حكم تعليق التميمة . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
حكم تعليق التميمة .
A-
A=
A+
الشيخ : فتعليق التمائم والحروز هي شرك ، هي نوع من الشرك ، وقد يكون شركًا أكبر ، وقد يكون شركًا أصغر ؛ وذلك يختلف باختلاف المعلِّق للتميمة ؛ إن كان المعلِّق هذا يعتقد بأن هذه التميمة تدفع الضُّرَّ وتمنع - مثلًا - أذى العين هي نفسها لا شك في ذلك أن هذا شرك أكبر ؛ لأنه كما سمعتم من تعليق المصنف على ... تأثيره بالغًا ، حماقة لا مثل لها إلا في الجاهلية الأولى ، وإن تعجب فعجب أن يتورَّط بمثل هذه الشركيات بعض المثقَّفين من الشباب ، ولكن لا عجب ؛ لأن هذه الثقافة العصرية لا تعطي أهلها وأصحابها شيئًا من العلم الصحيح ، لا تبعدهم عن الشرك وعن الوثنية ، وأكبر دليل في هذا هو أنك إذا نظرت اليوم إلى الأمم المتمدِّنة زعموا ، وهذه الأمم التي يتورَّط بعض شبابنا المسلم ، وربما يكون فيه البعض الدعاة فيتَّخذهم قدوة حسنة ، ويريد من المسلين أن يكونوا تَبَعًا لهم في حضارتهم ، فنحن نجد أن هذه الحضارة لم تُفِدْهم شيئًا ، بل هم يعيشون لا يزالون في الوثنية في الجاهلية ، وإنما في مظاهر وشكليات ربما تكون حديثة العهد ، فهؤلاء الشباب الذين يتعلَّمون هذا العلم الغربي المادي ؛ أقول : لا عجب ؛ ما دام أنهم لم يدرسوا الإسلام والتوحيد ، أن تدخل في - مثلًا - صيدلية ، فتجد في صدر المكان نعلًا معلَّقًا ، لماذا هذا يا أخي ؟ قال : لدفع العين ! فسبحان ربي ، لو كان رجل يؤمن بالأمور الغيبية ، وكان هناك نص صحيح عن الرسول - عليه السلام - بأنُّو تعليق مثل هذا النعل في صدر المكان يدفع العين لَقُلنا : والله هذا رجل مؤمن ، والمؤمن من شأنه كما قال - تعالى - : (( وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) ، ولكن ليس فقط لا يوجد في الإسلام مثل هذه الوسيلة لدفع العين ، بل في الإسلام ما يمنع من ذلك كما سمعتم : ( مَن علَّقَ تميمةً فقد أشرك ) .

إذًا هذا الصيدلي مثلًا مسلم ، وإسلامه ليس فيه هذه الوسيلة ، بل هو يحرِّمها ، فَمِن أين جاءته هذه الوسيلة ؟! هل ذلك من العلم التجربي وهو الصيدلي ، والصيدلي معناه دائمًا في تجارب تركيب ومزج وخلط وما إلى ذلك ؛ فهل جاءه من التجربة أنُّو وضع هالنعل ، وربما كما قلنا آنفًا يعلِّقها تكون مهرية في جانب أو مصدية أو ما شابه ذلك ؛ فمن أين له ما دام لا يوجد شيء مثل ذلك في الشرع ؟ هل في العلم أن مثل هذه التعليقة تمنع العين ؟ كل ذلك لا يوجد لا في العلم الشرعي ولا في العلم التجربي ؛ إذًا هكذا وجدنا آباءنا على أمة ، التاريخ يعيد نفسه ، كانوا من قبل ما تفيدنا الآثار الكثيرة تفسيرًا لمثل قوله - تبارك وتعالى - : (( كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً )) ؛ يعني كانوا موحِّدين ، ثم دخل إليهم الشرك ، وكما جاء في الحديث الصحيح أن عمرو بن إيش ؟ بن لحي الخزاعي هذا أول من أدخَلَ الأصنام في جزيرة العرب ، فقلَّده الناس ، ثم قلَّد الأبناء الآباء ، وهكذا حتى بعث الله - عز وجل - إليهم نبيَّه محمدًا - صلى الله عليه وسلم - يحذِّرهم من الشرك كله .

فإذًا هذه الحروز وهذه التمائم كلها لا تجوز شرعًا ، وهي إما شرك أكبر وإما شرك أصغر فيجب الابتعاد عنها ، وأن ينبِّه بعضنا بعضًا ويحذر بعضنا بعضًا منها ، هذه الحروز المادية كما قلنا - مثلًا - خرزة الخف النعل الفرس ونحو ذلك أظن أن أحدًا لا يتردَّد في إنكارها بعد أن لم تَرِدْ في الشرع إلا تحريمًا ، ولكن هناك شيء قد يحتاج إلى نوع من البيان ؛ لأنه قد يشكل الأمر على بعض بني الإنسان ؛ هناك نوع من التعليقات مما يُسمَّى بالحُجُب ، حجاب يُعلَّق تحت إبط الولد الصغير أو الكبير ، وبعض الحجب حولها اعتقادات عجيبة جدًّا ما أدري - أيضًا - كيف تتسرَّب مثل هذه الاعتقادات عند الناس ، وتجد محلًّا في قلوبهم ؛ وهي أن بعض هذه الحجب إذا عُلِّقت على الإنسان ما بيؤثِّر فيه الرصاص ولا أي شيء ، وهذا منتهى الزور والكذب ، فإذا كانت هذه الحُجُب مكتوب فيها فما حكمها ؟ نقول : هذه الحجب على نوعين : نوع إذا فتح لم تجد فيه إلا آية أو دعاء معروف في الكتاب أو في السنة ؛ فما حكم هذا النوع ؟ اختلف السلف منذ القديم ، فَمِنهم مَن أجاز ذلك نظرًا إلى مضمون الحجاب ، مضمون الحجاب كما قلنا في هذه الصورة آية أو حديث فأجاز ذلك ؛ لأن فيه استعانة بكلمات الله - عز وجل - واستعاذة بها ، ومنهم - أي : مِن السلف - مَن كره ذلك ، ونحن نرى هذا القول الثاني هو الأحرى بالأخذ به لسبب واحد ؛ وهو أن السلف الصالح لم يتخذوا شيئًا من ذلك لأبنائهم ولا لأنفسهم ، ونعلم جميعًا أن الخير كله في اتباع السلف .

ونؤكِّد ذلك بأن هذا الأمر - أي : عدم اتخاذ هذه الأنواع من الحجب - السبب أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قد جاءنا عن ربِّه بما هو خير من تلك الحجب ، وهذه قاعدة يجب ألَّا ننساها دائمًا أبدًا ، وهي التي جاءت في مثل قوله - عليه السلام - : ( ما تركت شيئًا يقرِّبكم إلا الله إلا وأمَرْتكم به ) ، وفي حديث آخر في " صحيح مسلم " : ( ما بَعَثَ الله نبيًّا إلا كان حقًّا عليه أن يدلَّ أمته على خير ما يعلمه لهم ) ، فيا تُرى إذا كان السلف لم يتَّخذ مثل هذه الحجب لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يأتِ بذلك عن الله - عز وجل - ؛ أليس قد جاء لهم بما هو خير من ذلك ؟! يجب أن نعتقد هذا سلفًا ، يجب أن يكون هذا في عقيدة كل مسلم سواء عرف ما يقابل هذه الحجب من السنة الثابتة أو لم يعرف ، يجب أن يفترض في نفسه أنُّو ما دام الرسول - عليه السلام - يقول : ( إلا كان حقًّا عليه ) ؛ أي : على النبي ( أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم ) ؛ يجب أن يفترض سلفًا أنه هناك خير من ذلك ، ولو كان هو لا يعلم هذا الخير ؛ فكيف إذا علمه وعرفه ؟! ما هو هذا ؟ هو الرقية هو التعويذة هو القراءة قراءة المكلَّف من نفسه على نفسه ، أو على حبيبه وولده وصفيه ، هذه التعويذة كما جاء في " صحيح البخاري " أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان يعوِّذ الحسن والحسين ، فيضع - عليه الصلاة والسلام - يده اليمنى على أحدهما والأخرى على الآخر ، ويقول : ( أعيذكما بكلمات الله التامَّة من كلِّ شيطان وهامَّة وعين لامَّة ) ، هذه التعويذة هي بدل الحجاب الذي كَرِهَه بعض السلف ، ونحن معهم لهذا وللسبب الذي ذكرته آنفًا .

ومن المتفق عليه بين علماء المسلمين الذين اختلفوا في البدعة هل فيها ما يسمَّى بالبدعة الحسنة أم لا ؟ قولان معروفان ، ونحن مع أولئك الذين يقولون بقول النبيِّ الصريح - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ) ، ولكن هؤلاء المختلفون من القائلين بهذا القول الصريح في الحديث الصحيح ، ومن القائلين بأن في الإسلام بدعة حسنة تمسُّكًا منهم ببعض ما يُوهمهم ما تمسَّكوا به من القول بالبدعة الحسنة ؛ كلُّ هؤلاء وهؤلاء اتفقوا على أن كل بدعة حدثت بعد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - تعارض سنَّةً فهي بدعة ضلالة ، كلهم اتفقوا على هذا ، حتى الذين يقولون بأن في الإسلام بدعة حسنة يقولون : لا يمكن أن يكون أمر حادث بعد الرسول - عليه السلام - ويعارض السنة ؛ لا يمكن أن يكون هذا الأمر الحادث بدعة حسنة ، بل هي بدعة ضلالة .

هذه الحقيقة يجب أن نتذكَّرها في مثل هذا البحث ؛ لتعلموا أن تعليق الحجب هذه ولو كانت من هذا النوع الأول الذي لا أزال أدندن حوله فيها آيات وأدعية مشروعة ؛ لتعلموا أن مثل هذه الحُجُب هي خلاف السنة ؛ كيف ذلك ؟ لأن معنى الحجاب سواء بالنسبة للشخص الذي علَّقه على نفسه أو بالنسبة للشخص الذي علَّقه عليه أن يُعرض عن السنة ، ألَّا يُرقي نفسه بنفسه ، ولا أن يُرقي غيره بنفسه بأدعية يدعوها يتقرَّب بها إلى الله - عز وجل - ، وهذا هو المثال بين أيديكم ، كم وكم من الآباء المسلمين اليوم وعددهم كما يقولون يبلغ ثمان مئة مليون مسلم ، كم تقدِّرون في هؤلاء الملايين من الآباء والأمهات يرقون أبناءهم بهذه الترقية التي كان النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يرقي بها ولدَيه الحسن والحسين ، قلِّل قلِّل مش كثِّر ، قلِّل العدد ولا حرج ، قليل جدًّا جدًّا ، حتى في أهل العلم ، حتى في أهل الأذكار والأوراد التي أكثرها مما لم ينزِّل الله بها سلطانًا ، ولماذا يستعملون هذه الرقى ؟ ولماذا يستعملون هذه التعويذات وقد اكتفوا واستغنوا عن ذلك بقطعة ورقة تُلَفُّ بمشمَّع وتعلق تحت الإبط أو العنق أو نحو ذلك ؛ إذًا هذه بدعة صادمت سنة ؛ فلا يجوز اتخاذها كوسيلة لدفع الضرر بزعم أن هذه الوسيلة وسيلة مشروعة .

هذا الكلام كله فيما إذا كان هذا الحجاب ما كُتِب عليه ليس إلا آية أو دعاء مشروع .

لكن هناك حجب من نوع آخر وهو الغالب على الحجب التي يتخذها بعض الناس ممَّن اتخذوا كتابة الحجب مهنة لهم وموردًا ، هذه الحجب يُكتب فيها رموز ، يُكتب فيها أحرف متقطِّعة لا يُفهم منها شيء إطلاقًا ، وربما الذي كتب هذه الرموز هو نفسه لا يفقه ما يكتب ؛ لأن الشيطان لقَّنَه هذا التلقين فاستجاب له ، وبدأ يكتب ويكتب ، وقد يجد بعض الناس - وهذا من ابتلاء الله للناس أيضًا - ؛ قد يجد بعض الناس ممن يتخذون مثل هذه الحجب فائدة ملموسة ؛ كأن يكون مريض - مثلًا - وإذا به يزول عنه المرض فعلًا ، يقول : يا أخي ، هذه فائدة هذا الحجاب أو الحجب ثابتة بالتجربة ، فيأتي هنا حديث من أحاديث الباب أن بعض النساء - وهي زوجة عبد الله بن مسعود - قالت لزوجها عبد الله بن مسعود : إنه قد يكون الرجل مصابًا بعلة أو الشخص مصاب بعلة فيتخذ تلك التميمة فتزول العلة ، ولعله ذَكَرَ هذا السَّائل أنُّو العين - مثلًا - بتدمع أو بتجي على طرفها أو ما شابه ذلك ، فأجاب ابن مسعود : نعم بأنُّو هذا يكون من عمل الشيطان ، فإذا اتُّخِذت التميمة أمسك الشيطان عن الإضرار بذلك الإنسان لِيُضلَّه .

فكذلك ممكن أن يقع من بعض هذه الحجب التي ما كُتِبَ فيها لا يعرف معناه فائدة يكون ذلك لإيحاء الشيطان ومن عمل الشيطان ليضلَّ عدوه الإنسان ، فهذا النوع من الحجب لا يجوز استعماله ؛ لأن العلماء كما سيأتي في نفس الكتاب التعليق على بعض الأحاديث ذهبوا إلى أن الرقية إذا كانت بلغة غير لغة عربية ولا يُفهم معناها ؛ فلا يجوز الترقية بها ؛ لأنه يمكن أن تكون ترقية ، الترقية هذه عبارة عن استعانة بشياطين ، فيكون حين ذاك شرك جلي واضح ، وهو لا يدري ؛ لأنه ما كُتِب لا يفهمه ، فَهُم قالوا هذا ، وهذا من دقَّتهم في معالجة هذه الأمور ، فإذا كانت هذه الحجب من النوع الثاني فيها مثل هذه الكتابات التي لا تُفهم فهي غير جائزة حتى لو لم نعلم أن فيها أسماء شياطين من شياطين الجن يستعينون بها على حصول الشفاء والبرء .

وأنا ورثت بعض الكتب التي كان يقتنيها والدي - رحمه الله - وهو ممن تخرج من بعض الحلقات الفقهية في إسطنبول ، إلى اليوم هذه الكتب يُكتب عليها عبارة لا الذي كتبها يعلم ولا الذي ورَّثها أو وَرِثها يعلم ما معنى هذه العبارة ، وإنما قالوا : كتابة هذه العبارة على الكتب يمنع الأرضة الدود الصغير الذي يأكل الورق ، يمنع الأرضة ؛ ما هي هذه العبارة ؟ أظن صورتها " يا كبيتش " ، هكذا مكتوب بخط واضح كبير في كثير من الكتب ، مع أن هذه الكتب نفسها المكتوب عليها هذه العبارة تمنع ، تقول : لا يجوز كتابة شيء لا يُفهم معناه ؛ لأنُّو يمكن أن يكون استعانة بالجن ، وفعلًا هلق كلمة " يا " حرف نداء ، " يا كبيتش " ، الاسم هذا يمكن اسم شيطان رجيم ، فهو يستعين به للمحافظة على هذا الكتاب من الأرضة ، فهذه النوع من الحجب التي تُكتب بلغة لا تُفهم يعني ليست مثلًا لغة غير لغتنا العربية ؛ لا ، لا هي عربية ، ولا هي فرنسية ، ولا ألمانية ، ولا ألبانية ، ولا ليس هناك لغة ، إنما هي أسماء مبهمة قصد الشيطان الرجيم بكتابتها وتلقين الناس إضلالهم عن سواء السبيل .

إذًا قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( مَن علَّق تميمةً فقد أشرك ) يمنعنا - معشر المسلمين - منعًا باتًّا من اتخاذ الحُرُز والتمائم والحجب من أيِّ نوع كان ، لكن الإثم يختلف بين أن يكون صاحبه مشركًا شركًا أكبر ، وبين أن يكون ضالًّا كما سمعتم في تعليق المصنف - رحمه الله - حين قال : التميمة خرزة كانوا يعلِّقونها يرون أنها تدفع عنهم الآفات ، واعتقاد هذا الرأي جهل وضلالة ؛ إذ لا مانع إلا الله ، ولا دافع غيره ، ذكره الخطابي . والعجيب أن هذه التميمة التي يتحدث عنها الخطابي في القرن الخامس نحن اليوم في القرن الخامس عشر ، فمضى قرابة تسعة قرون ولا يزال المسلمون يستعملون هذه التمائم ، وهذا دليل على شدة إضلال الشيطان لبني الإنسان ، وأنه دائمًا ماسكهم من ورائهم يضلُّهم عن سواء السبيل ، فليس هناك علاج لمثل هذا الضلال إلا العلم ، وليس كل علم ؛ وإنما العلم المُستَقَى من كتاب الله ومن حديث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وليس - أيضًا - من كل حديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وإنما من الحديث الثابت عنه - عليه الصلاة والسلام - ، وإلا ففي بعض الأحاديث التي تُروى عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ما هو شرك هو نفسه شرك ، وهو بذلك يخالف مثل هذه الأحاديث الصحيحة .

مثلًا من الأحاديث المشهورة في الكتب الأحاديث كتب الأحاديث الموضوعة زعموا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " مَن اعتقد بحجر نفعه " ، هذا حديث ، لكنه حديث كما قال ابن القيم - رحمه الله - مِن وضع عبَّاد الأصنام ؛ لأنُّو هذا يتلاءم مع قيمتهم " من اعتقد بحجر نفعه " ، لكن - مع الأسف الشديد - لا يزال - أيضًا - هذا الحديث نرى مفعوله إن لم نسمَعْه بلفظه من بعض الناس من المسلمين ، " مَن اعتقد بحجر نفعه " ، أيُّ شيء اعتقدت فيه فأنت تنتفع به ، ولعل هذا له صلة بما يسمُّونه اليوم من علم النفس أنُّو - مثلًا - هذا الدواء أنت إذا اعتقدت فيه أنُّو بينفعك بينفعك ، هكذا يقولون .

نعم ؟

عيد عباسي : وَهْم .

الشيخ : إيحاء ، الإيحاء ؛ هذا نوع من التضليل فعلًا ، يعني نحن يجب أن نتعرَّف الحقائق كما هي ، فإن كان الدواء فعلًا هو خَلَقَه الله نافعًا كما قال - عليه السلام - : ( ما أنزل الله داءً إلا وأنزل له دواء ) ؛ فحينئذٍ يجب أن نعتقد الواقع ، أما إذا كان هذا الدواء هو سمّ فبتعتقد فيه أنه علاج ؛ فهذا قلب للحقائق أوَّلًا من حيث الاعتقاد ، ثم من حيث إيش ؟ الأثر ، فسيتضرَّر بذلك الذي هو في واقعه سمّ ، وفيما أوحي إليه أنه علاج ودواء .

نكتفي بهذا المقدار ، والأحاديث الباقية - إن شاء الله - في الدرس الآتي .

وهنا سؤال .

نعم ؟

السائل : ... .

الشيخ : صحيح .

مواضيع متعلقة