . قال : بكتاب الله . قال : ( فإن لم تَجِدْ ؟! ) . قال : بسنة رسول الله . قال : ( فإن لم تَجِدْ ؟! ) . قال : أجتهد رأيي ولا آلو . قال - عليه السلام - - زعموا ! - : ( الحمد لله الذي وفَّقَ رسولَ رسولِ الله لِمَا يحبُّ رسول الله ) .

النكارة في هذا الحديث في معناه من حيث جَعَلَ ثلاثة مراتب : أول شيء يبدأ الإنسان من القرآن ، إذا ما وجد الجواب في القرآن بينزل مرتبة إلى السنة ، إذا ما وجد في السنة ينزل أخير إلى الاجتهاد ، المرتبة الأخير طبعًا واضحة وبيِّنة إذا ما وجد لا بالقرآن ولا بالسنة بيرجع للرأي .

لكن ليس كذلك إذا وجد في القرآن جواب مسألة لا يرجع إلى السنة ؛ لأنُّو القرآن كثيرًا ما يكون الجواب فيه ... فالسنة توضِّح تبيِّن ، مثلًا لو سأل سائل : شو حكم أكل النسر يجوز ولَّا لا ؟ تطلَّع في القرآن أوَّلًا : لفظة النسر لا يجدها ، ثانيًا : ما يدل عليه لا يجد ، وإن كان يجد ما يدل على أنه يجوز أكله ؛ لعموم قوله : (( قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا )) ... تجي السنة تقول : ( كلُّ ذي مخلبٍ من الطير ، وكلُّ ذي ناب من السباع حرامٌ ) ؛ إذًا لما سُئِلَ هذا السَّائل عن النسر ... ونحو ذلك من الطيور والسباع نظر في القرآن فوجد هذه الآية ؛ يستطيع يقول على التفصيل هذا حديث معاذ أنُّو حلال .

كذلك إذا سُئِلَ عن ... الرضاع ، أو - مثلًا - الخالة أو العمة في الرضاع أو العم في الرضاع ؛ هذا كله لا يجد في القرآن حكمه ؛ لأنُّو بالقرآن لا يجد إلا قوله : "" وأخواتكم بالرضاعة "" ، مش هيك ؟

سائل آخر : (( وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ )) .

الشيخ : نعم ؟

سائل آخر : (( وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ )) .

الشيخ : العمة بالرضاع ، والخالة بالرضاع ؛ هذا كله لا يجد ، لكن يجد في السنة ... (( وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ )) ، فإذا اعتمد على الآية فيردُّ السنة ؛ ( يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب ) ، وهكذا أشياء كثيرة وكثيرة جدًّا .

فإذًا لا يجوز أول ما يرد السؤال إلى المفتي أن يقتصر في النظر على القرآن ، فإذا وجد القرآن يوحي بجواب مُجمَل أو عام يقول : وجدنا جواب في كتاب الله ، كما هو شأن ... الرسول - عليه السلام - حين قال : (( لا ألفيَنَّ أحدكم متَّكئًا على أريكته يقول : هذا كتاب الله ؛ فما وجدنا فيه حرامًا حرَّمناه ، وما وجدنا فيه حلالًا حلَّلناه ؛ ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ) . وفي الحديث الآخر : ( ألا إنما حرَّم رسول الله مثلما حرَّم الله ) . =



-- من الدقيقة 37:45 ثم لا صوت أبدًا إلى الدقيقة 43:35 --



= ... ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ) . وفي الحديث الآخر : ( ألا إنما حرَّم رسول الله مثلما حرَّم الله ) .

إذًا الاعتماد على القرآن فقط أول ما يُسأل الإنسان لا يجوز ؛ بل لا بد من الجمع بين القرآن والسنة ، وإلى هذا أشار - عليه السلام - بقوله : ( تركْتُ فيكم أمرَين لن تضلُّوا ما إن تمسَّكتم بهما ؛ كتاب الله وسنَّتي ) .

فبهذا البيان يتَّضح أن التفصيل الوارد بحديث معاذ غير صحيح ، ( بِمَ تحكم ؟ ) قال : بكتاب الله ؛ وحده يعني ، ما في فصل بين الكتاب وبين السنة إطلاقًا ، الجواب الصحيح : أحكم بكتاب الله وحديث رسول الله معًا ؛ لأن كلًّا منهما لا يستغني عن الآخر ، لأن كلًّا منهما مصدره من مشكاة واحدة ، وليس ... نعم . وليس كذلك الرأي والاجتهاد .

والذي يوضِّح نكارة الحديث هو أن نبدأ من آخر الحديث ؛ متى يحكم الإنسان بالرأي ؟ حين لا يجد السنة ، ومتى يحكم بالسنة ؟ حين لا يجد القرآن ؛ هل هذا صحيح ؟ ليس صحيحًا ، متى يحكم بالرأي ؟ الجواب : حين لا يجد في القرآن أو السنة . فهل يُقال : متى يحكم بالسنة فقط ؟ أو متى يحكم بالقرآن ؟ لا . صنوان شقيقان لا يفترقان ... طيب ، وبم تحكم ؟ بكتاب الله وسنة رسول الله . ما في ... .

نعم .

...

الشيخ : سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك .