من دروس " الترغيب والترهيب " ، الترغيب في الصبر سيَّما لِمَن ابتُلِيَ في نفسه أو ماله ، وفضل البلاء والمرض والحمى ، وما جاء فيمن فَقَدَ بصره ، حديث أبي سعيدٍ الخدريِّ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( ومَن يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ الله ، وما أُعطِيَ أحدٌ عَطاءً خيرًا وأوسَعَ مِنَ الصبرِ ) . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
من دروس " الترغيب والترهيب " ، الترغيب في الصبر سيَّما لِمَن ابتُلِيَ في نفسه أو ماله ، وفضل البلاء والمرض والحمى ، وما جاء فيمن فَقَدَ بصره ، حديث أبي سعيدٍ الخدريِّ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( ومَن يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ الله ، وما أُعطِيَ أحدٌ عَطاءً خيرًا وأوسَعَ مِنَ الصبرِ ) .
A-
A=
A+
الشيخ : أما بعد :

فإنَّ خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ، وبعد :

حديثنا اليوم هو الحديث الثاني من باب الترغيب في الصبر ، وهو حديث صحيح كما يدل عليه تخريجه الآتي ، وهو قوله - رحمه الله - : وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( ومَن يتصبَّر يصبِّره الله ) ، هكذا الحديث ؛ لأنه قطعة ، ( ومَن يتصبَّر يصبِّره الله ، وما أُعطِيَ أحد عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر ) ، رواه البخاري ومسلم في حديث تقدَّم في المسألة ؛ أي : في الزكاة ، ورواه الحاكم من حديث أبي هريرة مختصرًا : ( ما رزق اللهُ عبدًا خيرًا له ولا أوسع من الصبر ) ، وقال : صحيح على شرطهما .

هذان حديثان أحدهما من حديث أبي سعيد الخدري ، وهو متفق عليه بين الشَّيخين ، والآخر من حديث أبي هريرة تفرَّد بإخراجه دونهما الحاكم في " المستدرك " ، حديث أبي هريرة هو حديث طويل أو فيه بعض الطول كان أورَدَه المصنف - رحمه الله - في باب النهي عن المسألة - يعني السؤال والشحادة - في كتاب الزكاة ، وهناك يقول الحديث أن بعض الأنصار جاؤوا إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يسألونه ؛ أي : شيئًا من العطاء والمال ، فأعطاهم الرسول - عليه الصلاة والسلام - ، ثم سألوه ، فأعطاهم أيضًا ، وهكذا في المرة الثالثة سألوه فأعطاهم ، ثم وَعَظَهم الرسول - عليه الصلاة والسلام - بما يصرفهم عن أن يعودوا إلى السؤال المذكور مرة أخرى إلا لضرورة ملحَّة ، فقال - عليه الصلاة والسلام - بهذه المناسبة : ( مَن يستعفِفْ يعفَّه الله ) . ثم قال : ( ومَن يتصبَّر يصبِّره الله ) .

فالشاهد أن هذه الفقرة التي ذَكَرَها المؤلف ههنا من الحديث لها صلة واضحة بباب الترغيب في الصبر .

مواضيع متعلقة