قصيدة في عقيدة أهل السنة يلقيها " خير الدين وانلي " . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
قصيدة في عقيدة أهل السنة يلقيها " خير الدين وانلي " .
A-
A=
A+
خير الدين وانلي :

" أخي في العقيدة والفكرةِ *** أخي في المبيَّن بالسنةِ

سبيل الصحاب وأتباعهم *** ومَن فاز بالفضل والهمَّةِ

فديتُك تحمل أعباءَها *** فديتك تقضي على البدعةِ

وتُصلِحُ في الناس ما أفسدوا *** وتُحيي المواتَ من الملَّةِ

فأعظِمْ بنهجك من منهجٍ *** وأكرِمْ بحزبك من فرقةِ

فأنت الضياء بأرجائها *** فقد خصَّك الله بالدعوةِ

تذبُّ عن الدين أعداءَه *** وتستأصل الشرك في الأمَّةِ

تنزَّه ربُّ السَّما ما له *** شريك من العجز والذِّلَّةِ

له كلُّ وصفٍ يليق به *** من الوجه والعين والنزلةِ

صفات الإله كما أُنزِلَتْ *** بها كشف ما كان من غمَّةِ

فلا الخلق يُعجِزُه أمرُه *** ولا يفلتون من القبضةِ

وكلُّ له خاضعٌ عنوةً *** قديرٌ تفرَّد بالقدرةِ

وكلُّ العبادات حقٌّ له *** ومَن حادَ يهوي إلى الهوَّةِ

أخي أيها السلفيُّ الذي *** تُلاقي من الضِّيق والجَفْوةِ

فديتُك من صامدٍ صابرٍ *** ومثلُك يصبر في المحنةِ

صبرْتَ على غدرِ غدَّارهم *** وقابلْتَ ما كان بالبسمةِ

هزئْتَ بما بيَّتوا من أذى *** وحُوربت في العيش واللُّقمةِ

فما لانَ عندك فولاذُها *** وما أثَّرَ الضَّنك في الهمَّةِ

وقفت وحيدًا ولكنه *** يعينُك ربُّك في الوحدةِ

هو الله ينصر أنصاره *** فعزمك من صاحب العزمةِ

سيفتح ربِّي فلا تبتئِسْ *** تريَّثْ فما الفوز بالسرعةِ

فأنت لأمَّتنا مرشدٌ *** ورُبَّانها قائد الدَّفَّةِ

فإن كنت في قلَّةٍ بينهم *** فما النَّصر يُحرَزُ بالكثرةِ

فقد نَصَرَ الله أسلافَنا *** على قلَّة الجيش والعدَّةِ

هو النصر يعطيه ربُّ السماءِ *** لِمَن شاء والله ذو العزَّةِ

وإن متَّ فيها شهيدًا تفُزْ *** ويُسكِنْك ربُّك في الجنَّةِ

يظنُّون أَنْ أسلموا ظاهرًا *** وأدُّوا فرائض في النّدرةِ

وكانت عقائدهم بلقعًا *** وأخلاقهم منتهى القسوةِ

فلا ذو الغنى راحم مدقعًا *** ولا يرحم الضعفَ ذو القوةِ

ولا يحفظ الجارُ جيرانَه *** ولا ينصر الحقَّ ذو النصرةِ

ولا صاحب العلم يحيا به *** وجلُّ التعلُّم بالقدوةِ

فكم حسَّنوا بدعةً وازدهوا *** على الناس بالجهل والغفلةِ

وبالكشف كم ضلَّلوا عابدًا *** وباعوا الشريعة بالصَّبوةِ

إذا كان عالمهم جاهلًا *** فكيف المقلِّد للأسوةِ

حنانَك ربي تلطَّفْ بنا *** فأنت اللطيف وذو الحكمةِ

أخي أنت وحدك في أمَّةٍ *** تخلَّتْ عن الدين في الجملةِ

عليك أخي أن تُعيدَ لهم *** صفاء العقيدة والفكرةِ

وأن تُنقِذَ الناس من شركهم *** من النَّذر للقبر والميِّتِ

وأن تصرِفَ الناس عن حَلْفِهم *** بشخصٍ عزيزٍ وبالذِّمَّةِ

وعن أن ينادوا أبا قاسمٍ *** أغِثْنا ويَدْعوه في الشدةِ

وأن يكتبوا الحُجْبَ أو يدَّعوا *** خفايا من الغيب بالنجمةِ

وأن يستغيثوا بأقطابهم *** وعن أن يشدُّوا إلى الحجرةِ

وأن يتمسَّح زوَّارهم *** بقبرٍ ويعقد ذو ...

وأن يتبَعَ الناسُ أشياخَهم *** بغيرِ دليلٍ ولا حجَّةِ

وأن يأخذ الناس أحكامَهم *** بدون كتابٍ ولا سنةِ

وأن يحكموا دون أن يرجعوا *** لِمَا أنزل الله من حكمةِ

أخي أنت تحمل ما لم تُطِقْ *** رواسي الجبال من الحملةِ

فأبشِرْ أخا الدين لا تبتَئِسْ *** فديتُك بالروح والمهجةِ

ولن يتخلَّى إلهُ السماءِ *** عن الدِّين فاستبشروا إخوتي " .

مواضيع متعلقة