مداخلة من " أبي مالك " عن التأمين خلف الإمام متى يكون ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
مداخلة من " أبي مالك " عن التأمين خلف الإمام متى يكون ؟
A-
A=
A+
أبو مالك : بارك الله فيكم ، صلَّينا المغرب آنفًا هنا ، وعندما قلت : (( وَلَا الضَّالِّينَ )) انقسمنا فريقين ؛ ففريق انتظر حتى بدأت أنا بـ ( آمين ) فأمَّن معي ، والفريق الآخر سبقنا بهذه الكلمة أو بالتأمين ، فشيخنا - جزاه الله خيرًا - أشار إليَّ أن أبيِّن هذه المسألة أو ما الحكم أو كيف تكون كيفية التأمين وراء الإمام ؟ فأقول - بارك الله فيكم - : الرسول - عليه الصلاة والسلام - بيَّن في مجموع في بعض الأحاديث وهي أحاديث مشهورة ومعروفة نعرف منها كيفية التأمين من وراء الإمام ، وطبعًا هذا يحتاج إلى شيء من الانتباه حتى نتبيَّن ؛ لأنَّ هناك بعض الأحاديث قد يبدو لقارئها أو سامعها أنها مختلفة بلفظها ، وهي في حقيقتها ليست مختلفة ولا متضادَّة في معناها ، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قال : (( وَلَا الضَّالِّينَ )) أمَّنَ قال : ( آمين ) ورفع بها صوته أوَّلًا ، وهذا يدل على مشروعية تأمين الإمام برفع صوته ، وفيه ردٌّ على مَن يقول بعدم مشروعية التأمين مِن وراء الإمام .

ومن هؤلاء الذين يقولون بعدم المشروعية مشروعية التأمين من وراء الإمام هو الشافعية ، الشافعية المتمذهبون على مذهب الإمام الشافعي أو المتَّبعين للإمام الشافعي ظنًّا منهم أنهم متَّبعون ، والإمام الشافعي - رحمه الله - يذهب إلى خلاف هذا في كتاب " الأم " ؛ فهو يقول بأن الإمام يؤمِّن ويرفع بالتأمين صوته ، والمأمومون يؤمِّنون من ورائه ، يؤمِّنون من ورائه ، وأيضًا الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول في الحديث الآخر يقول : ( إذا قال الإمام : (( وَلَا الضَّالِّينَ )) فقولوا : آمين ) ، وفي حديث آخر يقول : ( إذا قال الإمام : آمين ، فقولوا آمين ؛ فإن مَن وافق تأمينُه تأمينَ الملائكة غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه ) ، لا تضادَّ بين الحديثين ؛ لأن بعض الناس يفهمون من الحديث الأول إذا قال الإمام : (( وَلَا الضَّالِّينَ )) ) أنه مجرَّد أن يقول : (( وَلَا الضَّالِّينَ )) يبدؤون هم بالتأمين من وراء الإمام ، وفي هذا فوات لأمرٍ ذكرناه وهو أن الرسول - عليه الصلاة والسلام - كان يجهر بالتأمين ، ومعنى هذا أن جهرَه بالتأمين لا تكون له فائدة هنا إذا أمَّنَ المأمومون بمجرَّد أن يقول الإمام : (( وَلَا الضَّالِّينَ )) ، ولم ينتظروا الإمام كي يؤمِّن هو أوَّلًا ، أو يبدأ بالتأمين على الأقل فيؤمِّنوا هم من وراء الإمام .

لذلك المشروع - يا إخوان - الانتظار حتى يفرغ الإمام من قراءة الفاتحة بتمامها من (( الْحَمْدُ لِلَّهِ )) إلى (( وَلا الضَّالِّينَ )) ، ولا يسبقه المأمومون بالتأمين حتى يسمعوه هو أمَّن فيؤمِّنون معه ، وبذلك سيحرزون جميعًا الفضيلة التي أشار إليها النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الآنف الذكر وهي هذه الفضيلة ، ( فإن الملائكة يؤمِّنون مع الإمام ؛ فَمَن وافق تأمينُه تأمينَ الإمام غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه ) .

هذا ما عندي ، وجزى الله خيرًا شيخنا حيث نبَّه أو ذكَّرنا بهذه المسألة .

مواضيع متعلقة