الكلام عن معنى السنة اصطلاحًا ، وبيان معنى السنة شرعًا ولغةً . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الكلام عن معنى السنة اصطلاحًا ، وبيان معنى السنة شرعًا ولغةً .
A-
A=
A+
الشيخ : أوَّلًا : يبدو من كلامك السابق أنك تخلط بين معنى السنة اصطلاحًا ومعنى السنة شرعًا ولغةً ، فإذا بيَّنتَ الاصطلاح الحادث عن الاصطلاح الشرعي القديم زال الإشكال ، تقسيم العبادات إلى فرض وسنة ؛ هل تعتقد أنُّو هذا التقسيم كان معروف في زمن الصحابة ؟

السائل : لا .

الشيخ : لا ؛ إذًا كلمة سنة يُقابل فرض هذا اصطلاح ؛ فليه ذهب وَهَلُك أنُّو قول الرسول - عليه السلام - : ( مَن رَغِبَ عن سنَّتي فليس منِّي ) ؛ يعني هالسنة هَيْ هاللي مقابل الفرض وليست بفرض ، ما دام تعلم أن الصحابة ما عندهم هذا الاصطلاح ؟

السائل : يعني .

الشيخ : اصبر ، فمعنى السنة المقابل للفرض عبادة لم يأمر الشارع بها ، هيك معنى السنة في الاصطلاح ، عبادة ثابتة في الشريعة ، لكن لم يؤكِّدها الشارع فلم يأمُرْ بها ، أما معنى السنة في الحديث الصحيح : ( فمَن رَغِبَ عن سنَّتي فليس منِّي ) ليس هو هذا المعنى ، ( فمَن رَغِبَ عن سنَّتي ) التي ليست من فريضتي ( فليس منِّي ) ؛ لا ، مو هذا المعنى ، وإنما السنة في الحديث النَّهج والسبيل والطريق ، يعني هذا الحديث يُفسَّر على أساس قوله - تبارك وتعالى - : (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا )) ، سبيل المؤمنين هي سُنَّتي التي جاءت في الحديث السابق : ( فمَن رَغِبَ عن سنَّتي فليس منِّي ) ؛ أي : فمَن رَغِبَ عن طريقتي وعن خطَّتي التي شرعتُها بأمر الله - عز وجل - للناس فليس منِّي .

واللي يؤكِّد لك المعنى سبب هذا الحديث تذكره ؟ ( فَمَن رَغِبَ عن سُنَّتي فليس منِّي ) ؟

السائل : ... .

الشيخ : الرهط هدول ، إي الرهط شرعوا لأنفسهم شريعة ، هذا قال : أقوم الليل ولا أنام .

يرحمك الله ، قل له : يرحمك الله أنت ، إي والله ، لا تسكت .

السائل : يجب على كل إنسان ؟

الشيخ : يجب على كل سامع ، مو كل إنسان .

السائل : الله يجزيك الخير .

الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

السائل : ... .

الشيخ : لا ، فرض عين.

السائل : ... .

الشيخ : لأنُّو هيك جاء في الحديث ، ( حقٌّ على كلِّ سامع أن يشمِّتَه ) .

سائل آخر : ... .

الشيخ : احفظ سؤالك .

فهذا قال : أقوم الليل ولا أنام ، يخطُّ لنفسه خطة التقرُّب إلى الله بأن يقوم الليل ولا ينام ، وذاك يقول : أصوم الدهر ولا أفطر ، وذاك يقول : لا أتزوَّج النساء ، فرَدَّ عليهم وقال : ( أما أنا فأقوم ) ، ( أما إني أخشاكم لله وأتقاكم لله ، أما إني أقوم وأنام ، وأصوم وأفطر ، وأتزوَّج النساء ؛ فمَن رَغِبَ عن سنَّتي فليس منِّي ) ؛ إذًا السنة هنا هي الطريقة ، واضح هذا ؟

السائل : واضح .

الشيخ : إي ، أما أنُّو الله قال : (( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ )) ؛ إي هذا ما في تعارض مع السنن التي لم يفرِضْها ؛ فإنه لم يأمُرْ بها - عليه الصلاة والسلام - ؛ مش هيك ؟

السائل : ... الآن لما بدأ ... فبيضيع .

الشيخ : تضيع ؟ تضيع عند الأعرابي الذي قال : والله يا رسول الله لا أزيد عليهنَّ ولا أنقص ، لكن مو كل الناس بيرضوا بأنفسهم أنُّو يصبحوا أعراب ، مو هيك ؟

السائل : يعني ... .

الشيخ : وبدليل أنُّو نحن اللي نعرف أنه هَيْ سنن ما هي فرائض الحمد لله ما صرنا أعراب ، لا نزيد عليها ولا ننقص ؛ مو هيك ؟ إذًا لا تخشى ، حافِظْ على الشرع بجميع أقسامه بفرائضه ومستحبَّاته .

السائل : ... .

الشيخ : تفضل ، اسأل عن السلام .

مواضيع متعلقة