الكلام على مسألة أن الراوي أدرى بمرويِّه من غيره في مسألة إعفاء اللحية . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الكلام على مسألة أن الراوي أدرى بمرويِّه من غيره في مسألة إعفاء اللحية .
A-
A=
A+
الشيخ : لكني أقول عطفًا على ما ذكرته سابقًا أن " الشاهد يرى ما لا يرى الغائب " ؛ أي : " الراوي أدرى بمرويِّه من غيره " ؛ هؤلاء الصحابة الذين رَوَوْا لنا حديث رسولنا - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( حفُّوا الشارب ، وأعفوا عن اللِّحى ) ، هم أخذوا من اللحى ؛ فلا يجوز لنا أن نفهم هذا النَّصَّ على إطلاقه ؛ كما قلنا آنفًا : ( مَن مات وعليه صيام ؛ صامَ عنه وليُّه ) ، هذا مطلق ، لكن راوي الحديث فَهِمَه مقيدًا بصيام النذر ، ( هم القوم لا يشقى جليسهم ) .

فإذًا نحن نقول الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح ، ليس هناك رواية مطلقًا ، أقول مؤكِّدًا : مطلقًا مطلقًا أن صحابيًّا واحدًا أرخى لحيته مهما طالت ؛ لا ، هذا لا يوجد ، ومن باب أولى مؤكِّدًا مرات ومرات : ليس هناك رواية أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا يأخذ من لحيته ، هذا شائع بين كثير من العلماء والمشايخ وكلامي مسجَّل ، لكن لا أصل له في كتب السنة إطلاقًا ، إنما هم ينطلقون من عموم قوله - عليه السلام - : ( وأعفوا اللِّحى ) ، يستلزمون الفهم أو يستلزمون فهمَهم للعموم أن يكون واقعًا ، ولا تلازمَ بين الأمرين أبدًا ، والمثال السابق والأمثلة كثيرة وكثيرة جدًّا .

وعلى العكس من ذلك هناك آثار كثيرة وبأسانيد صحيحة أن ابن عمر ، وهو - كما تعلمون - من أحرص الناس على اتِّباع الرسول - عليه السلام - حتى في أمور ما يسمَّى عند الفقهاء المحقِّقين ... .

مواضيع متعلقة