بعضهم يستدل على جواز الاستعانة بالمشركين باستجارة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالنجاشي وبعمِّه أبي طالب ؛ فهل تدخل هذه ضمن الباب ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بعضهم يستدل على جواز الاستعانة بالمشركين باستجارة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالنجاشي وبعمِّه أبي طالب ؛ فهل تدخل هذه ضمن الباب ؟
A-
A=
A+
السائل : من أجل الاستعانة أيضًا ، يأتون مَثَل الدكتور البوطي في " فقه السيرة " ، لكن قرأت تعليق عليه ما لمَّحت لهالمسألة في بحثي ؛ اللي هي مسألة أنُّو استجارة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالنجاشي وبعمِّه أبي طالب وكذا ؛ هذه الأشياء اللي وردت .

الشيخ : استجارة الرسول بإيش ؟

السائل : بعمِّه أبو طالب ، بالنجاشي وكذا ، هذه ألا تدخل من هذا الباب ؟!

الشيخ : باب إيش ؟

السائل : الاستعانة أيضًا ؟

الشيخ : مقصوده في الاستعانة بالقتال .

السائل : بالقتال .

الشيخ : طبعًا ، وإلا تصل الأمر أنُّو لبس جبًّةً روميَّةً ضيِّقة الكمَّين ؛ فإذًا ... .

السائل : الله أكبر !

الشيخ : هذا توسُّع غير محمود وغير معقول .

السائل : جاء يعني الشاهد من الحديث : ( لا نستعين بمشرك على المشركين ) أو عند شغلة القتال فقط .

الشيخ : إي نعم .

السائل : جزاك الله خيرًا .

الشيخ : أظنُّكم تعلمون بأنُّو العرب كانوا يعني ما هم جماعة متحضِّرين متثقِّفين ؛ يعني ما عندهم - كما يقولون في لغة العصر الحاضر - ثقافة وحضارة ، لذلك - مثلًا - أنُّو عملتهم ما كانت ضرب بلادهم ، تعرفون ... فإذًا الفلوس والدراهم والدنانير اللي كانوا يتعاملون بها هي - أيضًا - من الاستعانة بالمشركين !

السائل : بعيد !

الشيخ : لكن قال : الغريق يتعلَّق ولو بخيوط القمر !

السائل : الله أكبر !

الشيخ : هدول الجماعة اللي ربنا - عز وجل - ابتلاهم مرَّتين ؛ مرَّةً حينما استعجلوا الأمر قبل أوانه فابتُلُوا بحرمانه .

السائل : بعض الحنفية .

الشيخ : لا ، بل الصوفية .

السائل : لا !!

الشيخ : إي نعم ، هَيْ حكمة صوفية .

السائل : ... .

الشيخ : إي .

المهم والمرَّة الأخرى حينما شعروا بخطئهم فكانوا تحت المطر صاروا تحت المزراب ، راحوا استعانوا بالكفار اللي كانوا عم يقاتلوهم في بلد فصاروا يستعينون بهم في بلد آخر ، هذا بلاء عجيب !! بدهم بقى كما قلنا آنفًا : الغريق يتعلَّق ولو بخيوط القمر ، بدهم بقى يحوِّش من هون ومن هون لَحتَّى إيه ؟ يسلِّك هذا الخطر اللي وقع فيه ؛ ولذلك أنا بأقول في مثل هالمناسبة قلتها فعلًا وفي أمثالها : أحيانًا يعني لما أجد مثل هذه الاجتهادات من جماعة مقلدين لم يتمرَّنوا على الاجتهاد في المسائل الخلافية والأدلة فيها إيش ؟ مبثوثة ومبسوطة ، وما عليك إلا إذا دخلت - مثلًا - مكان فيه (( مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ )) إلا أن تختار يعني ، وما أسهل الاختيار ! بيجي بيجتهدوا بمسائل ما حدا قال فيها !! فحينئذٍ أقول : أكاد أميل إلى قول ما يُقال أنُّو باب الاجتهاد مُغلَق !! [ الجميع يضحك ! ] .

وهذا من عجائب الأمور ؛ هدول يَدَعُوا الاجتهاد وبيحاربوا القائمين بالتبصُّر في الدين ، ثم بيجوا يجتهدوا اجتهادات ما أنزل الله بها من سلطان .

سائل آخر : ... .

الشيخ : يا لطيف !

مواضيع متعلقة